ليبرمان: الحرب مع غزة «مسألة وقت»

الجيش الإسرائيلي أجرى تمريناً يحاكي اندلاع مواجهة مع «حزب الله»

وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان (وسط) خلال اجتماع مع قادة عسكريين على الحدود الجنوبية لإسرائيل أمس (إ.ب.أ)
وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان (وسط) خلال اجتماع مع قادة عسكريين على الحدود الجنوبية لإسرائيل أمس (إ.ب.أ)
TT

ليبرمان: الحرب مع غزة «مسألة وقت»

وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان (وسط) خلال اجتماع مع قادة عسكريين على الحدود الجنوبية لإسرائيل أمس (إ.ب.أ)
وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان (وسط) خلال اجتماع مع قادة عسكريين على الحدود الجنوبية لإسرائيل أمس (إ.ب.أ)

صرح وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بأن مسألة الحرب المقبلة مع قطاع غزة، هي ليست مسألة إن كانت ستقع أم لا، بل مسألة متى ستقع.
جاءت هذه التصريحات خلال جولة تفقدية قام بها ليبرمان أمس إلى «فرقة غزة» على الحدود الجنوبية لإسرائيل، برفقة رئيس هيئة الأركان، غادي آيزنكوت، وقائد المنطقة الجنوبية، هرتسي هليفي، وقائد «فرقة غزة» العميد يهودا فوكس، وممثل عن جهاز الأمن العام (الشاباك). وقال ليبرمان خلال جلسة التقييم: «مسألة الجولة المقبلة لا مفر منها. ولكن متى؟ أنا متأكد أننا سنفعل ما هو مطلوب القيام به مهما تطلب الأمر، نحن ندير معركة ولا نلتفت لعناوين الصحف والأخبار».
ورد ليبرمان على أولئك الذين ينتقدون الحكومة ويتهمونه بالعجز والضعف أمام «حماس»، فقال: «الجيش يعتمد سياسة أمنية مسؤولة ومستقلة، فمنذ بدء الأحداث في مارس (آذار) الماضي، قتلنا 168 عنصراً من حماس وجرحنا أكثر من 4 آلاف، ودمرنا عشرات البنى التحتية التي تستخدم بالإرهاب». وأثنى على ما اعتبره جهوزية الجيش ومعنويات الجنود والمستوى المهني للجيش خلال فترة ولايته، لافتاً إلى أن وحدة المدرعات في الجيش بمثابة القوة «القاتلة» وتعي جيداً كيفية الدفاع عن الحدود ومواجهة أي سيناريو، على حد قوله.
والمعروف أن الهدوء عاد إلى الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة منذ يوم الخميس الماضي، بعد موجة عنيفة من التصعيد. وقد تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية وأممية، علماً أن المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) أوصى الجيش بأن يكون على أهبة الاستعداد لأي طارئ، واستهداف كل من يحاول إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة صوب «غلاف غزة».
على صعيد آخر، أجرى الجيش الإسرائيلي تمريناً عسكرياً على مستوى اللواء بمشاركة وحدات من قيادة القوات البرية حاكى اندلاع مواجهة عسكرية مع «حزب الله» اللبناني، بحسب ما أفادت به إذاعة إسرائيلية باللغة العربية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإذاعة أن التمرين العسكري «جرى بمشاركة وحدات من قيادة القوات البرية حاكى اندلاع مواجهة عسكرية مع حزب الله اللبناني، وأنه يأتي ضمن قرار اتخذته قيادة الجيش لتزويد ألويتها البرية وسائل قتالية تزودت بها حتى الآن الفرق العسكرية».
ويأتي تمرين قوات الجيش، بحسب الإذاعة، «بهدف تحسين قدراته الهجومية والدفاعية». ومن ضمن الوسائل التي استخدمت «بطاريات متحركة لمنظومة القبة الحديدية لحماية القوات من إطلاق الصواريخ، إلى جانب مطار صغير وفيه طائرات صغيرة دون طيار منها رباعية المراوح».
وأكدت الإذاعة أن رئيس الأركان الإسرائيلي غادي آيزنكوت «حضر وأثنى على أداء القوات المشاركة».
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن الجيش عرض قبل أسابيع على المجلس الأمني المصغر سيناريو الحرب المقبلة المحتملة على الحدود الشمالية، وذلك في حال اندلاع حرب قصيرة مع «حزب الله» تمتد لـ10 أيام أو متوسطة تمتد لـ3 أسابيع أو تزيد على شهر. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، شنت إسرائيل غارات عدة في سوريا في الفترة الأخيرة قالت إنها استهدفت «شحنات أسلحة لحزب الله». وتهدد إسرائيل بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تحولت سوريا إلى «محطة عبور لتهريب السلاح من إيران إلى حزب الله في لبنان».



عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
TT

عباس: ينبغي أن تمارس السلطة الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة بما في ذلك معبر رفح

الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

استحوذت حرب غزة والقضية الفلسطينية والأزمات المختلفة في عدد من البلدان العربية على حيز واسع من مجريات اليوم الثالث من أعمال الدورة السنوية الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ إذ صعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى منبرها للمطالبة بتجميد عضوية إسرائيل في المنظمة الدولية، ووقف تزويدها بالأسلحة، وإرغامها على تنفيذ التزاماتها وقرارات مجلس الأمن.

