يستقبل حجاج بيت الله الحرام اليوم في مشعر منى أول أيام التشريق، حيث سيرمون طوال هذا اليوم الجمرات الثلاث؛ مبتدئين بالصغرى، ثم الوسطى، ومختتمين بالكبرى (جمرة العقبة).
وكانت جموع الحجاج أدت منذ فجر أمس؛ أول أيام عيد الأضحى المبارك، نسك رمي الجمرات برمي «جمرة العقبة» بسبع حصيات، وشهدت الحركة في منشأة جسر الجمرات انسيابية في التنقل وفق خطة التفويج المعدة لذلك.
من جانبه، أكد اللواء منصور التركي، المتحدث باسم وزارة الداخلية، أن نتائج تصعيد ونفرة الحجاج في المشاعر وعودتهم إلى مشعر منى كانت «إيجابية»، وثمن تعاون الحجاج مع الجهات المنظمة للمناسك هذا الموسم، في تنظيم التفويج عند دخولهم من مزدلفة إلى منى، وعند توجههم إلى رمي الجمرات، وقال: «هذا بلا شك كان له الأثر الكبير فيما تحقق من نتائج»، وأضاف: «تبقى أمامنا أول أيام التشريق، أما ثاني أيام التشريق فهناك نسبة من الحجاج تتعجل في مغادرة منى، لذا نأمل أن نلمس تجاوب الحجاج في تنظيم التفويج للمغادرة من منى في ثاني وثالث أيام التشريق».
من جهة ثانية، حذرت المديرية العامة للجوازات السعودية في بيان أصدرته أمس القادمين لأداء فريضة الحج من الخارج، بأنه يحظر عليهم التنقل خارج مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة. وجاءت تأكيدات اللواء التركي، خلال المؤتمر الصحافي الثاني الذي عقد أمس في مشعر «منى» لحج هذا العام، والذي شارك فيه حاتم قاضي المتحدث الرسمي باسم وزارة الحج، ومشعل الربيعان المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، والدكتور سلطان العنزي من هيئة الهلال الأحمر السعودي، والعقيد محمد آل قماش المتحدث الإعلامي باسم الدفاع المدني بالحج، والعقيد سامي الشويرح المتحدث الرسمي باسم قوات أمن الحج.
وقال التركي: «لابد من أن نشيد بما أظهره حجاج بيت الله الحرام من التزام في تنظيم التفويج عند دخولهم من مزدلفة إلى منى في صباح هذا اليوم (أمس)، وعند توجههم إلى رمي الجمرات، وهذا كان له الأثر الكبير فيما تحقق من نتائج».
وأضاف: «نأمل أن يتجاوب الحجاج في تنظيم التفويج للمغادرة من منى في ثاني وثالث أيام التشريق، الذي يهدف إلى تقسيم الحجاج إلى مجموعتين؛ مجموعة المتعجلين الذين يغادرون منى في ثاني أيام التشريق، والمجموعة الأخرى التي تغادر في ثالث أيام التشريق، بما يضمن عدم تجاوز الطاقات الاستيعابية، خصوصا عند رمي الجمرات وفي المسجد الحرام».
وأشار الدكتور سلطان العنزي إلى أن غرفة العمليات في هيئة الهلال الأحمر «استقبلت منذ مطلع شهر ذي الحجة 15 ألفا و700 بلاغ، ووصل عدد البلاغات من اليوم الثامن إلى العاشر من هذا الشهر لنحو 10 آلاف بلاغ عن حالات بسيطة تمثلت في الإجهاد الحراري والإعياء، وكانت الأمور مطمئنة، وطيران الأمن والإخلاء الطبي نقل 16 حالة، أغلبها حالات قلبية، في وقت قياسي بين 5 و10 دقائق، فيما زودت عمليات هيئة الهلال الأحمر بإدارة طبية لتقديم الإرشادات الطبية إلى طالب الخدمة الإسعافية من قبل أطباء متخصصين في هذا المجال حتى وصول الفرق الإسعافية إلى الموقع».
وقال حاتم قاضي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الحج والعمرة، إن التفويج بوصفه مفهوما جديدا في إدارة الحج، طبق منذ أكثر من 12 عاما، «وفي كل عام تتم إضافة أبعاد جديدة، مع التقنية التي سخرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين للارتقاء بخدمات الحجاج»، مبيناً أن «هناك كتيبا وضعته وزارة الحج والعمرة عنوانه (خطة التفويج) وزع على كل المسؤولين عن الحجاج وممثلي الحجاج في بلدانهم».
وشدد قاضي على أهمية «التقيد بالتعليمات من قبل الحجاج وعدم حمل أي أمتعة عند الخروج من مخيماتهم للذهاب إلى جسر الجمرات، أو اصطحاب الأطفال، مع استخدام التوكيل للمرضى لمن لا يستطيع المشي»، وقال: «هناك ساعات فيها حظر التفويج وهو اليوم الثاني عشر بالنسبة للفترة بعد الساعة الحادية عشرة صباحا لتلافي حدوث أي تدافع بين الحجاج»، موصيا الحجاج بلبس الإسورة الإلكترونية الموضحة بها البيانات الأساسية للحاج وعنوان سكنه في مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة، مشيراً إلى أنه تم إيصال أكثر من 21 ألف تائه في المشاعر المقدسة بين عرفات ومنى في يوم التروية.
