المشهد: السينما السعودية إلى الواجهة

- يشتكي البعض من أن غياب الإنتاج بزخمه الكامل في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الثلاثين الماضية لن يساعد السينما في المملكة على تبوء مركز صدارة عربي ناهيك بعالمي.
- جزء بسيط من هذا الاعتقاد صحيح. الخبرات لا تولد فجأة بل تتراكم عبر السنوات. السينما ذاتها لم تولد ناطقة ولا ملونة ولا بتقنياتها المعاصرة، بل كانت أشباحاً وظلالاً ثم تكونت كأفلام كل منها من مشهد صغير واحد قبل أن تتبلور إلى حكاية بمشاهد متعددة وهي بعد ما زالت صامتة. الثلاثون سنة الأولى من القرن الماضي كان مرتع تجارب وهذه أدت إلى الخبرة.
- لكن الجانب الذي يجب أن يُشار إليه أيضاً هو أن التعامل مع الواقع هو أساسي في هذه الحالة. والواقع هنا هو أن السعي الحالي للانفتاح على ميادين الثقافة والفنون لا يستطيع أن ينتظر ثلاثين سنة ليكتمل. بالتالي يصبح لزاما الاستعانة بالخبرات المتوفرة داخل المملكة وخارجها.
- هذه الخبرات، قبل أن تشمر عن سواعدها، عليها أن تضع والمسؤولين خططاً محددة ليس فقط بالنسبة لما هو مطلوب، بل أساساً لما يمكن فعله لبلوغه. نشر الثقافة السينمائية هو جانب واحد، الإنتاج والتوزيع والإعلام جوانب أخرى. عروض الأفلام الأميركية فعل رائع لكن الالتفات أيضاً إلى الأفلام المتميزة فنا، أميركية أو أوروبية، هو الفعل المتكامل.
- سيجد أصحاب القرار أنفسهم أمام حجم كبير مما هو مطلوب فعله للتقدم من ناحية والاختلاف نوعياً عن التجارب العربية الأخرى. يجب أن يكون الإسهام السعودي في صناعة الفيلم مميزاً وهذا ليس أمراً صعباً على الإطلاق إذا ما توفرت الخبرات والطموحات.
- هناك دول كثيرة حول العالم (نحو مائة) كان من الممكن لها أن تتقدم في صناعة الفيلم والسينما منذ عقود طويلة، لكنها لم تفعل ولأسباب متعددة. نقطة الانطلاق السعودية يجب أن تبدأ تاريخاً جديداً مبنياً على ذلك التميز المنشود.