بلجيكا: إفراج مشروط عن أم لاثنين من مقاتلي «داعش» في سوريا

حاربا إلى جنب أباعود المخطط الرئيسي لتفجيرات باريس * تواجه اتهاما بتمويل الإرهاب

صورة ابنها زكريا وهو يقود السيارة ومعه عبد الحميد أباعود الذي يشتبه في أنه أحد أبرز الأشخاص في مسألة التخطيط لتنفيذ هجمات باريس في نوفمبر 2015 («الشرق الأوسط»)
صورة ابنها زكريا وهو يقود السيارة ومعه عبد الحميد أباعود الذي يشتبه في أنه أحد أبرز الأشخاص في مسألة التخطيط لتنفيذ هجمات باريس في نوفمبر 2015 («الشرق الأوسط»)
TT

بلجيكا: إفراج مشروط عن أم لاثنين من مقاتلي «داعش» في سوريا

صورة ابنها زكريا وهو يقود السيارة ومعه عبد الحميد أباعود الذي يشتبه في أنه أحد أبرز الأشخاص في مسألة التخطيط لتنفيذ هجمات باريس في نوفمبر 2015 («الشرق الأوسط»)
صورة ابنها زكريا وهو يقود السيارة ومعه عبد الحميد أباعود الذي يشتبه في أنه أحد أبرز الأشخاص في مسألة التخطيط لتنفيذ هجمات باريس في نوفمبر 2015 («الشرق الأوسط»)

قال مكتب التحقيقات الفيدرالي في العاصمة بروكسل، بأن الأم البلجيكية التي تدعى غيتا.ب، ولها ولدان في سوريا ضمن المقاتلين الأجانب هناك، تواجه اتهاما بتمويل الإرهاب وقد جرى الإفراج عنها بشروط. وفق ما نشرته، مواقع إخبارية في بروكسل نقلا عن صحيفة «لا كابيتال» البلجيكية التي أضافت نقلا عن مصدر مقرب من القضية بأن السيدة أنكرت في أقوالها أنها أرسلت بضعة آلاف من اليوروات إلى ابنيها، بهدف تمويل تنظيم داعش وإنما لمساعدة ولديها على البقاء هناك، بعدما تأكدت أنها لن تتمكن من إعادتهما إلى بلجيكا مرة أخرى».
وحسب وسائل الإعلام في بروكسل فإن الأم ستواجه احتمال العقوبة بالسجن لمدة قد تصل إلى خمس سنوات إذا جرى إحالتها إلى المحكمة الجنائية. وحسب ما ذكرت الصحيفة لم تتمكن الأم من منع طفليها من السفر إلى سوريا، إلا أنها قامت بعد ذلك بالتحرك وطرق كل الأبواب من أجل إعادتهما وكانت واحدة من أوائل الذين تحركوا لحشد المطالبات بوضع سياسات تتعلق بقضية الشباب البلجيكيين، الذين نجح تنظيم داعش في تجنيدهم».
وأشارت الصحيفة أن الولدين زكريا وإسماعيل كانا يحاربان إلى جانب عبد الحميد أباعود والذي يشتبه في أنه أحد أبرز الأشخاص في مسألة التخطيط لتنفيذ هجمات باريس في نوفمبر 2015. وكان زكريا يدرس الهندسة في فيلفورد القريبة من بروكسل وذهب إلى سوريا في يناير (كانون الثاني) 2013 وفي غضون ستة أسابيع تأثر بالفكر المتشدد. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2014 وعقب جلسات المحاكمة في قضية ذات صلة بتسفير الشباب إلى مناطق الصراعات والتي انطلقت جلساتها في سبتمبر (أيلول) من نفس العام في مدينة أنتويرب كانت والدة زكريا قد أدلت بتصريحات إعلامية قالت فيها بأنها شعرت بصدمة شديدة عندما طالب الادعاء العام في مرافعته بالسجن خمس سنوات لابنها زكريا. وعن تفاصيل سفره قالت بأنه بعد أشهر قليلة من سفر زكريا تبين أن الجمعية التي كان يشارك في أنشطتها لتقديم وجبات مجانبة للمشردين في شوارع بروكسل هي جمعية لتجنيد المقاتلين للسفر إلى مناطق الصراعات وبعد ثلاثة أشهر فقط من سفر زكريا 24 عاما توجه شقيقه الأصغر إسماعيل 16 عاما إلى سوريا ولم يكن أحد يتحدث وقتها عن تنظيم داعش».
وقالت الأم «ظل الاتصال بيني وبين زكريا وإسماعيل على فترات وفي بعض الفترات كل أسبوع ولكن لم يخبراني في أي أماكن يتواجدان في سوريا وفي كل مرة يخبراني بوجودهما في مكان مختلف ففي مرة يقولان في الرقة وفي الأخرى يقولان في الزور». وفي فبراير (شباط) 2015 بعد تأجيل لأكثر من مرة. صدرت الأحكام في قضية «جماعة الشريعة لبلجيكا» والتي تتعلق بتجنيد وتسفير أشخاص للقتال في الخارج وخاصة في سوريا والعراق، وهي القضية التي تعتبر الأكبر في محاكمات تتعلق بقضايا ذات صلة بالإرهاب من حيث عدد المتورطين في الملف وبلغ عددهم 46 متهما منهم 37 حوكموا غيابيا. وتراوحت الأحكام التي صدرت عن محكمة أنتويرب شمال البلاد، بين ثلاثة وخمسة أعوام للناشطين و12 عاما لقادتهم وعلى رأسهم المغاربي فؤاد بلقاسم. وأيضا أحكام بالسجن مع وقف التنفيذ وغرامات مالية لا تقل عن خمسة آلاف يورو.
وتقدم ثلاثة أشخاص أحدهم بلقاسم والثاني يدعى محمد والثالث يدعى سعيد، بينما فضل الكثير من المتهمين الآخرين الذين حضروا الجلسات عدم التقدم بطلبات الاستئناف، وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عقب النطق بالحكم، قالت والدة المتهم بريان دي مولدر والذي عوقب بالسجن خمس سنوات، «لن أحتج على الحكم ضد ابني ولكن بلقاسم أثر على ابني وعلى شباب آخرين وسافروا إلى سوريا والآن يعاقب بلقاسم بـ12 عاما فقط ليمضيهم في سجن أشبه بالفندق الفاخر أنا آسفة جدا إنه أمر عجيب للغاية».
أما ديمتري بونتياك، وهو والد المتهم جيجوين والذي عوقب بالسجن 40 شهرا مع وقف التنفيذ فقد قال لـ«الشرق الأوسط»: «لا يجب تفزيع الشباب وإنما علينا أن نقوم بمسؤوليتنا ونحن هنا في بلجيكا لا توجد خطوات حكومية كافية لمواجهة الفكر المتشدد ولكن هناك صراع سياسي بين الأحزاب في وقت يضيع فيه أبناؤنا وبشكل عام أنا راض عن الحكم الذي صدر ضد ابني ولن أستأنف ضد القرار».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.