مصور أميركي يرصد جودة إدارة الحشود دون أبعاد الصورة

كانت تحركات محمد زوياري، المصور الأميركي من أصول إيرانية، دقيقة وهو يسير متجهاً نحو المسجد الحرام عبر الساحة المطلة على الحرم، محاولاً أن يحيط بعينيه أكبر قدر من جنبات المسجد.
يتوق المصور الأميركي إلى رصد المشاعر بعدسته التي تعجب بها صحف ومواقع عديدة منها: «واشنطن بوست»، و«يونايتد برس إنترناشيونال»، وكذلك شبكة «بي بي سي». وبدأ عمله كمصور في سن الرابعة عشرة، بعد تغطية البرنامج النووي الإيراني، والزلازل، والاضطرابات السياسية، كما قام بتغطية الأحداث في الشرق الأوسط.
زوياري المصور الأميركي من أصل إيراني قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يفضل أن يكون محايداً في التقاطه الصورة، ويترك الحكم للمشاهد دون استخدام أي محاولات التأثير، لأن اللقطة الجيدة هي أن تكون دون إضافات. وأشار زوياري، الحاصل على جائزة أفضل صورة دولية لعام 2009 في عمر 21 عاماً، إلى أن «ما يجذبني هنا وأنا في المشاعر المقدسة أن هذا أكبر تجمع في العالم لمجموعات من البشر يزيد على المليوني إنسان في هذه المنطقة المحدودة».
مواصلاً: «الأجمل في الموضوع أن هذا التجمع يضم أعراقاً وأجناساً مختلفة يأتون في فترة أسبوع واحد. الجميع متحد وعلى قلب واحد ومتوجهون لرب واحد في صلاتهم في توقيت وترتيب ساحر، وعندما يغادرون السعودية يعودون بغير ما قدموا عليه متأثرين بالروحانية التي عايشوها في المشاعر المقدسة».
يقول زوياري الذي يقيم في أميركا: «مليونا حاج في منطقة واحدة ويتحركون براحة دليل على جودة العمل الذي تقدمه الحكومة السعودية، والحقيقة أنه شي جيد أن تستضيف مليوني حاج في منطقة واحدة بعد توسعة وبجودة عالية».
ويعد الحاج المصور، أحد الأوجه المصورة التي غادرت إيران بعد فترة الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009، وذهب إلى أفغانستان لمدة 44 يوماً ليصبح صحافياً مدمجاً مع الجيش الأميركي.