العثور على بقايا أول فتاة في العالم من سلالتين منقرضتين للإنسان

تنحدر من أم من سلالة النياندرتال وأب آسيوي من كهف في سيبيريا

بقايا عظام الفتاة القديمة (أ.ف.ب)
بقايا عظام الفتاة القديمة (أ.ف.ب)
TT

العثور على بقايا أول فتاة في العالم من سلالتين منقرضتين للإنسان

بقايا عظام الفتاة القديمة (أ.ف.ب)
بقايا عظام الفتاة القديمة (أ.ف.ب)

بعد دراستهم للحمض النووي «دي إن إيه» من عظام أصبع يعود عمرها إلى 50 ألف سنة مضت، نجح علماء ألمان في التوصل إلى كشف مدهش لواحد من أسرار التطور البشري، وذلك بالتعرف على بنت عمرها 13 عاما انحدرت من تزاوج سلالتين من سلالات البشر المنقرضة.
وقال باحثون في معهد ماكس بلانك الألماني لعلوم الأنثروبولوجيا التطورية، إن الطفلة ولدت من أم كانت من سلالة النياندرتال، وهي من سلالات البشر القديمة التي استوطنت أوروبا وآسيا منذ 450 ألف سنة إلى 40 ألف سنة مضت، بينما كان أبوها من سلالة بشرية غامضة أطلق عليها اسم «إنسان دينسيف» نسبة إلى اكتشاف بقاياه في كهف يسمى «كهف دينيسيف» في سيبريا في روسيا. وتضيف هذه الدراسة التي نشرت في مجلة «نتشر» أول من أمس، دلائل جديدة إلى نتائج دراسات سابقة تشير إلى تزاوج سلالات الإنسان المنقرضة فيما بينها وكذلك مع سلالة الإنسان الحالية. وأظهرت نتائج التحليل الجيني في الدراسة الجديدة أن 38.6 في المائة من الحمض النووي لها ينحدر من أمها من سلالة النياندرتال، بينما جاءت نسبة 42.3 في المائة من الحمض النووي من أبيها «إنسان دينيسيف». وظهر أن أباها ينحدر من أصول قديمة جدا من إنسان النياندرتال، لكن تلك الأصول تعود إلى نحو ما بين 300 إلى 600 جيل قبل ولادة الفتاة.
ورغم أن العلماء عثروا على بقايا الفتاة في سيبيريا، فإنهم قالوا إن تركيبة الحمض النووي المرتبطة لها بسلالة النياندرتال، أقرب أكثر إلى سلالة النياندرتال الأوروبية التي قطنت في كهف فنديا في كرواتيا، التي تقع على بعد آلاف الكيلومترات عن سيبيريا. وأضافوا أن هذا التقارب هو أكثر بكثير من بقايا واحد من إنسان النياندرتال عثر عليها أيضا داخل الكهف نفسه.
وتوصل العلماء إلى واحد من استنتاجين: إما أن يكون إنسان النيندرتال الشرقي قد أخذ في الانتشار في أوروبا الغربية في فترة تلي الـ90 ألف سنة الماضية، أو أن إنسان النياندرتال الغربي أخذ يغزو سيبيريا في فترة تسبق الـ90 ألف سنة الماضية، مكتسحا السلالة نفسها التي قطنت هناك.


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

يوميات الشرق المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

أعلنت مصر، الاثنين، اكتشافاً أثرياً جديداً في منطقة سقارة (غرب القاهرة)، يتمثّل في مصطبة لطبيب ملكي بالدولة المصرية القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق في هذه الصورة التي قدمتها جامعة برمنغهام اليوم 2 يناير 2025 يجري العمل على اكتشاف 5 مسارات كانت تشكل جزءاً من «طريق الديناصورات» بمحجر مزرعة ديوارز بأوكسفوردشير بإنجلترا (أ.ب)

علماء يعثرون على آثار أقدام ديناصورات في إنجلترا

اكتشف باحثون مئات من آثار أقدام الديناصورات التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الجوراسي في محجر بأوكسفوردشير بجنوب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأثر ثلاثي الأصبع (جامعة برمنغهام)

من هنا مرَّت الديناصورات...

اكتشف عامل محاجر بريطاني أكبر موقع لآثار الديناصورات في البلاد، وذلك في محجر بمقاطعة أكسفوردشاير، جنوب شرقي إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.