عبير نعمة: في {وينك} لامست جمهوري عن مسافة أقرب

أغنية تشكل أول تعاون لها مع مروان خوري

تستعد الفنانة عبير نعمة لإطلاق ألبوم جديد من ألحان مارسيل خليفة
تستعد الفنانة عبير نعمة لإطلاق ألبوم جديد من ألحان مارسيل خليفة
TT

عبير نعمة: في {وينك} لامست جمهوري عن مسافة أقرب

تستعد الفنانة عبير نعمة لإطلاق ألبوم جديد من ألحان مارسيل خليفة
تستعد الفنانة عبير نعمة لإطلاق ألبوم جديد من ألحان مارسيل خليفة

قالت الفنانة عبير نعمة بأنها استطاعت عبر أغنيتها الجديدة «وينك» أن تقرب المسافات بينها وبين محبيها. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم أكن يوما أطمح لاستمالة النخبة من الناس كي يتذوقوا أعمالي الفنية، واليوم صرت على مسافة قريبة من الجميع بفضل أغنية «وينك» لأنها تحاكي الناس ببساطة وكونها نابعة من الواقع».
وعما إذا قصدت منذ البداية أن تغرد خارج السرب وتقدم أعمالا نوعية بصمت مشوارها الفني توضح: «لم أغرد خارج السرب بقدر ما كنت أقوم في تقديم أعمال تشبهني. وفي الفترة الماضية كنت منشغلة بأمور كثيرة من تحضيري لبرنامج تلفزيوني وثائقي مرورا بإقامة حفلات غنائية في مهرجانات عالمية ومحلية. فبرأيي الفن هو بمثابة رحلة تأخذ في كل مرة أشكالاً ومعاني تتبدل حسب الحياة. فأنا لم أخطط يوما للغد بل جاريت هذه الرحلة بما فيها من محطات ممتعة».
وعن كواليس تحضير أغنية «وينك» التي تتعاون فيها لأول مرة مع الفنان مروان خوري تقول: «لطالما تمنيت هذا التعاون، فأنا من المعجبات بفنونه الشاملة لحنا وكلاما وأداء وأشعر بأنه يشبهني إلى حد كبير من ناحية توجهه الفني. والقصة بدأت مع الشاعر جرمانوس جرمانوس عندما رويت له موقفا إنسانيا فترجمه بقصيدة حملتها إلى مروان ومن هناك ولدت «وينك» التي أجدها قريبة من الناس وتترجم شعور كثير من الأشخاص الذين يفتقدون وجود شخص ما في حياتهم بسبب الهجرة أو الرحيل وكذلك بسبب علاقة لم تكتمل وما إلى هنالك من دوافع تشعرنا بالحنين إليه. فالإنسان لا يستطيع أن ينسى أشخاصا أثروا في حياته وتركوا بصمتهم فيها مهما بلغ البعد بين الطرفين. وهذه الأغنية تطرح كل هذه التساؤلات التي تراودنا من زوايا عاطفية مختلفة». وعن قصة كليب الأغنية التي يدور موضوعها حول علاقة زوجية تصاب بالفتور تعلق: «يتجمل موضوع الأغنية بابتكار قصص لا تعد ولا تحصى تليق بفيديو كليب. المخرج سمير سرياني والذي أكن له كل تقدير وتربطني به صداقة متينة فضل أن ينقله إلى عالم الزوجية ويعرض فيه واقعا يعيشه بعض المتزوجين وتطال خصوصية هذا الارتباط فنجح بربط المحتوى بالصورة مما ألف عملا متكاملا أشكره عليه». وعن مشاركة الممثل رودريغ سليمان في كليب أغنية «وينك» ترد: «لا شك أن حضوره في الكليب أضاف إلى العمل حرفية يتقنها في عالم التمثيل. فلطالما رفض رودريغ من قبل المشاركة في كليب غنائي وأنا سعيدة كون تجربته الأولى في هذا المجال حدثت مع هذه الأغنية». وتؤكد نعمة أنها شخصيا تحب ممارسة التمثيل وقد أتيحت لها الفرصة أكثر من مرة للقيام بها في أعمال مسرحية غنائية تعاونت فيها مع إلياس الرحباني وأنطوان غندور والراحل ريمون جبارة. «هذه التجارب التمثيلية زودتني بزخم استفدت منه في أعمالي الفنية».
لم ترغب يوما عبير نعمة في تقليد أسلوب فنان معين وتعلق: «إذا كنا سنشبه بعضنا البعض في أعمالنا تغيب القيمة الفنية عنها. منذ صغري حاولت ابتكار هوية فنية خاصة بي تشبهني وتترجم أحلامي. وأن لا أجاري الموجات الفنية السائدة حاليا فذلك لا يعني بأني لا أحبذها. فأنا أبارك لكل من ينجح في مهامه والمهم أن يحقق الفنان مراده ويكون مرتاحا في جلبابه الفني».
وعن عملها الجديد مع الفنان مرسيل خليفة المنتظر أن يرى النور قريبا توضح: «هذا العمل أحضر له منذ نحو السنتين وآن الأوان لأن يخرج إلى النور. فمارسيل خليفة حالة فنية لا تشبه غيرها ويمكننا إدراجه على لائحة عمالقة لبنان أمثال الراحلين وديع الصافي وصباح وزكي ناصيف وغيرهم. أما تعاوني الفني معه فأعده من العلامات والمحطات الفارقة في حياتي كون هذا العمل سيكون بأكمله من ألحانه». وتصف عبير نعمة أغاني ألبومها الجديد هذا بالماسات المرصعة والتي حاول كل من شارك في كتابتها أن يبرز قيمة فنية معينة. ومن الكتاب الذين شاركوا في تأليف بعض أغاني الألبوم وعددها 24 سيتم طرحها على مرحلتين المسرحي جورج خباز. اعتبر هذا العمل مساحة واسعة وضعت فيها كل ما أصبو إليه «فشيت خلقي». فأغانيه تحاكي كل واحد منا وألحانه معزوفة برفقة أوركسترا فيلهارمونية وكلماته مكتوبة من قبل أهم الشعراء في لبنان وبينها ما يعود إلى محمود درويش وطلال حيدر وجوزف حرب وأنسي الحاج.
وعن سبب ابتعادها عن المهرجانات الصيفية مؤخرا ترد: «لقد شاركت في عدد منها على مدى السنوات الماضية وأحدثها كان في مهرجانات بيت الدين والأرز وبعلبك. وحاليا آخذ استراحة من هذا الموضوع لأنني أحب أن تحمل إطلالتي في هذا النوع من الحفلات مادة دسمة لا تشبه ما قدمته من قبل. وأعدكم بإطلالة قريبة في هذا الإطار عند انتهائي من تحضيرات لسلسة أعمال منوعة ستردكم على التوالي. كما أنني هذا الصيف سأكون منشغلة في حفلات فنية كثيرة في أوروبا والعالم العربي».
وتصف عبير نعمة تعاونها الحالي مع الشركة العالمية للإنتاج «يونيفرسال ميوزك مينا» بأنه جاء نتيجة جهد فني ثابرت على تقديمه. «تراكمت الثقافات الفنية عندي وولدت هذا التعاون الذي أعتز به. فأنا محاطة بفريق عمل رائع في هذه الشركة وستلمسون قريبا الانسجام الذي يغلف علاقتنا هذه».



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».