وزير الشؤون العامة المغربي يعلن تحرير أسعار المحروقات نهاية ديسمبر المقبل

الوفا: الحكومة تدرك قساوة الإصلاحات ومستعدة لتحمل تكاليف قراراتها السياسية والمالية

وزير الشؤون العامة المغربي يعلن تحرير أسعار المحروقات نهاية ديسمبر المقبل
TT

وزير الشؤون العامة المغربي يعلن تحرير أسعار المحروقات نهاية ديسمبر المقبل

وزير الشؤون العامة المغربي يعلن تحرير أسعار المحروقات نهاية ديسمبر المقبل

وعد محمد الوفا وزير الشؤون العامة والحكامة المغربي بالتحرير النهائي لأسعار مواد المحروقات أواخر شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ونوه الوفا بإجراءات الإصلاحات الجزئية لصندوق المقاصة التي ساهمت في تخفيض التكاليف المخصصة للصندوق بنسبة 21,5 في المائة، حيث ناهزت موازنته خلال سنة 2013 نحو خمسة مليارات دولار بعدما فاقت هذه التكاليف سنة 2012 نحو ستة مليار ونصف مليار دولار.
وأكد الوفا مساء أول من أمس الأربعاء خلال جلسة استماع عقدت بلجنة الإنفاق العمومي بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان) لمناقشة تقرير أعده المجلس الأعلى للحسابات حول صندوق المقاصة (المؤسسة المكلفة دعم المواد الأساسية) الذي جرى إنجازه بناء على طلب الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، متزعم التحالف الحكومي، أن «الحكومة تقدر قساوة الإصلاحات التي تقوم بها لكنها مستعدة لتحمل التكاليف السياسية والمالية لقراراتها}.
واعترف الوفا بكون هموم الإصلاح ليست درجة واحدة لدى كل أطراف الائتلاف الحكومي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية، ذو المرجعية الإسلامية، موضحا أن التحالف الحكومي القائم مكون من أحزاب سياسية ساهمت لعقود في تدبير الحكومات السابقة.
وأكد الوفا أن بعض الأطراف في التحالف ظلت تحذر من التداعيات الاجتماعية والمالية السلبية لبعض الإصلاحات، بيد أن الحكومة ظلت ممسكة بزمام الأمور.
وانتقد الوفا استمرار المطالب المنادية بتقديم الدعم المباشر للأسر الفقيرة عادا إياه «إصلاحا اقتصاديا غير آمن}، موضحا أن هذا الخيار أثبت محدوديته في التجارب التي تأخذه به البرازيل وإيران والهند، وهي الدول التي سبق للوفا أن خبر تجربتها حيث عمل سفيرا لديها.
وكشف الوفا أن رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران أعطى تعليماته لاستخدام ما تدخره الحكومة من أموال جراء تدابير إصلاحات التي اتخذتها في أداء المتأخرات.
واعترف الوفا بعدم صرف الحكومة لـ125 مليون دولار كتأمين للحماية من تقلبات سوق أسعار البترول، مضيفا أن الأزمة التي تسبب فيها اجتياح جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام لبعض المناطق العراقية أقلقت الحكومة المغربية بسبب تخوفها من وقوف هذه الأزمة وراء حدوث تأثيرات مالية على سوق الأسعار.



بعد تخفيف قيود الديون... عوائد السندات الألمانية لأجل 30 عاماً تقفز لأعلى مستوى منذ التسعينات

أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)
أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)
TT

بعد تخفيف قيود الديون... عوائد السندات الألمانية لأجل 30 عاماً تقفز لأعلى مستوى منذ التسعينات

أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)
أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)

عانت السندات الألمانية طويلة الأجل أسوأ موجة بيع لها منذ سنوات، بينما قفز اليورو إلى أعلى مستوياته في أربعة أشهر تقريباً، بعد أن وافق الزعماء الألمان من المحافظين والديمقراطيين الاجتماعيين على السعي لتخفيف قيود الديون الألمانية.

وحثَّ خبراء الاقتصاد والمستثمرون ألمانيا على إصلاح حدود الاقتراض الحكومية المنصوص عليها في الدستور - والمعروفة باسم «كبح الديون (Debt Brake)» - من أجل تحرير الاستثمار ودعم الاقتصاد الذي انكمش خلال العامين الماضيين.

