«مكافحة السرطان»... حيلة حوثية جديدة لنهب أموال اليمنيين

TT

«مكافحة السرطان»... حيلة حوثية جديدة لنهب أموال اليمنيين

أقرت الميليشيات الحوثية أمس حيلة جديدة لنهب المزيد من أموال اليمنيين عبر بوابة «مكافحة مرض السرطان» وذلك بإصدار قانون غير شرعي مررته الجماعة عبر النواب الخاضعين لها في صنعاء.
وبحسب مصادر مطلعة في صنعاء تحدثت إلى «الشرق الأوسط» تسعى الجماعة الحوثية من خلال قانونها الجديد إلى فرض مبالغ ضخمة على التجار ورجال الأعمال لصالح الصندوق الجديد الذي تزعم أنه مخصص لمكافحة مرض السرطان.
وقالت المصادر إن الجماعة الحوثية تسعى إلى استدرار عطف المواطنين على المرضى من أجل جباية الأموال التي تسخرها عادة لإثراء قادتها وتمويل مجهودها الحربي دون أن يطال المرضى أي رعاية صحية.
ويأتي إصدار الجماعة لهذا القانون في الوقت الذي تعاني منه جميع المرافق الصحية الخاضعة لها لظروف مزرية لجهة نهب الجماعة للموارد الصحية المختلفة، بما في ذلك الدعم المقدم عبر المنظمات الدولية. وبحسب تقارير أممية تسببت الجماعة الحوثية في خروج أكثر من 50 في المائة من المرافق الصحية عن الخدمة، في حين فرضت تعيين أتباعها الطائفيين على رأس أهم المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية في مسعى منها لجني عائدات المستشفيات وتسخريها لصالح مجهودها الحربي.
وقابل الناشطون اليمنيون صدور القانون الحوثي الجديد بالسخرية، إذ إن الجماعة التي فشلت في توفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية للسكان في مناطق سيطرتها - بحسب قول بعضهم - أعجز من أن تقوم بدورها في رعاية مرضى السرطان.
واتهم الناشطون الجماعة الحوثية بالسعي لجبابة المزيد من الأموال تحت هذه الذريعة الجديدة، بعد أن كانت سخرت كل الموارد المحصلة من الضرائب والجمارك وتجارة المشتقات النفطية لصالح مجهودها الحربي والإنفاق على قادتها وعناصر ميليشياتها في الجبهات.
ويتضمن القانون الحوثي الجديد - بحسب المصادر - بنودا تلزم رجال الأعمال والتجار وأرباب المصانع، بدفع مبالغ لتمويل الصندوق الجديد، وهو الأمر الذي سيتسبب في إضافة أعباء جديدة على كاهل المواطنين لجهة إضافة زيادة جديدة في أسعار السلع.
وكانت الجماعة الحوثية امتنعت عن دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها منذ ما يقارب عامين، على رغم الإيرادات الضخمة التي تجنيها من مختلف المؤسسات الحكومية وعائدات الضرائب والجمارك. وطبقا لتقارير من داخل أروقة مالية للجماعة الانقلابية، ناهزت إيرادات الجماعة خلال العام الأخير نحو تريليون ريال (الدولار يساوي 550 ر‏يالا) وهو مبلغ يكفي لتغطية الراوتب طوال أشهر السنة.
وبحسب اتهامات وجهتها المنظمات المحلية والحقوقية للجماعة الحوثية، فإن عناصر الميليشيات يقومون بالسطو على أغلب المعونات المقدمة من المنظمات الدولية سواء المتعلقة بالغذاء أو بالمساعدات الصحية والطبية.
وطبقا لتقديرات المراقبين الاقتصاديين، تجني الجماعة الحوثية أكثر من 3 ملايين دولار يوميا من عائدات تجارتها للمشتقات النفطية والغاز المنزلي، بعد أن قررت احتكارها وحصر الاستيراد على التجار الموالين لها.
إلى ذلك، أفادت مصادر برلمانية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» بأن الجماعة الانقلابية تسعى إلى تمرير أكثر من عشرة قوانين جديدة عبر النواب الخاضعين لها وجميعها تتمحور حول زيادة جني الأموال ورفع الضرائب والجمارك وإنشاء الصناديق غير القانونية.
وسبق أن فرضت الجماعة قبل ثلاثة أشهر، قانونا يتيح لها جباية الخمس من أموال التجار والمواطنين، أطلقت عليه قانون «الزكاة» كما أنشأت بموجب قانونها غير الشرعي ما سمته «هيئة الزكاة» وعينت قيادة لها من أتباعها الطائفيين.
ويتيح القانون الحوثي للجماعة تحصيل الخمس من أموال التجار، ومن عائدات النفط والغاز والمياه المعدنية وصيد الأسماك وأحجار البناء والرمل، تحت مبرر أنها حق ديني لزعيم الجماعة وسلالته التي تدعي أنها تنتسب إلى الرسول الكريم.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.