نفايات الحجاج «الطبية» تفوق 14 طناً يومياً

كشفت دراسة سعودية حديثة أن معدل توليد كمية النفايات الطبية، خلال موسم الحج من قبل الحاج الواحد تصل إلى 6 غرامات يوميا، بينما كمية النفايات الطبية المتولدة من جميع الحجاج تفوق الـ14 طنا يوميا.
وأظهرت الدراسة أن غالبية هذه النفايات تتضمن القفازات في المرتبة الأولى، ثم الكمامات ثانيا، تليها الأدوية.
وتوصلت الدراسة، التي أعدها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، إلى أن أكثر أنواع الأدوية تتضمن علب الجلوكوز والمحاليل الوريدية، وقد غلبت نسبة المسكنات وأدوية البرد والكحة على بقية الأدوية.
وخلصت الدراسة، التي حملت عنوان «تقييم النفايات الطبية بمساكن الحجاج والمعتمرين» إلى التوصية بإطلاق حملات توعية مجتمعية بمختلف الوسائل التعليمية والإرشادية والإعلامية، وحسب لغة الحاج، للتعريف بخطر النفايات الطبية على الصحة العامة والبيئة، وكيفية الفصل الآمن بين فئات النفايات الملوثة عند المصدر بحاويات خاصة في كل مسكن.
وبيّنت الدراسة أن كثيرا من البعثات ليس لها برنامج للنفايات الطبية، حيث لا حاويات مخصصة للنفايات الطبي، ولا لوحات إرشادية لرمي النفايات الطبية، ولا عمالة متخصصة، ولا سيارة للتخلص من النفايات الطبية.

أمام ذلك دعت الدراسة إلى ضرورة وضع صناديق بلاستيكية غير قابلة للثقب للنفايات الحادة أيا كان نوعها، سواء طبية أو غير طبية، إلى جانب حاويات أخرى للنفايات الخطرة والملوثة في المنازل ومساكن الحجاج والمعتمرين.
وطالبت هذه الدراسة بأن تشمل التوعية أصحاب الصيدليات والمختبرات التعليمية بالجامعات والمدارس وكل المؤسسات خارج نطاق المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية بضرورة وجود برنامج للتعامل مع النفايات الطبية. في حين أوصت الدراسة بأن تكون هناك خطط وتدريب في التصرف حال وقوع ضرر على أحد أفراد المجتمع بسبب النفايات الطبية وما يمكن القيام به من إسعافات وبلاغات عن مثل هذه الأحداث، إلى جانب تكثيف التعاون بين إدارات النفايات في المجالس البلدية والرعاية الصحية، بالتعاون مع الجامعات لعمل المزيد من الدراسات والأبحاث في إدارة النفايات المنزلية الخطرة.
جدير بالذكر أن النفايات الطبية، التي تنتج أساسا في مراكز الرعاية الصحية، تعد من النفايات المنزلية الخطرة، لأنها قد تفرز في المجتمع أو المنازل أو مساكن الحجاج والمعتمرين، خاصة تلك التي تتوافر فيها بعثات طبية، وهي في هذه الحالات تفرز جنبا إلى جنب النفايات المنزلية، وتختلط معها، وهنا تتضاعف الأضرار، وتهدد صحة الحجاج والمعتمرين وغيرهم.

آليات متطورة لإدارة النفايات
تستعد أمانة العاصمة المقدسة لتنفيذ خططها، وسوف يتـم التركيز على كل الأعمال التي من شأنها إدارة كل ما له علاقة بالحج من جهتها، وقد تم إشراك موظفين ومراقبين في تنفيذ الخطة من وزارة الشؤون البلدية والقروية وبعض الأمانات والبلديات والهيئة العامة للغذاء والدواء، إضافة إلى مشاركة الجهات المساندة، مثل الأمن العام وجمعية الكشافة السعودية.
وذكر رائد سمرقندي، مدير الإعلام والعلاقات العامة بالأمانة، أن من أبرز ملامح خطة الأمانة لهذا العام، معالجة الملاحظات فـي مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وإعطاء الأولوية في تنفيذ المشاريع المتعلقة بالحج وإنهائها قبل دخل فترة الذروة ومتابعة الأعمال، قبل بدء الموسم، وأن العمل جارٍ في تنفيذ مشروعات الدعم والمساندة، التي من المتوقع أن يكون لها الأثر الإيجابي في رفع مستوى النظافة العامة في أطهر بقاع الأرض، وتحقيقا لتطلعات القيادة، وترجمة للجهود المبذولة لراحة الحجيج.
وكشفت أمانة العاصمة المقدسة أن كمية النفايات، التي يتم رفعها سنوياً، خلال موسم الحج تصل إلى نحو 30 ألف طن، تشكل قوارير البلاستيـك نسبـة كبيرة منها.
وأكد سمرقندي أن خطة وبرنامج عمل أمانة العاصمة المقدسة تتضمن تحديد المسؤوليات والواجبات والمهام لكل قطاع في الأمانة، ويعمل الجميع وفق خطة محكمة منذ بداية موسم الحج وإلى نهايته.
وتأتي هذه الجهود ضمن الخطة التشغيلية الهادفة لتوفير البيئة الصحية الآمنة للحجاج في مناطق الحج من خلال نشر فرق النظافة الميدانية.
وبين سمرقندي أن مستوى النظافة والإصحاح البيئي بمكة المكرمة بحالة جيدة مؤكداً أن الأمانة لا تألو جهداً من أجل تطوير مستوى النظـافة، والارتقاء بمستوى الأداء، حيث تم مؤخراً استخـدام التقنيات الحديثة كأنظمة البلاغات، وتتبع المركبات، وتفريغ الحاويات، وشبكات الاتصال اللاسلكي، بالإضافة إلى تزويد الإدارة العامة للنظافـة بآليـات جديدة ذات إمكانيات عالية، وتدار النفايات في المشاعر المقدسة عن طريق ضواغط خاصة وخزانات أرضية يتم تفريغهـا فور خـروج الحجاج من المشاعر، وقد تم تخصيص 13373 كادراً، ما بين فني وصحي وإداري وعامل، للقيام بأعمال النظافة والإشراف عليها، إضافة إلى عامل نظافة بالمشاعـر المقدسـة و5987 عامـل نظافة بأحياء مكة المكرمة، تدعمهم 717 آلية تشمل 358 آلية ومعدة بالعاصمة المقدسة و359 آلية بالمشاعر المقدسة.
كما اعتمدت الأمانة توزيع فرقها الميدانية والعمالة والمعدات على كامل منطقة المشاعر المقدسة، وأدخلت العديد من المعدات والآليات سهلة الاستخدام، مثل العربات الصغيرة، التي يستخدمها عمال النظافة بسهولة نظرا لازدحام المنطقة، وضيق المساحات وسط الحجاج، حيث تتميز هذه العربات بسهولة سحبها ومرونتها في التحرك بالمناطق التي يصعب الوصول إليها بالسيارات.