غموض يلف ثاني عملية اغتيال في مصياف خلال أسبوعين

أكدت مصادر محلية متقاطعة اغتيال أحد عناصر الأمن العسكري أحمد عيسى الحبيب من أهالي قرية بعرين، بريف مصياف غرب محافظة حماة، صباح أمس السبت، وذلك لدى توجهه إلى عمله، حيث قام مجهولون بإطلاق رصاص على رأسه. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على عنصر في المخابرات العسكرية التابعة للنظام، على الطريق الواصلة إلى منطقة بعرين، ما تسبب بمقتله على الفور، دون ورود معلومات عن أسباب الاغتيال ودوافعه. أو هوية المنفذين للاغتيال.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، إن أحمد عيسى حبيب عمل في «فرع فلسطين» سيئ الصيت بدمشق، قبل انتقاله إلى الأمن العسكري بحماة. ولفتت إلى أن الرواية «شبه الرسمية» التي يتم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، أن مجهولين تربصوا لأحمد عيسى حبيب أثناء توجهه إلى عمله من قرية بعرين إلى مصياف، واستهدفوا رأسه بعدة طلقات وقد جرى نقله إلى مستشفى مصياف، حيث أعلن هناك أنه فارق الحياة.
وتم توجيه اتهامات لعصابات «الشبيحة» المنتشرة في مصياف المتسببة في انفلات أمني بات يشكل ضغطا كبيرا على المدنيين، إلا أن المصادر تشكك في صحة تلك الروايات، وتقول: «ثمة غموض يكتنف عملية الاغتيال، لجهة التكتم على هوية الفاعلين، مع استحالة أن تكون هويتهم مخفية عن الأجهزة الأمنية التي تقبض بيد من حديد على منطقة صغيرة مكشوفة تماما للنظام، ما يعزز الشكوك حول عملية الاغتيال التي حصلت بعد أقل من أسبوعين على عملية اغتيال اللواء عزيز إسبر مدير مركز البحوث العلمية بمصياف والخبير في تطوير الصواريخ. كما أن أحمد عيسى حبيب يتمتع بشعبية في أوساط الموالين للنظام والشبيحة، ويوصف بأنه بطل «فرع فلسطين» لخدماته الكثيرة التي قدمها للأجهزة الأمنية ولزملائه وللمقربين منه».
وتداولت صفحات إخبارية محلية صورا للقتيل مع تأكيد لخبر اغتياله وتعليقات تلقي باللائمة على حالة الانفلات الأمني لعصابات التشبيح في مصياف.
من جهته، أشار المرصد إلى أن هذا الاغتيال يأتي بعد 13 يوماً من اغتيال اللواء الدكتور عزيز إسبر، ليل الـ5 في الخامس من الشهر الحالي، إذ رصد المرصد السوري حينها من مصادر مقربة من عالم الصواريخ عزيز إسبر، أن الاغتيال تم عن طريق تفجير عبوة موجهة عن بُعد، أدت لمقتله مع سائقه، ما أثار استياء ذويه وأهالي منطقته لعدم توفير النظام سيارة مصفحة تحميه، وبخاصة أن إسبر كان مستهدفاً من دول إقليمية، إذ تعرض مدير مركز البحوث العلمية في مصياف بريف حماة الغربي، الذي كان يديره إسبر، لعدة ضربات إسرائيلية في 22 من يوليو (تموز) الماضي، وقبلها في 7 سبتمبر (أيلول) من العام 2017. وقد قتل وأصيب جراء هذا القصف 7 عناصر على الأقل من القوات الموالية للنظام.