وزير يمني يفلت من قبضة الحوثيين بعد 3 سنوات من الإقامة الجبرية

خرج أمس في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وزير التعليم الفني والمهني في الحكومة الشرعية، عبد الرزاق الأشول بعد أن تمكن من الإفلات من قبضة الميليشيات الحوثية التي فرضت عليه الإقامة الإجبارية في صنعاء منذ نحو 3 سنوات.
وفيما استقبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الوزير الأشول في لقاء رسمي، أمس، أكد الأخير تمسكه بالشرعية اليمنية ومناهضته لانقلاب الميليشيات الحوثية، حيث من المتوقع أن يبدأ في ممارسة مهام منصبه الوزاري الذي ظل شاغرا في الحكومة الشرعية على الرغم من التعديلات الحكومية المتعاقبة التي أجراها الرئيس هادي.
ويعد الأشول من القيادات المحسوبة على حزب «التجمع اليمني للإصلاح» وكان وزيرا للتربية والتعليم في حكومة محمد سالم باسندوة التي استمرت من 2011 إلى 2014 قبل أن يتم تعيينه وزيرا للتعليم الفني والمهني في حكومة خالد بحاح التي انقلب عليها الحوثيون وحاصروا رئيسها وفرضوا الإقامة الإجبارية على أغلب وزرائه قبل أن يتطور الأمر إلى فرض الإقامة الإجبارية على الرئيس هادي نفسه.
وكانت الجماعة الحوثية أقدمت على اعتقال الوزير عبد الرزاق الأشول من منزله قبل أن تقوم بإطلاقه مطلع 2016 وتفرض عليه الإقامة الإجبارية في منزله، حرصا منها على عدم التحاقه بالحكومة الشرعية. ولم يعرف ما إذا كانت الميليشيات الحوثية تساهلت مع الأشول لمغادرة صنعاء، أم أنه نجح في الإفلات من قبضتها كغيره من القيادات اليمنية وأعضاء البرلمان والمسؤولين العسكريين الذين لجأوا إلى أساليب متنوعة في الهروب والتخفي أثناء عملية الفرار من صنعاء باتجاه مناطق سيطرة الحكومة الشرعية.
وخلال التعديلات الحكومية المتعاقبة على قوام الحكومة الشرعية، من قبل الرئيس هادي، فإن حقيبة التعليم الفني والمهني ظلت شاغرة، وهو ما فهم منه تمسك هادي ببقاء الأشول في منصبه الوزاري على غرار إبقائه على وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي في منصبه على الرغم من وجود الأخير في أسر الميليشيات الحوثية في 2015.
وأفادت المصادر الرسمية اليمنية أمس بأن هادي استقبل في عدن وزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور عبد الرزاق الأشول الذي قالت إنه تمكن من الخروج من إقامته الجبرية بالعاصمة صنعاء التي فرضتها عليه وعلى عدد من رفاقه، ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وذكرت وكالة «سبأ» أن الرئيس هادي «هنأ الوزير على سلامة الوصول إلى العاصمة المؤقتة عدن، مرحبا به وبكل من يتمكن من الإفلات من الميليشيات الانقلابية الغاصبة التي مارست وتمارس صنوف المعاناة تجاه الأبرياء في سجونها ومعتقلاتها المختلفة».
وأضافت الوكالة الحكومية أن الوزير الأشول عبر من جهته «عن سروره بالوصول إلى عدن ولقائه الرئيس هادي للتأكيد على مواقفه الثابتة في استنكار الانقلاب وتداعياته المختلفة على الشعب اليمني التي كانت سبب وضعه تحت الإقامة الجبرية».
في غضون ذلك، أدى وزير الخدمة المدنية والتأمينات الجديد، نبيل حسن الفقيه اليمين القانونية أمام الرئيس هادي، وذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن هادي تحدث مع الوزير الفقيه عن الدور والمهام التي تقع على عاتق وزارته في منظومة العمل الإداري والوظيفي بصورة عامة والخطوات والإجراءات التي يجب الاضطلاع بها لتصحيح الاختلالات والارتقاء بالعمل نحو الأفضل.
