بروكسل: تبادل البيانات الشخصية للركاب كشف عن مئات المطلوبين أمنياً

نجحت عملية تبادل المعلومات الشخصية للركاب، بين شركات الطيران ووزارة الداخلية البلجيكية، في تحقيق نتائج جيدة خلال الشهور الماضية، وبالتحديد منذ بدء تطبيق هذا النظام الجديد في أبريل (نيسان) الماضي. وقال وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون إن بعد تبادل البيانات الشخصية جرى اكتشاف 834 شخصا توجد أسماؤهم في كشوف المطلوبين في وزارة الداخلية واضطرت شرطة مطار بروكسل للتحرك واعتقال أكثر من 80 شخصا منهم لتفادي ارتكاب جرائم أو لاعتقال أشخاص مطلوبين في جرائم مختلفة بحسب ما نقلت وسائل إعلام في بروكسل. من جانبه، قال متحدث باسم الوزير إن هناك نجاحات تحققت في مجال مكافحة الإرهاب والجرائم الأخرى، ومنها على سبيل المثال جرى تفادي 18 عملية اختطاف لأطفال وأشخاص متورطين في قضايا مخدرات وتزوير، فضلا عن أشخاص من المشتبه في علاقتهم بالتشدد والإرهاب. وبدأت بلجيكا رسميا في أبريل الماضي، تشغيل نظام الفحص الشامل لبيانات كل الركاب على رحلات الطيران والحافلات والقطارات الدولية والشحن الدولي، وذلك كجزء من إجراءات مكافحة الإرهاب والجرائم الخطرة، ومنها تهريب البشر وتجارة المخدرات وغيرها، ويعرف هذا النظام باسم «بيل بيو» وتقوم به وحدة المعلومات الخاصة بالركاب، بحسب ما جرى الإعلان عنه في إطلاق النظام الجديد بحضور مسؤولين كبار أوروبيين وبلجيكيين، كما يأتي ذلك بعد عام كامل من بدء تطبيق إجراءات أوروبية لمراقبة الحدود الخارجية في منطقة شنغن في إطار مخاوف من عودة المقاتلين من مناطق الصراعات. وكانت بلجيكا تعرضت لهجمات إرهابية في مارس (آذار) 2016 استهدفت مطارا ومحطة للقطارات في بروكسل وأسفرت عن مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين. وحسب ما ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية، كان النظام المعمول به من قبل، يجري من خلاله فحص ما يقرب من ثلث جميع الركاب في المطارات البلجيكية، ويجري العمل حاليا على أن يكون المعدل هو 60 في المائة على أن يصل المعدل إلى 100 في المائة بحلول نهاية العام القادم 2019 ويقع مقر النظام الجديد في منطقة آمنة في أحد مباني مركز إدارة الأزمات وتحليل المخاطر الإرهابية ببروكسل ويعمل في هذا النظام 30 شخصا يمثلون الشرطة الفيدرالية وجهاز الاستخبارات العسكرية وأمن الدولة البلجيكي وسلطات الجمارك.
وتصل المعلومات الشخصية إلى قاعدة البيانات «بيل بيو» قبل 48 ساعة من إقلاع الرحلات بحيث يتوفر الوقت للموظفين لتحليل المعلومات الواردة إليهم بالمقارنة مع قوائم البحث والترقب وبعدها يتم تبادل المعلومات بين جميع الخدمات المعنية قبل قيام الرحلة ويتقرر الإجراء المطلوب لاعتراض الشخص المطلوب سواء لتوقيفه أو استجوابه ومن أجل التأكد من سير الأمور بشكل طبيعي ستقوم شركات السفر بإرسال المعلومات مرة أخرى قبل السفر مباشرة.
وجاء إطلاق عمل النظام الجديد بحضور وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون والمفوض الأوروبي المكلف شؤون الأمن جوليان كينغ ورؤساء الخدمات التي تعمل بشكل مشترك في هذا النظام، وقال وزير الداخلية البلجيكي إن الخدمات المعنية تحاول دائما الموازنة بين سلامة الركاب وحرية الحركة من جهة، والخصوصية من جهة أخرى، وإن البيانات التي تصل إلى قاعدة المعلومات يطلع عليها فقط الموظفون في هذا النظام على أن تكون عملية الفحص محددة بأشخاص مطلوبين في جرائم خطيرة مثل الإرهاب وتهريب البشر والمخدرات وغيرها.
ونجح عدد من المتورطين في تفجيرات باريس نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 في عبور الحدود المشتركة مع بلجيكا، بعد وقت قصير من الانفجارات من بينهم صلاح عبد السلام وآخرون، كما نجح أنس العامري الذي تورط في عمليه دهس للمارة في برلين أثناء أعياد الميلاد، قبل عامين في التنقل بين خمس دول أوروبية منها ألمانيا وهولندا وبلجيكا، حتى لقي مصرعه في إيطاليا أثناء كمين أمني داخلي. وبدأت رسميا من السابع من أبريل من العام الماضي تطبيق الإجراءات الأمنية الجديدة لمراقبة الحدود الخارجية للدول الأعضاء في منطقة شنغن التي تتعامل بالتأشيرة الأوروبية الموحدة. وجاء ذلك في إطار تحرك أوروبي مشترك لتفادي أي تهديدات إرهابية وبالتالي سيخضع المسافر الذي يريد الخروج من منطقة شنغن التي تتعامل بتأشيرة موحدة، لعملية تدقيق فيما يتعلق ببطاقة الهوية وبياناته الشخصية.