وقال قاضي إن الوزارة نفذت أكثر من 13 ألف جولة رقابية قبل وصول الحجاج إلى المشاعر المقدسة، وأثناء وجودهم يوم التروية وفي يوم عرفات، مشيراً إلى أنه «تم تنظيم أكثر من 5 آلاف جولة رقابية قبل وصول الحجاج بعد النفرة إلى مخيماتهم في منى التي يبلغ عددها نحو 135 ألف خيمة، للتأكد من جاهزيتها ونظافتها لاستقبال الحجاج بعد النفرة من عرفات».
من جهته، كشف مساعد قائد قوات أمن الحج للتوعية والإعلام عن مكاتب الحج الوهمية التي جرى ضبطها حتى أمس الثلاثاء، والتي بلغ عددها 192 مكتبا، في حين بلغ عدد الذين لا يحملون تصاريح وتمت إعادتهم نحو 926 ألفا و686 شخصاً، بينما بلغ عدد المركبات التي تمت إعادتها لمخالفة أنظمة الدخول للمشاعر المقدسة نحو 253 ألفا و457 مركبة.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة أن عدد حالات الإجهاد الحراري بلغت حتى ظهر أمس 143 حالة، و28 حالة ضربات شمس، فيما بلغ عدد عمليات القلب المفتوح 17 عملية، و71 عملية قسطرة قلبية، بالإضافة إلى 1278 جلسة للغسل الكلوي، مشيراً إلى أن موسم حج هذا العام شهد 7 حالات ولادة حتى الآن، و13 عملية مناظير، إضافة إلى عدد من عمليات اليوم الواحد، مؤكدا أن «الحالة الصحية للحجاج على ما يرام، ولا توجد حتى الآن أي أمراض وبائية أو معدية أو محجرية».
وأكد أنه تم تصعيد 420 حاجا من الحجاج المنومين في المستشفيات في كل من المدينة المنورة وجدة ومكة المكرمة ومنى وعرفات، وجرى توكيل أفراد من وزارة الصحة للرمي عنهم لإتمام حجهم، موضحا أن «كل الإمكانات والتسهيلات ستكون متوفرة لضيوف الرحمن مهما كان العارض الصحي».
وقال العقيد محمد آل قماش، المتحدث الإعلامي باسم الدفاع المدني بالحج، إنه تم كثير من المهام والخطط للدفاع المدني، وقال: «لدينا خطط أعمال السلامة والإشراف الوقائي، كما تم انتشار العاملين في مجال السلامة والإشراف الوقائي بالعاصمة المقدسة ومشعر منى وعرفات ومزدلفة خلال الأيام الماضية» حتى أمس.
وأوضح العقيد القماش أن هناك قوة في جسر الجمرات والحرم المكي لنقل الحالات التي تتطلب الإسعافات الطبية، إضافة إلى مراقبة الملوثات في الأنفاق والمناطق المزدحمة، لافتا إلى أن عدد المسجلين لدى الدفاع المدني بلغ 1485 متطوعا. وحول استعدادات الدفاع المدني في مشعر عرفات لمواجهة العواصف والأمطار، قال العقيد القماش إن «ليلة عرفة شهدت رياحا مثيرة للأتربة مصحوبة بهطول أمطار متوسطة ووصلت إلى مشعر منى، حيث تم تنفيذ خطة الطوارئ المتبعة في مثل هذه الحالات والتي شاركت فيها 33 جهة حكومية لمباشرة الحالة»، مؤكداً أن «بعض المخيمات تعرضت لأضرار بسيطة نتيجة سقوط أشجار، ولم ينتج عنها أي ضرر لأي حاج، وقد أعيدت الحالة لوضعها في فترة وجيزة بتكامل وتكاتف الجهود».
نسك الحاج في أيام التشريق
> يقضي الحاج في مشعر منى ليالي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، أو ليلتين لمن أراد التعجل، تحقيقا لقوله تعالى: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أيامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تأخر فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إليه تُحْشَرُونَ».
والواجب على الحاج رمي الجمرات الثلاث طوال الأيام التي يقضيها في منى ويكبر الله مع كل حصاة، ومن السُنّة الوقوف بعد رمي الجمرة الصغرى والجمرة الوسطى مستقبلاً القبلة رافعاً يديه يدعو بما شاء ويتجنب مزاحمة ومضايقة إخوانه المسلمين، أما جمرة العقبة الكبرى فلا يقف ولا يدعو بعدها، فمن أراد التعجل في يومين وجب عليه رمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر، ثم يغادر منى قبل غروب الشمس، فإذا غربت عليه الشمس وما زال في منى لزمه البقاء للمبيت بها ليلة الثالث عشر، والرمي في اليوم الثالث عشر ما لم يكن قد تهيأ للتعجل فيخرج ولا يلزمه المبيت بمنى. وطواف الوداع هو آخر واجبات الحج التي ينبغي على الحاج أن يؤديها قبيل سفره مباشرة، ولا يعفى من طواف الوداع إلا الحائض والنفساء.