إسرائيل تسيطر على مصادر مياه غور الأردن

شاب يرفع العلم ماراً بجندي إسرائيلي خلال احتجاج في قرية برادلة ضد السيطرة على المياه (أ.ف.ب)
شاب يرفع العلم ماراً بجندي إسرائيلي خلال احتجاج في قرية برادلة ضد السيطرة على المياه (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تسيطر على مصادر مياه غور الأردن

شاب يرفع العلم ماراً بجندي إسرائيلي خلال احتجاج في قرية برادلة ضد السيطرة على المياه (أ.ف.ب)
شاب يرفع العلم ماراً بجندي إسرائيلي خلال احتجاج في قرية برادلة ضد السيطرة على المياه (أ.ف.ب)

أعلن أهالي منطقة الأغوار الفلسطينية الشمالية، أن بطش قوات الاحتلال الإسرائيلي بمظاهراتهم واعتصاماتهم، يعود إلى إصرارها على السيطرة التامة على مصادر المياه في غور الأردن الغربي.
وأكد مسؤول ملف الأغوار في الحكومة الفلسطينية، معتز بشارات، أن إسرائيل لا تفعل ذلك لأنها تحتاج المياه، بل لأنها تريد لنا نحن الفلسطينيين أن نكون بلا مياه، حتى نفقد مصدر الحياة الأول ونترك لهم أراضينا ونرحل.
وكانت قوات الاحتلال قمعت، أول من أمس الاثنين، وقفة احتجاجية في قرية بردلة بالأغوار الشمالية، ضد سيطرة الاحتلال على مصادر المياه في الأغوار، وتقليص كميات المياه التي تضخ للفلسطينيين في تلك المنطقة. وقال معتز بشارات، إن الجيش الإسرائيلي اعتدى على المشاركين في هذه الوقفة، وأصاب أربعة منهم برضوض، إضافة للاعتداء على الطواقم الصحافية. ثم اقتحم جنود الاحتلال مقر مجلس قروي بردلة، وحاولوا الاعتداء على الموجودين فيه، قبل أن يتمكن الفلسطينيون من طردهم من مبنى المجلس. وأشار بشارات إلى أن الوقفة جاءت احتجاجاً على تقليص الجانب الإسرائيلي كميات المياه لسكان قرى بردلة وكردلة والعين البيضا، بشكل خاص، إضافة للتجمعات السكانية الأخرى في الأغوار، و«هكذا، فإنه لا يوجد مصدر مياه واحد في الأغوار إلا وسيطر عليه الاحتلال، ومنع الفلسطينيين من أصحاب المزارع والثروة الحيوانية من استخدام الينابيع، وما يتم ضخه الآن للمواطنين لا يكفي للشرب».
ويسكن في الأغوار نحو 10 آلاف فلسطيني، منهم 5 آلاف في الأغوار الشمالية، في بيوت من الصفيح وخيام، حيث تمنعهم سلطات الاحتلال من تشييد المنازل، ويعتمدون في حياتهم على تربية المواشي والزراعة.
جدير بالذكر أن مؤسسات دولية وإنسانية تعتبر استمرار الاحتلال في استهداف الفلسطينيين بمنطقة الأغوار، يأتي في إطار استهداف المنطقة، والضغط على سكانها لإخلائها، باعتبارها منطقة حيوية واستراتيجية على المستويين الزراعي والعسكري.



وزير يمني يحذر من مخطط حوثي لإغراق البلاد بالسياحة الطائفية

الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)
الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)
TT

وزير يمني يحذر من مخطط حوثي لإغراق البلاد بالسياحة الطائفية

الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)
الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)

حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني مما وصفه بـ«مخطط حوثي» لإغراق البلاد بالسياحة الدينية ذات البعد الطائفي، متهماً الجماعة بتدمير المعالم الأثرية والتاريخية والثقافية؛ خدمة لأجندتها في تدمير الموروث اليمني.