وفي اتصال هاتفي أجراه رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر مع الوزير الأشول للاطمئنان على صحته بعد تمكنه من مغادرة إقامته الجبرية ووصوله إلى العاصمة المؤقتة عدن، امتدح بن دغر صمود الأشول وتمسكه بالشرعية ورفضه مشروع الميليشيات الانقلابية التي انتهجت سياسة القتل والإذلال والترويع لإجبار المواطنين على مشروعها العنصري السلالي الطائفي المدعوم من إيران.
وأكد بن دغر – بحسب ما نقلته عنه وكالة «سبأ» - أن الحكومة تسعى جاهدة بكل الطرق والوسائل إلى حماية وتخليص أبناء اليمن من براثن الميليشيات الحوثية وتأسيس اليمن الاتحادي الجديد الذي اتفق عليه اليمنيون في مخرجات الحوار الوطني.
وعلى وقع تصاعد الانتهاكات التي تقوم بها الجماعة الحوثية ضد المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها، دعت الحكومة اليمنية مدير مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في اليمن العبيد أحمد العبيد إلى نقل مكتب المفوضية من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن مع جميع موظفي المكتب.
وأشارت الحكومة في بيان رسمي لوزارة حقوق الإنسان إلى أن دعوتها جاءت على إثر منع الحوثيين موظفي مكتب المفوضية من دخولهم صنعاء ومزاولة عملهم من هناك... مؤكدة أنها ستسعى بالتنسيق مع جميع أجهزة الحكومة الشرعية للعمل على توفير بيئة آمنة لهم.
وقالت الوزارة: «إن إصرار مكتب المفوضية فيما مضى وبقية المنظمات الدولية للاستمرار في العاصمة التاريخية صنعاء كان خطأ فادحا يسيء للعمل الإنساني والحقوقي ويؤثر على حياد ومهنية هذه المنظمات».
وأضافت أن «الميليشيات ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم جسيمة ضد اليمنيين، بشكل ممنهج، ناهيك عن أن مناطق سيطرة الميليشيات تعد مناطق شديدة الخطورة وتعرض حياة العاملين والمراقبين في المجال الحقوقي والإنساني للخطر».
وتابع البيان الوزاري: «لا يمكن للمنظمات القيام بعملها هناك حيث نلاحظ منذ بدء الانقلاب أنه لم يستطع المكتب زيارة المعتقلين والمخفيين قسرا وبالتحديد كبار السن منهم، ولم يستطع الضغط على الحوثيين لإيقاف التعذيب داخل معتقلاتهم ومنع استخدام الأطفال في المواجهات المسلحة، وكان من أسباب ذلك أن المكتب يباشر أعماله من مناطق سيطرة الميليشيات».
وأكدت وزارة حقوق الإنسان اليمنية أن نقل مكتب المفوضية الأممية إلى العاصمة المؤقتة عدن «سيمنح العاملين فرصة المراقبة والرصد بسلاسة، ومن دون قيود، وبشكل أفضل، وسيحد من انتهاكات الحوثيين».
على صعيد آخر، ذكرت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي، سوف يزور القاهرة اليوم (الاثنين) ويلتقي مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في مقر جامعة الدول العربية بحضور المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية.
وأفادت المصادر، أن هادي سيتوجه كذلك إلى مقر مجلس النواب المصري في وسط العاصمة (القاهرة)، وسيلتقي رئيس البرلمان الدكتور علي عبد العال، وأوضحت المصادر، أن الرئيس اليمني سيركز خلال لقاءاته بالقاهرة على «التعاون الثنائي، ودعم اليمن في مكافحة الإرهاب، وسبل عودة الشرعية، فضلا عن تقييم الأوضاع الإقليمية والمشهد الدولي».