الأكيد أن الشرف والنزاهة أمران مطلوبان في الحياة، والأكيد أيضا أن (السوق) عرض وطلب وبالتالي لا يمكن التعويل على النيات في التعاملات المالية أو التجارية أو التنافسية، وكرة القدم هي الأخرى قطاع فيه تنافسية وتعاملات مالية وتجارية وجماهير لحوحة ولا تقبل بغير الانتصارات وهي تضغط على الإدارات وتغيرها وتغير المدربين وتبعد اللاعبين وبالتالي فرضاها أمر حيوي بالنسبة لأي إدارة، وحتى ترضى هذه الجماهير فيجب تحقيق الانتصارات والبطولات وهذه لا يمكن أن تتحقق من دون لاعبين قادرين على صناعة الفرح وهم عادة بأعداد قليلة، لهذا تتنافس عليهم الأندية وتدفع لهم الملايين لأنهم (يستحقون) ولأنهم مطلوبون ولأن السوق أساسا عرض وطلب كما ذكرت.
هنا لا ينفع أي ميثاق للشرف طالما يمكن أن تحدث أمور تحت الطاولات أو أن يأتي من معه مال أكثر من الآخر، وبالتالي لا ينفع بقناعتي سوى الأمور القانونية التي يخضع لها الجميع وهو ما فعله الاتحاد الدولي لكرة القدم حين قنّن مسائل التنقلات والدفعات وجعل الجميع يلتزمون بها (دولياً ومحلياً) حيث تخضع كل الاتحادات لسلطة «الفيفا» وقوانينه.
والأكيد أن القوانين يمكن اختراقها والتلاعب حولها، ولكن الأكيد أيضاً أنه عندما يتم اكتشاف التلاعب فسيكون هناك عقوبات قاسية ورادعة تجعل الآخرين يفكرون مليون مرة قبل تجاوزها وخرقها.
نعم، شخصيا لست مع شيء اسمه قوانين شرف رياضية أو إعلامية أو تجارية أو ثقافية أو اقتصادية بل مع القانون وضمن القانون، وإذا كانت موهبة اللاعب استثنائية فهو يستحق سعراً استثنائياً قد يتفق معه البعض وقد يختلفون عليه، ولكن إن أحجمت كل الأندية عن الدفع فسينزل السعر خاصة إذا كان البديل موجوداً وحتى بأسعار أقل ولهذا نزلت أسعار اللاعبين المحليين بعد قرار الستة محترفين ثم السبعة رغم أن أسعار المحترفين عالية، ولكن المغالاة في الصفقات المحلية لم تعد مثل السابق وكذلك الرواتب الشهرية الفلكية.
وفي النهاية كرة القدم تخضع لمعايير السوق (الاقتصادية) مع بعض المماحكات الشخصية وهي أمور من سمات هذه اللعبة وكواليسها طالما أنها لم تخرق القوانين، وقد يقول قائل: وماذا عن الأخلاقيات؟ وهنا أقول إن مبدأ الربح والخسارة والتجارة والاحتراف والحقوق جعل من كرة القدم بيئة تخضع لمعايير غير التي كنا نعرفها زمن الهواية؛ وأولها (الأخلاق وكلمات الشرف) وبات الشاطر من يحقق الألقاب والنتائج والكؤوس... ضمن القوانين وضمن الميزانيات المحددة وليس العنتريات التي تؤدي للديون والتي تؤدي بدورها لخراب الأندية وحذف نقاطها وربما هبوطها للدرجات الأدنى.
ميثاق الشرف
ميثاق الشرف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة