الموت يغيب صانع عرائس «الليلة الكبيرة»

غيب الموت أول من أمس السبت، رائد فن العرائس في مصر، الفنان الكبير ناجي شاكر عن عمر يناهز 86 عاماً. ونعى فنانون تشكيليون مصريون الفنان الراحل وصانع عرائس أوبريت «الليلة الكبيرة».
ونعت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، الفنان الراحل ناجي شاكر. وقالت: «إن مصر فقدت أحد أهم مبدعيها في فنون الديكور وتصميم العرائس، حيث رسم بخطوطه الإبداعية الكثير من المسارات الفنية المختلفة في السينما والمسرح». وأضافت: «رحليه خسارة كبيرة للفن المصري والعربي».
وشاكر المولود بالقاهرة في 16 فبراير (شباط) 1932، هو الذي صمم عرائس أول عرض لمسرح العرائس في تاريخ مصر وهي مسرحية الشاطر حسن، وتخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1957، واختير للاشتراك في إنشاء مسرح العرائس.
وعُين الراحل معيداً بكلية الفنون الجميلة قسم الديكور عام 1959، وصمم عرائس أوبريت الليلة الكبيرة، وحصل على جائزة المهرجان القومي للسينما عن الإشراف الفني وتصميم الديكور والملابس لفيلم «شفيقة ومتولي» من بطولة سعاد حسنى وأحمد زكي وأحمد مظهر وإخراج علي بدرخان. وعمل حتى رحيله أستاذاً غير متفرغ بكلية الفنون الجميلة بالزمالك شعبة الفنون التعبيرية.
وقام الفنان الراحل أيضا بتصميم عرائس وإخراج أوبريت «حمار شهاب الدين»، من كلمات الشاعر الكبير صلاح جاهين وغناء الفنان سيد مكاوي، كما صمم ديكور وملابس الكثير من المسرحيات الكبيرة، مثل «سهرة مع الجريمة» لتوفيق الحكيم، وإخراج حسن عبد السلام. و«الزير سالم» لألفريد فرج، ومن إخراج حمدي غيث.
وبجانب إبداعاته الفنية في مجال تصميم العرائس، برع شاكر كذلك في مجال التصوير والإخراج. حيث نفذ فيلم تجريبي اسمه «صيف 70» الذي يسكن الآن بمتحف الفن الحديث بنيويورك، بالولايات المتحدة الأميركية، والذي عمل فيه مع رينزو روسيلينى، ابن المخرج الإيطالي الشهير «روبرتو روسيليني. عندما كان في بعثة تعليمية في إيطاليا.
وخلف رحيل شاكر حالة من الحزن في الوسط الفني، إذ قال الدكتور حمدي أبو المعاطي، نقيب التشكيليين، إنه كان «فنان العرائس الأول في مصر العالم العربي وأبو عرائس الليلة الكبيرة». وقال الناقد صلاح بيكار: «ساحر العرائس... رحل عن عالمنا أستاذ الأجيال، والفنان الشامل، كان فنانا مولعا بالتجريب، وهو رسام ومصور ومصمم ديكور ومناظر في السينما والمسرح، وملصقات الأفلام وأشرطة الكاسيت، ومصمم غرافيك في الكتب والمطبوعات والصحافة».
ونعى قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة الفنان ناجي شاكر. وقال خالد سرور، رئيس القطاع: «ناجي شاكر، فنان مُبدع ومؤمن برسالته وفنه، ظل معطاءً لآخر رمق لمجال فن العرائس، الذي يُعد أحد أهم وأبرز مؤسسيه في مصر والشرق الأوسط».
وأضاف خالد سرور: «من منا كمصريين وعرب لم يرتبط بشخصيات عرائسه في أوبريت الليلة الكبيرة، والتي كونت شخصياتها أحد أهم ركائز الذاكرة البصرية والوجدانية لأجيال مع هذا العمل الفني الفذ، والتي عززت من شعبية مسرح العرائس، كما أعقبها ولوج أجيال من المُبدعين لهذا المحفل الفياض بالإبداع».
وأضاف سرور: «تعجز الكلمات عن التعبير عما يعتصر قلوبنا من حزن لفقدان قامة رفيعة بحجم الفنان ناجي شاكر وما له في قلوبنا من رصيد عظيم من الحب والتقدير أسهم بفنه وبحضوره المحلي والدولي في رفع اسم مصر عاليا».
في آخر حواراته الصحافية تمنى شاكر، صنع نسخة جديدة من عرائس «الليلة الكبيرة» بالتكنولوجيا الحديثة، تلاقي نفس النجاح الذي لاقته النسخة الأصلية. وقال إن الشباب هم من يصنعون التغيير في كل المجالات، وطالب بالاهتمام بموهبتهم، وانتقائها جيداً، وركز على دور كليات الفنون الجميلة والأساتذة في توجيه الموهوبين. وطالب كذلك، بإتاحة الفرصة أكثر للشباب الموهوب للعمل في المجالات الفنية وعدم اقتصار الالتحاق بالكليات الفنية على المجموع فقط، مع تأكيده على أن اختبارات القدرات تكون وهمية ولا تعكس حجم الموهبة.