«التحالف» يتوعد بمحاسبة مطلقي الصواريخ الحوثية والمخططين لها

أعلن استهداف عناصر من الميليشيات المدعومة من إيران أطلقوا «باليستياً» على جازان

آضرار خلفتها شظايا الصاروخ الباليستي الذي اعترض ودمر في سماء جازان أول من أمس (واس)
آضرار خلفتها شظايا الصاروخ الباليستي الذي اعترض ودمر في سماء جازان أول من أمس (واس)
TT

«التحالف» يتوعد بمحاسبة مطلقي الصواريخ الحوثية والمخططين لها

آضرار خلفتها شظايا الصاروخ الباليستي الذي اعترض ودمر في سماء جازان أول من أمس (واس)
آضرار خلفتها شظايا الصاروخ الباليستي الذي اعترض ودمر في سماء جازان أول من أمس (واس)

تعهَّد تحالف دعم الشرعية في اليمن، بأن مطلقي الصواريخ الباليستية الحوثية التي تستهدف المدنيين وتضر بالأمن الإقليمي والدولي «سينالون حسابهم»، وذلك لدى إعلانه استهداف في محافظة صعدة، أمس، العناصر التي خططت ونفذت لاستهداف منطقة جازان (جنوب السعودية) بصاروخ باليستي، أول من أمس، وتسببت شظاياه بعد تصدي قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي إلى «استشهاد مقيم يمني»، طبقاً لما ورد في بيان «التحالف» الذي أورد أيضاً أن 11 مدنياً أصيبوا جراء سقوط الشظايا.
وقال «التحالف» إن العملية العسكرية تم تنفيذها بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، مشدداً على أنه سيتخذ «جميع الإجراءات ضد الأعمال الإجرامية والإرهابية من الميليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران كتجنيد الأطفال والزج بهم في ميدان القتال واتخاذهم كأدوات وغطاء لأعمالهم الإرهابية».
وأكد «التحالف» أن القادة والعناصر الإرهابية المسؤولة عن إطلاق الصواريخ الباليستية واستهداف المدنيين سينالون حسابهم، وذلك ضمن جهود التحالف لمنع العناصر الإرهابية من الإضرار بالأمن الإقليمي والدولي.
وكان متحدث التحالف العقيد تركي المالكي، أعلن، أول من أمس، أن قوات الدفاع الجوي رصدت إطلاق صاروخ باليستي من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران من داخل الأراضي اليمنية من محافظة (عمران) باتجاه السعودية، وبطريقة مُتعمَّدة لاستهداف الأحياء السكنية والآهلة بالسكان ما يمثل استهدافاً مباشراً للأعيان المدنية والمدنيين واختراقاً واضحاً وصريحاً للقانون الدولي الإنساني بما فيه المادتان 51 و52.
وشدد على أن قيادة القوات المشتركة للتحالف ستتخذ كل الإجراءات الرادعة لهذه الإطلاقات الهمجية والعبثية وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني، وأن من يقف وراء هذه الجرائم الإرهابية لن يفلت من المحاسبة وسيستمر التحالف في جهوده لحفظ الأمن الإقليمي والدولي.
إلى ذلك، شنَّت مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن، غاراتها على مواقع وأهداف عسكرية تتبع ميليشيات الحوثي الانقلابية في مختلف المناطق بما فيها العاصمة صنعاء.
وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن «(التحالف) شن عددا من الغارات استهدفت مقر سلاح المهندسين في منطقة سعوان، وغارات استهدفت معسكر الأمن المركزي في السبعين إضافة إلى الغارات التي استهدفت مقر الفرقة سابقاً والصيانة في شارع الستين الغربي».
تزامن ذلك مع استمرار ارتكاب ميليشيات الانقلاب مجازرها المروعة بحق المدنيين في قرى محافظة الحديدة، آخرها ضحاياها من سكان قرية منظر، جنوب الحديدة، التي حررتها في وقت سابق قوات الجيش الوطني والمقاومة المشتركة.
ويأتي ذلك بعد أسبوع من ارتكاب ميليشيات الحوثي الانقلابية مجزرة بحق المدنيين في مدينة الحديدة في سوق السمك وبوابة مستشفى الثورة، التي راح ضحيتها نحو 54 قتيلاً، وأكثر من 100 جريح بحسب إحصائية رسمية.
