مادورو يتهم سانتوس مجدداً بالوقوف وراء «الاعتداء» ضده

اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مجدداً نظيره الكولومبي المنتهية ولايته خوان مانويل سانتونس بالضلوع في «الاعتداء» الذي قال إنه كان يستهدفه السبت. وقال مادورو في شريط فيديو نشر على «تويتر» إن قوات الأمن «اعتقلت كل المنفذين وسنلاحق المدبرين. إنه أمر واضح وهناك ما يكفي من الأدلة عن مشاركة الحكومة الكولومبية المنتهية ولايتها برئاسة خوان مانويل سانتوس». وأنهى سانتوس ولايته الثلاثاء ويسلم السلطة للرئيس الكولومبي الجديد إيفان دوكي.
وأكد مادورو أن المسؤولين عن تسيير الطائرتين من دون طيار المحملتين بالمتفجرات واللتين فجرتا السبت بالقرب من المنصة الرئاسية، بحسب ما أعلنت السلطات الفنزويلية، تدربوا في مدينة شيناكوتا الكولومبية الواقعة في شمال شرق كولومبيا. وقال مادورو في شريط الفيديو الذي ظهر فيه إلى جانب المسؤول الثاني في السلطة ديوسدادو كابيلو ومسؤولين كبار آخرين، إن «القتلة والإرهابيين تدربوا على أيدي مدربين كولومبيين». وكان مادورو اتهم منذ السبت سانتوس بالوقوف وراء «الهجوم» الذي وصفته الحكومة الفنزويلية بأنه «محاولة اغتيال فاشلة». ورفض الرئيس الكولومبي رواية كراكاس. لكن مادورو أصر على تأكيد ضلوع سانتوس. وقال في شريط الفيديو: «سأثبت ذلك عبر أدلة وإفادات».
وتبنت مجموعة متمردة غير معروفة مؤلفة من مدنيين وعسكريين «الهجوم» في بيان يحمل توقيع «الحركة الوطنية للجنود المدنيين»، نشر على شبكات التواصل الاجتماعي.
تحدّث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هاتفياً الاثنين مع مادورو مؤكدا له دعمه.
ومع توتر العلاقات بين تركيا والغرب، يبني إردوغان ومادورو تحالفا بين بلديهما. وفي يوليو (تموز)، حضر مادورو حفل تنصيب إردوغان لولاية رئاسية جديدة. وقد رحّب به الرئيس التركي في هذه المناسبة، واصفا إياه بأنه «صديق من فنزويلا، وأحد قادة العالم الجديد المتعدد الأقطاب». وخلال زيارة دولة إلى أنقرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أشاد مادورو «بالحقبة الجديدة» في العلاقات مع تركيا، وأكد أن البلدين يؤمنان بعالم مختلف متعدد الأقطاب. كما حل مادورو ضيفاً غير متوقع على قمة الدول الإسلامية التي دعا إليها إردوغان في ديسمبر (كانون الأول) 2017 لإدانة اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي سياق متصل، قُتل جندي فنزويلي وأصيب اثنان آخران في انفجار لغم مضاد للأفراد أثناء تسييرهم دورية على الحدود مع كولومبيا الأحد، وفق ما ذكر بيان رسمي الاثنين. وقع الحادث في منطقة كاتاتومبو في ولاية زوليا (غرب)، بحسب ما أوضحت القيادة العسكرية في المنطقة. وأضافت أنّ الجنود كانوا «يبحثون عن عناصر تنتمي إلى جماعات عنيفة»، من دون أن توفر مزيدا من التفاصيل.
وفي سياق متصل، أدى إيفان دوكي أمس الثلاثاء اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الستين لكولومبيا، وسط مخاوف من تأثيره المحتمل على عملية السلام بالبلاد. وكان السيناتور السابق دوكي (42 عاما) قد تمكن من هزيمة اليساري جوستافو بترو في جولة إعادة الانتخابات الرئاسية التي أجريت في يونيو (حزيران). وتركز برنامجه الانتخابي على شن حملة على الجريمة والجماعات المسلحة، فضلا عن تخفيض الضرائب على الشركات، ومحاربة الفساد. وانتقد دوكي بعض جوانب اتفاق السلام الذي أبرزه سلفه الرئيس خوان مانويل سانتوس عام 2016 مع حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، ما يزيد المخاوف من أنه قد يعمل على تقويض الاتفاق ما قد يثير بعض عناصر فارك ويجعلهم ينضمون إلى جماعات مسلحة أخرى. ومن المتوقع أن يعين أصغر رئيس في تاريخ كولومبيا الحديث حكومة تتألف من تكنوقراط غير معروفين إلى حد كبير، بحيث يتساوى فيها عدد النساء والرجال. وقاد اتفاق السلام مع فارك إلى تسريح نحو سبعة آلاف من مقاتليها بعد صراع استمر لأكثر من نصف قرن، وأسفر عن مقتل أكثر من 260 ألف شخص، وفقا لـ«المركز الوطني للذاكرة التاريخية» الحكومي.