ودعا الرئيس الفلسطيني، الخميس، المجتمع الدولي إلى وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة؛ لمنع إراقة الدماء في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال عباس من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أوقفوا هذه الجريمة، أوقفوها الآن، أوقفوا قتل الأطفال والنساء، أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا إرسال السلاح لإسرائيل».

وأضاف: «إسرائيل دمرت القطاع بالكامل تقريباً، ولم يعد صالحاً للحياة». وأوضح أمام الجمعية العامة التي تضم 193 عضواً: «لا يُمكن لهذا الجنون أن يستمر. إن العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري لشعبنا».

وعرض عباس رؤية لإنهاء الحرب في غزة؛ تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة. وطالب الرئيس الفلسطيني بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك على معبر رفح، بوصفه جزءاً من خطة شاملة.

كما قال عباس إن إسرائيل «غير جديرة» بعضوية الأمم المتحدة، مشدداً على أن الدولة العبرية تحدت قرارات المنظمة الدولية ذات الصلة بالصراع.

وأضاف من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إسرائيل التي ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة غير جديرة بعضوية هذه المنظمة الدولية»، معرباً عن أسفه لأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد إعطاء دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابع: «يؤسفنا أن الإدارة الأميركية عطّلت 3 مرات مشاريع قرارات لمجلس الأمن تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار باستخدامها الفيتو، وفوق ذلك زوّدتها بالأسلحة الفتّاكة التي قتلت آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وهو ما شجّع إسرائيل على مواصلة عدوانها». وخلص إلى القول «فلسطين سوف تتحرر».

وأعلنت إسرائيل، الخميس، الحصول على مساعدة عسكرية أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار.

كذلك عرض الرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رؤية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن بسط سلطة منظمة «التحرير الفلسطينية» على جميع الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة.

وطالب عباس بأن تمارس السلطات الفلسطينية ولايتها الكاملة في غزة، بما في ذلك معبر رفح، بصفته جزءاً من خطة شاملة، فالفلسطينيون يرفضون إقامة مناطق عازلة إسرائيلية، مشدداً: «لن نسمح لإسرائيل بأخذ سنتيمتر واحد من غزة».

اليمن ووكلاء إيران

من جهته، تحدّث رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، أولاً عن الوضع في بلاده، قائلاً: «إن تعافي اليمن ليس مجرد قضية وطنية، بل حاجة إقليمية وعالمية»، لأن «استقراره يعد أمراً حاسماً للحفاظ على السلام وأمن المنطقة، وطرق التجارة في البحرين الأحمر والعربي والممرات المائية المحيطة».

وأضاف: «أن الحكومة اليمنية تظل ملتزمة بنهج السلام الشامل والعادل، لكنه من الضروري في هذه الأثناء تعزيز موقفها لمواجهة أي خيارات أخرى، بالنظر إلى تصعيد الميليشيات الحوثية المتواصل على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتهديد الملاحة الدولية، ولمنع تواصل توسع واستدامة هذا التصعيد».

ولفت إلى أن «هجمات الحوثيين المستمرة على حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة تظهر أنها تُشكل تهديداً متزايداً ليس فقط للداخل اليمني، ولكن أيضاً لاستقرار المنطقة بأكملها».

وعن الوضع في بقية الشرق الأوسط، قال العليمي: «إن الحرب الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني يجب أن تتوقف على الفور، لأن ذلك هو مفتاح السلام المنشود، ومدخل لرفع الغطاء عن ذرائع إيران ووكلائها لتأزيم الأوضاع في المنطقة».

وتطرق إلى الوضع في لبنان، قائلاً: «إن السبيل الوحيدة لردع العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان ستكون بموقف حازم من المجتمع الدولي، ووحدة اللبنانيين أنفسهم واستقلال قرارهم وعدم التدخل في شؤون بلدهم الداخلية، واستعادة الدولة اللبنانية لقرار السلم والحرب».

ليبيا نحو الانتخابات

وسبقه إلى المنبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي قال إن الليبيين هم الأقدر على تقرير مصيرهم من خلال «الاستفتاءات النزيهة وعقد انتخابات شاملة (...) لإنهاء أي انسداد سياسي»، مؤكداً أن «الحل السياسي الشامل في مساراته المالية والاقتصادية والأمنية، إضافة لمسار المصالحة الوطنية، هو السبيل الوحيدة لتوحيد المؤسسات وضمان الاستقرار وصولاً إلى الانتخابات، وتجديد الشرعية لجميع المؤسسات وتقرير الشعب الليبي لمصيره».

وشدد المنفي على أن ما يرتكبه «الاحتلال الإسرائيلي من جرائم إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني واللبناني يُمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية».

وشدد على أن إبعاد «شبح نشوب حرب إقليمية» في المنطقة يكون من خلال معالجة الوضع في غزة، وإيقاف «الانتهاكات والاعتداءات الجسيمة» في فلسطين.