وأكد سكان لـ«الشرق الأوسط» أن «ميليشيات الحوثي الانقلابية قصف بشكل عنيف بمدفعيتها منازل المواطنين الآمنين في قرية منظر ما تسبب في وقوع أضرار مادية في أوساط المواطنين، إضافة إلى سقوط إحدى القذائف في مخبز أثناء تجمع المواطنين لشراء الخبز، ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى من المدنيين وإصابة 3 آخرين بجروح وصفت بالخطيرة».
ولا تزال ميليشيات الانقلاب تتكبد الخسائر البشرية والمادية الكبيرة بمعاركها مع قوات المقاومة اليمنية، والقوات المشتركة، ومقاتلات تحالف دعم الشرعية إضافة إلى مشاركة طيران «الأباتشي» التابع للتحالف العربي الذي يدمر تعزيزات ومواقع وأهدافاً عسكرية للانقلابيين.
وتداولت مصادر وحسابات ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أن الأيام الثلاثة الماضية شهدت مقتل عدد من قيادات ميليشيات الانقلاب البارزة، أبرزهم قائد قوات التدخل السريع لميليشيات الحوثي في الدريهمي القيادي منصور حسين السودي الذي قتل مع 15 من مرافقيه في معركة تحرير مركز الدريهمي، جنوب الحديدة، والقيادي محمد عبد الرقيق حسين المنصور المعروف بأبو حسن المداني وعدد من مرافقيه بغارة جوية لمقاتلات تحالف دعم الشرعية استهدفت موقعهم العسكري في الدريهمي، إضافة إلى القيادي الميداني المدعو علاء صالح قشوة.
يأتي ذلك في الوقت الذي سقط فيه قتلى وجرحى من صفوف الانقلابيين بمعارك مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات التحالف بمحافظتي مأرب والجوف.
وأكد مصدر عسكري ميداني، نقل عنه المركز الإعلامي للجيش الوطني، «مقتل أكثر من 10 انقلابيين وإصابة آخرين في معارك خاضها الجيش الوطني ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة المصلوب غرب الجوف».
وقال إن «المعارك تزامنت مع قصف مدفعي لقوات الجيش استهدف مواقع متفرقة لميليشيات الحوثي الانقلابية في ملحان وسدح والزرقاء والغرقة، وأسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة».
كما أكد مصدر عسكري آخر سقوط عدد من الانقلابيين بين قتيل وجريح في معارك الجيش الوطني ومقاتلات التحالف في صرواح، غرب مأرب، عقب محاولة الانقلابيين التسلل إلى مواقع الجيش الوطني الذي أفشل هجماتهم وأجبرهم على التراجع والفرار بعد مقتل وجرح عدد منهم وفرار من تبقى منهم، مشيراً إلى «استهداف تحالف دعم الشرعية مواقع عسكرية وتعزيزات لميليشيات الانقلاب وتكبيدهم الخسائر البشرية والمادية».
وأضاف المصدر أن طيران التحالف استهدف بعدة غارات مواقع وتعزيزات لميليشيات الحوثي الانقلابية، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات وتدمير آليات، إضافة إلى قتلى وجرحى آخرين بقصف مدفعي لقوات الجيش.
إلى ذلك، نقل موقع الجيش الوطني «سبتمبر.نت»، عن العميد الركن أمين العقيلي، مدير البرنامج الوطني لنزع الألغام، قوله إن «عشرات الفرق الميدانية المتخصصة في نزع الألغام تنتشر في عشر محافظات محررة لنزع الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران»، وإن «فرق نزع الألغام تنتشر في محافظات عدن، ولحج، وتعز، وأبين، وحضرموت، وشبوة، والبيضاء، ومأرب، والجوف، والحديدة، فيما تقدر عدد الألغام التي زرعتها الميليشيا الحوثية بأكثر من نصف مليون لغم، زرعتها الميليشيا بشكل عشوائي في جميع المناطق والمحافظات التي وصلت حيث تسببت هذه الألغام في مقتل وإصابة مئات المدنيين».


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.