سامراء عاصمة لصناعة الزجاج في القرن التاسع الميلادي

قال علماء آثار فرنسيون، إن مدينة سامراء العراقية التي أصبحت العاصمة الجديدة للدولة العباسية بين عامي 836 و892 للميلاد، وصلت إلى مرحلة عالية من الرقي في صناعة الزجاج والاتجار به، في القرن التاسع الميلادي.
وقال فريق الباحثين برئاسة نادين شيبيل، الباحثة في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية الذين نشروا دراستهم في مجلة «بلوس وان»، إن هناك الكثير من الدراسات حول الفن الإسلامي في سامراء، إلا أن المدينة تشتهر بوفرة الزجاج المخصص لأغراض التجميل في القصور والأبنية، وهو الجانب الذي لم يدرس كثيراً.
وفي بحثهم الجديد درس العلماء 265 قطعة من المقتنيات الزجاجية الفنية الموجودة في المتاحف الألمانية والبريطانية، منها أوعية، ومصابيح، وقنان، وقطع من الزجاج التجميلي والمعماري. وتعرفوا بواسطة التحليل بمقياس الطيف الكتلي على مكونات المواد الأولية لمختلف القطع الزجاجية.
وتفترض نتائج الدراسة، أن سامراء كانت تستورد قسماً من القطع الزجاجية من مناطق بعيدة من لبنان ومصر، إلا أن غالبية الزجاج كان يصنع محلياً. لذا؛ فقد استنتج الباحثون أن المدينة كانت تمتلك قطاعاً صناعياً مهماً لإنتاج الزجاج والاتجار به، خصوصاً أن تطعيم قصور الخلافة في المدينة بأنواع متميزة من الزجاج يعني أنه كان ذا قيمة عالية. وقالت شيبيل، إن «التحليل الكيمائي الدقيق لزجاج سامراء قد كشف عن وجود صناعة متطورة للزجاج في الدولة العباسية».