لندن تحضّر لاحتمال الخروج من الاتحاد الأوروبي بلا إتفاق

نشر عشرات الوثائق يعكس صعوبات قد تواجه الأفراد والشركات

وزير «بريكست» خلال مؤتمر صحافي أمس (إ.ب.أ)
وزير «بريكست» خلال مؤتمر صحافي أمس (إ.ب.أ)
TT

لندن تحضّر لاحتمال الخروج من الاتحاد الأوروبي بلا إتفاق

وزير «بريكست» خلال مؤتمر صحافي أمس (إ.ب.أ)
وزير «بريكست» خلال مؤتمر صحافي أمس (إ.ب.أ)

كشفت بريطانيا، أمس، عن خططها لاحتمالات اعتبرتها «غير مرجّحة» لانهيار المحادثات حول بنود الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، محذّرة من أن الشركات تواجه المزيد من الإجراءات الجمركية فيما يواجه المستهلكون رسوما إضافية على الدفع بالبطاقات البنكية.
وقال الوزير المكلف ببريكست، دومينيك راب، أمس إن بريطانيا ستطبق مجموعة من قواعد الاتحاد الأوروبي في حال عدم التوصل لاتفاق، للسماح بدخول سلع الاتحاد الأوروبي، وحضّ بروكسل على القيام بالمثل للسلع البريطانية.
وقال راب إن بريطانيا ستواصل الاعتراف باختبارات وشهادات الاتحاد الأوروبي الخاصة بالدواء لتجنب انقطاعه، لكنه قال إن الحكومة ستقوم في أي حال بتخزين أدوية لستة أسابيع، إضافة إلى المخزون الحالي لثلاثة أشهر، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وأكد راب أنه «لا يزال على ثقة» من التوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي قبل الانسحاب المقرر في 29 مارس (آذار)، وقال إن فشل المحادثات «غير مرجح».
وأضاف راب في خطاب في لندن: «لا أزال على ثقة بوجود اتفاق جيد أمامنا، وهذا يبقى أولويتنا الأولى والأساسية». وجاءت كلمته في وقت نشرت الحكومة مجموعة أولى من «المذكرات التقنية»، بلغ عدد صفحاتها 148. لإبلاغ مختلف قطاعات الاقتصاد حول التعامل مع انهيار المحادثات. وقال «إذا رد الاتحاد الأوروبي بنفس المستوى من الطموح والبراغماتية، سنتوصل لاتفاق قوي يستفيد منه الجانبان. لكن علينا التفكير في البديل». وأضاف أنه «في بعض الحالات، يعني ذلك اتخاذ خطوات أحادية للحفاظ على أكبر استمرارية ممكنة في المدى القصير في حال عدم التوصل لاتفاق بغض النظر عما إذا رد الاتحاد الأوروبي بالمثل».
وفي السيناريوهات التي وضعتها الحكومة، تم تحذير البريطانيين من احتمال «ارتفاع الكلفة وتباطؤ سير» العمليات باليورو، وتم إبلاغهم بأن «كلفة الدفع بالبطاقات البنكية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي سترتفع على الأرجح».
وقد يضطر المستهلكون إلى دفع مبالغ أكبر للتسوق على الإنترنت، ولن تكون الدفعات الخارجية بعد الآن خاضعة لإجراءات منع فرض رسوم إضافية بموجب قواعد الاتحاد الأوروبي، بحسب المذكرات التقنية. والرسوم الإضافية التي منعها الاتحاد الأوروبي في يناير (كانون الثاني) كلفت البريطانيين 166 مليون جنيه إسترليني (214 مليون دولار) في 2015.
وتلفت مذكرة أخرى الشركات لاحتمال مواجهة رسوم جمركية إضافية، وأن عليها التفكير بشراء برمجيات جديدة أو توظيف سمسار جمارك. وقالت الحكومة التي تعرضت لضغوط من متشددين لمغادرة الاتحاد الأوروبي دون التوصل لاتفاقية، إنها ستنشر جميع المذكرات بنهاية سبتمبر (أيلول).
وقال كير ستارمر، المتحدث باسم حزب العمال المعارض، إن المذكرة «لا تقدم الأجوبة حول خطط الوزراء للتقليل من التداعيات الخطيرة لمغادرة الاتحاد الأوروبي دون التوصل لاتفاق». فيما اعتبر ديفيد لامي، النائب عن حزب العمال المؤيد للاتحاد الأوروبي، إن الوثائق تظهر أن الحكومة «تلعب لعبة حظ مميتة باقتصادنا».
وقالت فرانسيس اوغرادي، رئيسة مؤتمر نقابات التجارة، إن التقارير تؤكد أن عدم التوصل لاتفاق ليس خيارا معقولا. وقالت «سيكون ذلك مدمرا للناس الذين يعملون»، مضيفة «لا يمكن للحكومة أن تسمح بانهيارنا».
وتأمل لندن وبروكسل التوصل لاتفاق بحلول أكتوبر (تشرين الأول)، بما يتيح للبرلمانين الأوروبي والبريطاني التصديق عليه قبل انسحاب المملكة المتحدة من الكتلة.
ونشرت الحكومة أمس أول 25 مذكرة تقنية ضمن سلسلة من نحو 80 مذكرة، تبلغ فيها الشركات والمواطنين بما يتعين عليهم القيام به للتحضير لسيناريو عدم التوصل لاتفاق. وقال راب إن «هدفنا البعيد هو تسهيل انسياب واستمرار عمل الشركات والنقل والبنى التحتية والأبحاث وبرامج المساعدة وموارد التمويل». وأكد أن بريطانيا والاتحاد الأوروبي توصلا لاتفاقات حول بريكست في نحو 80 في المائة من المسائل، لكن وضع الحدود الآيرلندية لا يزال دون حل.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.