وشهدت الأسهم الأوروبية انتعاشاً، يوم الأربعاء، بعد أسوأ يومٍ لها في أكثر من ستة أشهر، حيث جرى الإعلان عن خطة تهدف إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، وإنشاء صندوق للبنية التحتية بقيمة 500 مليار يورو (534 مليار دولار)، وإصلاح قواعد الاقتراض في تحول إنفاقي هائل لتجديد الجيش، وإحياء النمو في أكبر اقتصاد بأوروبا، وفق «رويترز».

وقال ماكسيميليان أولير، الاستراتيجي في «دويتشه بنك»: «ينبغي ألا نقلل من قدرة ألمانيا على التغيير»، مشيراً إلى أن فرضية هذا العام كانت تركيز عدد من الأشخاص على أوروبا. وأضاف: «أعلنت ألمانيا، اليوم، خطة (مهما كان الأمر)، فهل شعار (جعل أوروبا عظيمة مرة أخرى) (MEGA) هو الشعار الجديد؟».

وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجَل 10 سنوات، وهو المعيار القياسي لمنطقة اليورو، بمقدار 19 نقطة أساس إلى 2.67 في المائة، مسجلاً أكبر ارتفاع يومي له منذ مارس (آذار) 2020، في ذروة أزمة الوباء، كما صعد العائد على السندات الألمانية لأجَل 30 عاماً بمقدار 16 نقطة أساس، بعد ارتفاعه بنحو 25 نقطة أساس إلى 3.07 في المائة، في أكبر قفزة يومية له منذ أكتوبر (تشرين الأول) 1998.

وأضاف أولير: «من المرجح أن يؤثر الإنفاق المرتفع على الطرف الأطول من منحنى العائد، ومن ثم نغلق دعوتنا طويلة الأجل للسندات الألمانية».

على جانب آخر، خفَّضت أسواق المال رهاناتها على خفض أسعار الفائدة من قِبل البنك المركزي الأوروبي، حيث جرى تحديد سعر الإيداع عند 2 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) 2024، مقارنة بـ1.92 في المائة في أواخر يوم الثلاثاء. كما ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجَل عامين، الأكثر حساسية لأسعار الفائدة، بمقدار 13.5 نقطة أساس إلى 2.15 في المائة.

من جانبه، قال كريستوف ريغر، استراتيجي أسعار الفائدة في «كوميرتس بنك»: «إن هذا الاقتراح لتخفيف قيود الديون قد يعني، في النهاية، مزيداً من الديون الجديدة، مقارنة بالتقارير الإعلامية السابقة حول حزمة الدفاع والاستثمار بقيمة 900 مليار يورو»، موضحاً أن «المكون العسكري قد يكون غير محدود من حيث المبدأ». وأضاف: «علاوة على ذلك، قد تمنح التدابير المستقبلية الحكومات مساحة مالية أكبر تتجاوز الجيش والاستثمار في الموازنات المقبلة».

كما انخفض الفارق بين مؤشر مقايضة ليلة واحدة خالٍ من المخاطر لمدة 10 سنوات وعائدات السندات الألمانية، إلى -23 نقطة أساس، وهو أدنى مستوى له منذ أغسطس (آب) 2010.

وقفز اليورو بنسبة 0.5 في المائة إلى 1.068 دولار، مسجلاً أعلى مستوى له منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، ومرتفعاً بنحو 3 في المائة منذ يوم الاثنين، في حين كان ارتفاعه مقابل الين أكثر اعتدالاً بنسبة 0.13 في المائة إلى 159.40.

وقال كريس تيرنر، استراتيجي النقد الأجنبي في «آي إن جي»: «ارتفع اليورو/الدولار بشكل حاسم في ظل احتمالات زيادة الإنفاق المالي في أوروبا. والسرعة التي يتحرك بها الأوروبيون، وخاصة في ألمانيا، مثيرة للإعجاب». وأضاف: «نتوقع أن يتركز الاهتمام، الآن، على مدى سرعة وسهولة تطبيق التغييرات المالية المتفَق عليها في ألمانيا عبر البرلمان، في الأسابيع المقبلة».