أمين العاصمة المقدسة: الأطعمة الجاهزة تخفض كمية النفايات 70 %

قال المهندس محمد القويحص، أمين العاصمة المقدسة، إن الأمانة عمدت إلى إنشاء مجموعة كبيرة من الضواغط و«المخازن الأرضية» لتخزين النفايات داخل المشاعر المقدسة لمدة لا تتجاوز يومين، ومن ثم سيجري التخلص منها من خلال المعدات والآليات المخصصة لذلك.
وأشار المهندس القويحص، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن هذا الإجراء جاء لصعوبة حركة المعدات والآلات ضمن الحشود الهائلة من الحجاج، فكان الأسلوب الأفضل هو تخزين النفايات لفترة محددة، لافتاً إلى أن إدارته تعمل على تقليل النفايات بشكل عام في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة.
وأردف أن طبخ الأطعمة في المشاعر المقدسة بالأسلوب التقليدي يؤدي إلى تزايد كميات النفايات، لذا جاءت مبادرة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، بوضع خطة لمدة 5 سنوات، تتمثل في استبدال الوجبات الجاهزة بالوجبات المطبوخة، يعول عليها في تخفيض النفايات إلى أكثر من 70 في المائة.
وهذا الإجراء، كما يقول القويحص، يساهم في تقليل النفايات الصادرة من الحجاج التي تعمل الأمانة على تقليلها في كل عام، موضحاً أن هناك تحديات متنوعة، منها ما يتمثل في التوزيع الخيري للأطعمة والمشروبات، التي تكون عشوائية إلى حد كبير، خصوصاً في ما يتعلق بتوزيع المياه، وبالتالي هذه الأعمال ينتج عنها انتشار نفايات بلاستيكية في كل مكان، مع تزايد «الحاويات المبردة» للأعمال الخيرية في كل موقع.
ومن المناسب، والحديث لأمين العاصمة المقدسة، تقنين هذه «الأعمال»، بحيث إنها تعطى بالفعل أو توزع للمحتاجين، وبالكمية التي يحتاجها، حتى لا يكون هناك هدر لعملية النظافة بالشارع، إلى جانب المبالغ المالية، مشيراً إلى أنه، وبحسب إحصائيات العام الماضي، بلغت كميات المياه الصالحة للشرب التي لم تفتح من العبوات البلاستكية قرابة المليون عبوة.
وعن خطة الأمانة في المشاعر المقدسة، قال القويحص إن هناك خطة متكاملة أعدتها الأمانة، وهي متعددة المحاور. وهذه الخطة تعتمد في تنفيذها على 26 ألفاً، من فني وعامل ومشرف وموظف وأمين، لمتابعة الخطة، وتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام. وتتمثل الخطة في أجزاء منفصلة قبل صعود الحجاج إلى عرفات. وكانت الأمانة تقوم على تجهيز منى وعرفات ومزدلفة للحجاج أثناء الحج وبعد الحج.
واستطرد: «نحن في المرحلة الثانية، المتمثلة في تقديم خدمات القطاع البلدي في عرفة التي وجد بها أكثر من 2.3 مليون شخص في منطقة محددة تحتاج خدمات بلدية النظافة، ومكافحة الآفات، والإدارة والسقيا. والأمانة تقوم بجهد في النظافة، والتخلص من النفايات، ومكافحة الآفات، ومتابعة المطاعم والتغذية للحجاج، ومراقبة المباسط والباعة الجائلين والأغذية، والأمور المتعلقة بالتخلص من النفايات».
وأشار المهندس القويحص إلى أن أعمال الأمانة تستمر إلى ما بعد موسم الحج، وتمتد لمنتصف شهر محرم، وتحديداً في المنطقة المركزية التي يفد إليها الحجاج بعد انتهاء مناسكهم، وهناك أكثر من بلدية فرعية مسؤولة عن توفير الخدمات البلدية للحجاج، والإشراف على النظافة والإصحاح البيئي، ومتابعة «البسطات» والمطاعم والأغذية والإنارة، وكذلك مراقبة الطرق ونظافة الطرق.
وعن الباعة الجائلين في المشاعر، قال المهندس القويحص: «هناك باعة جائلون في المشاعر يمارسون أعمالاً مخالفة، من الطبخ العشوائي والبيع دون تصريح من الجهة المعنية. وتقوم الأمانة بدورها في ملاحقة المخالفين، وقد نجحت الأمانة والإمارة والجهات المختصة في القبض عليهم، ومصادرة الممتلكات غير الصحية، والتخلص منها، لأن الهدف من ذلك حماية الحاج من البائع الجائل، خصوصاً أنك لا تعرف مصدر المواد الغذائية المستخدمة، التي قد تكون مصادر غير صحية، وبها بعض الأوبئة والجراثيم، ولذلك نضع أمامنا أهمية المحافظة على صحة وسلامة الحاج، والتخلص من الأمور العشوائية وغير المعروفة المصدر.
وعرج أمين العاصمة المقدسة على تجربة عربات بيع الأطعمة (فود ترك)، بالقول: «إنها جد ناجحة، وهي بمبادرة من الأمير عبد الله بن بندر نائب أمير منطقة مكة المكرمة، للسماح للشباب السعودي ملاك هذه العربات بممارسة نشاطهم في المشاعر المقدسة»، لافتاً إلى أن الأمانة «سمحت لنحو 47 شاباً سعودياً بالعمل، وأعتقد أن التجربة ناجحة، وقد لعبت دوراً كبيراً في خدمة الحاج في المقام الأول، وتوفير مصدر رزق للمواطن السعودي».
وتوقع القويحص مضاعفة هذه العربات في العام المقبل، لأن «المؤشرات في عرفة جيدة، وقد وقفت على مجموعة من الشباب السعودي الذي يعمل في هذا القطاع، ووجدت التزاماً بسلامة الغذاء المقدم للحاج، وكنا مشترطين بالفعل على أي شاب يرغب في الحصول على تصريح لعربة الأغذية أن يخضع للكشف الطبي، ويحضر شهادة صحية يلتزم من خلالها بالمعايير الصحية، والاشتراطات السليمة في إعداد الأغذية، والجميع ملتزم بهذه الضوابط، ينافسهم في ذلك عدد من الفتيات السعوديات اللاتي حصلن على تصريح بمزاولة نشاط بيع الأغذية من خلال (فود ترك)، وهن لا يختلفن في انضباطهن وحماسهن عن الشباب في تقديم هذه الخدمة للحاج».