تغييرات كثيرة مع انطلاق الدوري الإسباني الجمعة المقبل

تبدو الأمور مختلفة مع انطلاق الموسم الجديد من دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم يوم الجمعة دون أحد أهم رموزه، وهو كريستيانو رونالدو، إضافة لاستخدام تكنولوجيا حكم الفيديو المساعد لأول مرة في دوري الأضواء.
وجرد رحيل رونالدو من ريال مدريد إلى يوفنتوس عملاق الدوري الإيطالي مدريد من واحد من أفضل لاعبيه على الإطلاق، وينهي المنافسة المثيرة بين الهداف البرتغالي وليونيل ميسي لاعب برشلونة التي حددت معالم الدوري الإسباني على مدار السنوات التسع الأخيرة. ولن يكون على ريال مدريد فقط التأقلم على فقدان اللاعب الذي أحرز 451 هدفاً بجميع المسابقات وأنقذه في أصعب المواقف، بل سيكون عليه أيضاً التكيف مع الحياة دون مدربه صاحب الشعبية الكبيرة زين الدين زيدان الذي استقال من منصبه بعد الفوز بثالث لقب على التوالي في دوري أبطال أوروبا.
ويواجه جولن لوبتيغي مدرب ريال مدريد الجديد مهمة صعبة للغاية في خلافة زيدان، خصوصاً مع سجله السيئ على مستوى الأندية وإقالته المخزية من تدريب منتخب إسبانيا عشية انطلاق كأس العالم بسبب الطريقة التي وقع بها لمدريد. ولم يستثمر ريال مدريد بعد 105 ملايين يورو (119.43 مليون دولار) حصل عليها من بيع رونالدو في التعاقد مع مهاجمين جدد، وكانت أكبر صفقاته هذا الصيف حتى الآن هي ضم حارس مرمى منتخب بلجيكا تيبو كورتوا، ويبدو أن لوبتيغي سيعتمد على الثنائي غاريث بيل وماركو أسينسيو في قيادة الهجوم هذا الموسم.
ومن المفترض أن تصب التغييرات الضخمة في سانتياغو برنابيو في صالح برشلونة بطل الموسم الماضي، الذي نال ثنائية الدوري وكأس الملك وأنهى الموسم بفارق كبير بلغ 17 نقطة عن مدريد. لكن برشلونة قام ببعض التعديلات أيضاً، فرحل أندريس إنييستا، وهو واحد من حاملي راية أسلوب لعبه المميز في القرن 21، بعد 16 موسماً مليئة بالألقاب مع النادي الكاتالوني لينهي مسيرته في اليابان.
وجدد المدرب إرنستو بالبيردي خط الوسط بإضافة الثنائي البرازيلي ارتور ومالكوم وارتورو فيدال صاحب الخبرة الكبيرة، بينما تخلص من اللاعبين الذين لم يقدموا المستوى المنتظر مثل أندريه غوميز ولوكا ديني ويري مينا وأليكس فيدال. وسيأمل برشلونة أن يحقق نتائج أفضل في دوري الأبطال بعد إحباطاته في السنوات الأخيرة، حيث خرج من دور الثمانية في 3 مواسم متتالية شهدت هيمنة غريمه الأزلي ريال مدريد على اللقب.
وتعزز الثورة في ريال مدريد أيضاً من آمال أتليتكو مدريد وصيف البطل الموسم الماضي في تكرار تتويجه غير المتوقع باللقب في 2014. وكان أتليتكو نشيطاً في سوق الانتقالات، فتعاقد مع الجناح الفرنسي توماس ليمار مقابل 65 مليون يورو ليصبح أغلى لاعب في تاريخ النادي، كما ضم أيضاً الكولومبي الدولي سانتياغو إرياس والبرتغالي غيلسون مارتنز. وفقد فريق المدرب دييغو سيميوني في المقابل لاعبين مهمين مثل غابي فرنانديز وفرناندو توريس، لكنه نجح في الحفاظ على هدافه أنطوان غريزمان حين بدا من المؤكد تقريباً انتقاله لبرشلونة.
وسيختبر استخدام نظام حكم الفيديو المساعد فكرة أن الحكام الإسبان يتخذون قرارات في صالح الأندية الكبيرة. وقال جيرار بيكي مدافع برشلونة: «هذا الأمر سيجعل هذه الرياضة أكثر عدلاً بعض الشيء». وأضاف: «كنت من المؤيدين لها منذ وقت طويل. سيظل هناك كثير من الجدل لأننا نحب الجدل في هذا البلد، لكنه سيقل. سيساعد هذا النظام الحكام».
وبعيداً عن الكبار الثلاثة، سيحاول فالنسيا التوازن بين المشاركة في دوري الأبطال وإنهاء الموسم في المركز الرابع مجدداً، لكنه سيواجه منافسة قوية من إشبيلية المتجدد وأيضاً من ريال بيتيس وفياريال. وفي الجانب الآخر، سيشارك ويسكا المتواضع في دوري الأضواء لأول مرة، بينما عاد ريال بلد الوليد ورايو فايكانو إلى الدرجة الأولى.