مصادر دبلوماسية تنفي لـ {الشرق الأوسط} تقدم القاهرة بمبادرة لحل الأزمة العراقية

وزير الخارجية المصري أطلع نظيريه السعودي والأردني على لقاءاته في بغداد

مؤتمر صحافي مشترك لوزير الخارجية المصري سامح شكري ونائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني في بغداد (رويترز)
مؤتمر صحافي مشترك لوزير الخارجية المصري سامح شكري ونائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني في بغداد (رويترز)
TT

مصادر دبلوماسية تنفي لـ {الشرق الأوسط} تقدم القاهرة بمبادرة لحل الأزمة العراقية

مؤتمر صحافي مشترك لوزير الخارجية المصري سامح شكري ونائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني في بغداد (رويترز)
مؤتمر صحافي مشترك لوزير الخارجية المصري سامح شكري ونائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني في بغداد (رويترز)

نفت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» أمس تقدم القاهرة بمبادرة لحل الأزمة العراقية، وأكدت أن وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي اختتم زيارته لبغداد، أكد للأطراف العراقية أهمية الحوار، وأن الحل يبقى في أيدي العراقيين. وأضافت المصادر أن شكري أطلع نظيريه السعودي والأردني على لقاءاته في بغداد.
ويأتي هذا في وقت كشفت فيه المصادر عن أن الاجتماع الوزاري العربي الطارئ، المقرر عقده يوم غد (الاثنين) بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، سيتطرق أيضا، ولو بشكل غير أساسي، إلى ملفات عربية ساخنة، من بينها الملف العراقي والسوري والليبي.
ونفت المصادر ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن تقديم الوزير شكري خلال زيارته العراق، مبادرة محددة. وأكدت المصادر أن شكري ركز على أهمية الحوار بين جميع الكتل العراقية السنية والشيعية والكردية والقوى السياسية، وكلها تهدف إلى دعم التوافق الوطني وتشكيل حكومة تضم الجميع تقوم بتحرك مشترك وتعاون ضد التطرف والعنف وإخراج العراق من أزمته الراهنة.
وأوضحت المصادر أن مصر ترى فيما يتعلق بالعراق أن الحل في يد كل القوى السياسية العراقية، وأن زيارة شكري بغداد ركزت على الحوار مع الجميع للتوصل إلى تشكيل حكومة تنهي الصراع الذي يستنزف موارد العراق البشرية والمادية.
وكان شكري التقى في زيارته العراق كلا من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ووزير الخارجية بالوكالة حسين الشهرستاني، وعددا من المسؤولين والقيادات السياسية العراقية من بينهم هوشيار زيباري وزير الخارجية المستقيل والشخصية الكردية البارزة، وكلا من صالح المطلك نائب رئيس الوزراء العراقي، وأسامة النجيفي رئيس البرلمان السابق، وعمار الحكيم رئيس ائتلاف «المواطن» في العراق.
وفي طريق عودته من العراق، عبر الأردن، بعد زيارة إلى بغداد، قالت المصادر إن الوزير شكري أجرى اتصالا هاتفيا مع الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودية، واتصالا آخر مع نظيره الأردني، ناصر جودة، مشيرة إلى أن الاتصالين تناولا تطورات الأوضاع على الساحة العراقية والفلسطينية. وأضافت المصادر أن الاتصالين تناولا الوضع المتأزم على الساحة في العراق وكيفية الخروج منه من خلال التوافق على حكومة وطنية وبرنامج يلتف حوله كل العراقيين ويحقق مصالحهم جميعا خلف الدولة العراقية القومية الموحدة بمشاركة القوى السياسية والمجتمعية العراقية كافة للتفرغ لمواجهة التطرف والإرهاب.
وفيما يتعلق بتطورات المشهد الفلسطيني في ضوء استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، قالت المصادر إن الوزير شكري عرض محصلة الاتصالات والجهود المكثفة التي تجريها مصر مع الأطراف الإقليمية والدولية كافة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية. وجرى الاتفاق على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المشترك خلال الأيام المقبلة حول العراق والوضع الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبشأن ليبيا قالت مصادر بجامعة الدول العربية إن الدكتور ناصر القدوة، مبعوث الأمين العام، أنهى أمس زيارته إلى طرابلس التي استمرت ثلاثة أيام، عقد خلالها عددا كبيرا من اللقاءات، حيث استقبله رئيس الحكومة المؤقتة، عبد الله الثني، ووزير الخارجية محمد عبد العزيز، كما عقد سلسلة من المشاورات مع عدد من المسؤولين الليبيين والقيادات السياسية وقيادات المجتمع المدني وعدد من البرلمانيين.
والتقى القدوة أيضا الهيئة التحضيرية للحوار الوطني ورئيس المفوضية العليا للانتخابات، وشارك في اجتماع عقده وزير الخارجية مع سفراء ومبعوثي المنظمات الدولية بالدول المختلفة.
وأكد القدوة استعداد الجامعة العربية لتقديم كل الدعم للحكومة الليبية وللشعب الليبي من أجل تسريع العمل لاستكمال تنفيذ الخطوات اللازمة لإنجاز متطلبات المرحلة الانتقالية، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وانتقل القدوة بعد ذلك إلى تونس للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي. والتقى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، وبحث معه، وفقا للمصادر، الوضع في ليبيا والآليات الكفيلة لإيجاد حل توافقي يمكن الليبيين من تجاوز صعوبات الوضع الراهن.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».