انتخابات تخيم عليها مواجهة بين السجين «لولا» والسلطة القضائية

الأربعاء هو الموعد النهائي لتسجيل الترشيحات لدى المحكمة العليا البرازيلية التي لديها مهلة للبت فيها حتى 17 سبتمبر (أيلول) المقبل، لكن احتمال أن يتمكن «لولا» من الترشح ضئيل، وينص قانون على عدم أهلية انتخاب أي شخص حكم عليه في الاستئناف... هذه هي حالة لولا دا سيلفا الذي كان رئيسا لولايتين (2003 - 2010). ومن المقرر أن تنتهي «المسيرة الوطنية» التي نظمها «حزب العمال» و«حركة العمال الريفيين بلا أرض» أمام المحكمة العليا الانتخابية للمطالبة بالمصادقة على ترشيحه. وشارك أعضاء في حركات اجتماعية ومن حزب العمال، الذي اختار رسميا الأسبوع الماضي لولا دا سيلفا لترشيحه، في «مسيرة وطنية من أجل الإفراج عن لولا» نظمت في برازيليا. لكن المظاهرات الثلاث التي انطلقت السبت من مناطق تبعد نحو 50 كيلومترا عن العاصمة والتقت خلال النهار في وسط برازيليا، لم تضم إلا 3 آلاف شخص بالإجمال، كما ذكر مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية. وانضم إليهم ناشطون وصلوا بحافلات من مختلف المدن البرازيلية. ومنهم المتقاعد جينيسيو روانيس الذي كان يرتدي قميصا أحمر طبع عليه وجه «لولا»، وأتى من ساو باولو التي تبعد نحو ألف كيلومتر عن برازيليا، وقال إنه يدعم «المرشح الوحيد الممكن» الذي «سجن ظلما».
من سجنه في كوريتيبا (جنوب) حيث ينفذ منذ أبريل (نيسان) عقوبة بالسجن لمدة تزيد على 12 عاما بسبب فساد وتبييض أموال، وقع لولا دا سيلفا مقالة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» انتقدت «انقلاباً لليمين» لمنعه من الترشح لولاية ثالثة لرئاسة أكبر بلد في أميركا اللاتينية. وعدّ رمز اليسار البرازيلي في الصحيفة الأميركية أن «سجني كان المرحلة الأخيرة من انقلاب بطيء يهدف إلى تهميش القوى التقدمية في البرازيل بصورة دائمة».
حكم على لولا دا سيلفا لأنه تسلم منزلا من 3 طوابق من مجموعة للأشغال العامة في مقابل تسهيلات في عقد صفقات. ويمنعه سجنه من المشاركة في المناظرات بين المرشحين للانتخابات الرئاسية التي نظمت أولاها الأسبوع الماضي. لكن سجنه لا يمنعه من التعبير خطيا. وأكد لولا على القول إن «ملايين البرازيليين يدركون أن سجني لا علاقة له بالفساد (...) وأنني هنا لأسباب سياسية فقط».
كذلك نشرت غليسي هوفمان، رئيسة حزب العمال، التي شاركت في الاحتفالات، مقالة في صحيفة «فولا». وعدّت، في أكبر صحيفة تصدر في ساو باولو (جنوب)، أن «وحده عنفاً قضائياً يستطيع» منع لولا دا سيلفا من الترشح. ويبقى الرئيس السابق (72 عاما) الأوفر حظا في هذه الانتخابات كما تفيد كل استطلاعات الرأي، بحصوله على نحو ثلث نيات التصويت، أي أكثر بنحو مرتين من أي مرشح آخر. وإذا ما رفضت المحكمة الانتخابية العليا، كما يتوقع المراقبون، ترشيح لولا دا سيلفا، فلا يتوافر لحزب العمال كثير من الوقت.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال المحلل السياسي آندريه سيزار: «هذا رهان محفوف بالمخاطر، لأن عملية نقل الأصوات بصورة تلقائية لا تحصل في السياسة».