قمة ثالثة للكوريتين في بيونغ يانغ

عقد مسؤولون من الكوريتين محادثات رفيعة المستوى في قرية بانمونجوم الحدودية أمس (الاثنين)، لمناقشة الاستعدادات لعقد القمة الثالثة بين البلدين. وقاد تلك المحادثات وزير الوحدة في كوريا الجنوبية تشو ميونج جيون ورئيس لجنة الوحدة في كوريا الشمالية ري سون جون.
وقالت الوزارة إن الكوريتين اتفقتا على عقد قمة بينهما في بيونغ يانغ في سبتمبر (أيلول) في أحدث خطوة لتطوير العلاقات بين البلدين. وقال ري إن الجانبين اتفقا على تفاصيل محددة بما يشمل تاريخ عقد القمة لكنه أحجم عن الإفصاح عنها. وقال إن من المهم إزالة «العقبات» التي تمنع تطور العلاقات بين الكوريتين، كما هو مخطط له.
والتقى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، في أبريل (نيسان) في قرية الهدنة على طول حدودهما المشتركة، واتفقا على عقد قمة أخرى في الخريف، هذه المرة في بيونغ يانغ.
ويقول محللون إن مون قد يؤدي دور الوسيط بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، بعد أن أنقذ قمة سنغافورة التي كان ألغاها ترمب بشكل مفاجئ. ومن المتوقع أن تركز القمة الثالثة بين مون وكيم، في حال عقدت، على التوصل إلى تسوية تنهي رسمياً الحرب التي اندلعت بين الكوريتين في 1950، واستمرت حتى 1953، وتوقفت بموجب هدنة وليس باتفاق سلام. والاثنين، نقلت «يونهاب» عن السفير الأميركي إلى كوريا الجنوبية قوله إن الوقت «مبكر جداً» لإعلان كهذا.
وقال ري في نهاية الاجتماع: «إذا لم تحل القضايا التي طرحناها في المحادثات فقد تظهر مشكلات غير متوقعة، وقد تواجه الملفات المطروحة بالفعل صعوبات». وأحجم تشو أيضاً عن تحديد المشكلات التي يتحدث عنها ري، لكنه قال إنه جرى الحديث عن قضايا إنسانية وعن سبل تحسين العلاقات بين البلدين.
وأضاف أن القمة المقبلة في بيونغ يانغ ستساعد في تحسين العلاقات عبر الحدود من خلال السماح للزعيمين بمناقشة نزع سلاح الشمال النووي وكيفية إرساء السلام في شبه الجزيرة الكورية. وعقد الزعيم الكوري الشمالي سلسلة من القمم الدبلوماسية مع قادة كوريا الجنوبية والصين والولايات المتحدة هذا العام. وكان مون وكيم قد عقدا اجتماعاً مفاجئاً على الحدود في مايو (أيار)، ما يجعل مون الزعيم الكوري الجنوبي الوحيد الذي التقى مع زعيم كوري شمالي مرتين. وسيصبح مون أيضاً أول زعيم يزور بيونغ يانغ هذا العام.
وفُرضت عقوبات شديدة على كوريا الشمالية بسبب سعيها للحصول على أسلحة نووية وصواريخ باليستية، لكن كيم والرئيس الأميركي دونالد ترمب اتفقا في قمتهما التاريخية بسنغافورة في يونيو (حزيران) على العمل لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية. ونددت كوريا الشمالية بالجهود التي تقودها الولايات المتحدة للإبقاء على العقوبات على الرغم مما تصفه بيونغ يانغ بأنه مبادرات لحسن النية بما يشمل وقف اختبارات الأسلحة وإعادة رفات جنود أميركيين قتلوا في الحرب الكورية التي دارت بين عامي 1950 و1953. لكن مسؤولاً أميركياً مطلعاً على المحادثات قال لـ«رويترز»، إن كوريا الشمالية لم توافق بعد على جدول زمني للتخلص من ترسانتها النووية أو تفصح عن حجمها الذي تقدر الولايات المتحدة أنه يتراوح بين 30 و60 رأساً حربية.