شاشة الناقد: The Spy Who Dumped Me

The Spy Who Dumped Me
> إخراج: سوزانا فوغل
> أكشن | الولايات المتحدة - 2018
> تقييم: (لا يستحق)

لا وقت في «الجاسوس الذي هجرني» لكي يؤسس لأي من شخصياته، أو حتى لشخصيتيه الرئيسيتين: أودري (ميلا كونيس)، ومورغن (كايت ماكينون). ليس لديه الوقت ليعكس أي نوع حياة، وأي بواعث دفينة، أو لمحات ذاتية، تكن كل منهما لنفسها أولاً. مهتم بأن يجيد شيئاً واحداً: دفع المتفرج لسلسلة من مشاهد «الأكشن» والحركة والمطاردات. ما عدا ذلك من ترتيبات تتخذها الأفلام الجيدة لكي تتيح للمشاهد فعل اللقاء «جوانياً» مع الشخصيات التي يراها، غير موجودة، وفي عرف المخرجة سوزانا فوغل، ليست مهمّة.
هناك شاب اسمه درو (جوستن ثيروكس) يتولى قيادة الفيلم في مطلعه. هو جاسوس يعمل للمخابرات الأميركية، وهو في تلك المشاهد الأولى يحاول البقاء على قيد الحياة. هو الآن في ليتوانيا، وصديقته أودري هي صديقته في أميركا. تتصل به ولا يرد؛ لكنه يتصل بها يوماً ليخبرها أنه في خطر. وفي اليوم التالي هو بين ذراعيها يزفر زفرات الموت. مورغن هي صديقتها، وكل منهما مختلفة عن الأخرى في تصرفاتها. واحدة باردة قدر المستطاع، والأخرى (مورغن) متوترة على الدوام. ما بين الاثنتين هناك زعيق متواصل، وما بين الزعيق وأصوات إطارات السيارات المنطلقة بأقصى سرعة منافسة حامية. المطاردون هم أنفسهم من قتلوا درو، وهم الآن في أعقاب أودري ومورغن اللتين تتركان الولايات المتحدة إلى فيينا، من دون سبب ظاهر سوى أنهما اكتشفتا الورطة التي ورثاها من درو، الذي أوصى صديقته، قبل موته بلحظات، باستخراج تمثال صغير فيه سر خطير، وتسليمه إلى المخابرات المركزية.
من البداهة أن تلجأ المرأتان إلى المخابرات الأميركية، أو إلى البوليس الفيدرالي، أو حتى إلى مركز الشرطة القريب، وتسليم التمثال والإدلاء بما حدث؛ لكن طبعاً هذا يعني أن الفيلم لن يكون ما هو عليه الآن من مطاردات ومعارك ومواقف مشحونة، بصرف النظر عن أنها ليست قابلة للتصديق.
ليس أن أفعال توم كروز في سلسلة «مهمة مستحيلة» قابلة للتصديق؛ لكن الرجل يقوم بالمهام الخطرة بنفسه، والإخراج يضمن شحنة متواصلة من الأحداث المنظمة بتفاصيل إنتاجية وتقنية وفنية لا تُحصى. لا شيء من هذا هنا، والبديل تلاسن بين الاثنتين، ومواقف من الهرج، وكثير من الثرثرة المسموعة والمرئية.
الحكاية في «الجاسوس الذي هجرني» خالية من أي إضافة على أي حكاية مشابهة. المواقف هي ذاتها. الغاية بالطبع هو خلق حالة هستيرية متواصلة ضمن معالجة كوميدية؛ لكن ما يبدو غير معقول يتحوّل إلى غير قابل للتحمّل.
لا ينفع في هذا الإطار أن الجهة المطاردة (روسية) تفشل في مهمة القبض على امرأتين لا خبرة قتالية لهما، ولا أن مشاهد المطاردات وردت، على نحو أفضل، في عشرات الأفلام الأخرى. الفيلم مكتوب على كل مشهد منه كلمة واحدة: «مفبرك»!