وقال الوزير الإرياني في تصريح رسمي إن الحوثيين يخططون لاستقدام عشرات الآلاف من إيران وباكستان وأفغانستان ولبنان والعراق، للمناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتهم، تحت غطاء زيارة المراقد الدينية والأضرحة، عبر ما يسمى «مشروع دليل البرنامج السياحي والمعالم السياحية والتاريخية المتعلقة بالهوية الإيمانية وأعلام الهدى».

طلبة في جامعة صنعاء أجبرهم الحوثيون على ترديد «الصرخة الخمينية» (إ.ب.أ)

اتهم الإرياني، وهو أيضاً وزير السياحة والثقافة في الحكومة اليمنية، الجماعة الحوثية بأنها عمدت منذ انقلابها إلى تجريف المعالم السياحية عبر انتهاك حرمة وحصانة الأعيان الثقافية والمواقع الأثرية واستخدامها في العمليات العسكرية وتخزين الأسلحة، كما عملت على نبش المواقع الأثرية بغرض الاتجار بالآثار لتمويل عملياتها العسكرية.

وتخطط الجماعة الحوثية - طبقاً للإرياني - لهدم 500 مبنى أثري في مدينة صنعاء القديمة، المدرجة ضمن قائمة التراث الإنساني من قبل «اليونسكو»، ومن بينها «سوق الحلقة»، إحدى أهم الأسواق الحرفية التاريخية في المدينة؛ بهدف إقامة مزار ديني، وإقامة مناسبات طائفية خاصة بها لا علاقة لها باليمنيين، حيث تعمل، وفق قوله، نحو «التوسع التدريجي في التحول نحو حالة كهنوتية لاهوتية».

وقال وزير الإعلام اليمني إن هذا التحرك الحوثي الخطر المتمثل في فتح «السياحة الدينية» ليس مجرد خطة لتنشيط السياحة، «بل وسيلة خبيثة» لتعزيز النفوذ الإيراني في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وإدخال الخبراء من إيران و«حزب الله»، والمقاتلين إلى الداخل اليمني، مما يعمق الهيمنة الإيرانية ويقوي قبضتها على مقدرات البلاد، ويمثل تهديداً خطيراً لليمن واليمنيين على المستويات السياسية والاجتماعية والفكرية والتركيبة السكانية، وفق تعبيره.

تهديد سياسي واجتماعي

من الناحية السياسية، أشار الإرياني إلى أن هذه الخطوة الحوثية تمثل «محاولة لاستحضار الصراع المذهبي في اليمن، وفرض الانقلاب الحوثي عبر دعم (طائفي) إيراني مباشر تحت غطاء السياحة الدينية، وتحويل البلاد إلى ساحة مفتوحة للتدخلات الإيرانية، وهو ما يهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة، ويعمل على تعميق الأزمة اليمنية وتقويض فرص التهدئة وإحلال السلام».

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

بينما أوضح وزير الإعلام اليمني أنه من الناحية الاجتماعية والفكرية، فإن خطة الحوثيين تهدف إلى الترويج لأفكار ومعتقدات متطرفة مستوردة من إيران وبعيدة كل البعد عن الهوية اليمنية الوسطية، كما تندرج ضمن محاولات الجماعة لتغيير البنية الثقافية والدينية والتركيبة الديمغرافية للمجتمع اليمني، وزرع الانقسامات الطائفية التي تهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي المتماسك وقيم التنوع والعيش المشترك، والتي سادت لقرون بين اليمنيين.

ودعا الإرياني اليمنيين إلى التحلي بالوعي واليقظة تجاه ما وصفه بـ«المخططات الخبيثة»، وإلى الوقوف صفاً واحداً ضد أي محاولة لتكريس النفوذ الإيراني في البلاد تحت أي مسمى، والحفاظ على الهوية الوطنية والعربية التي تحاول ميليشيا الحوثي الإرهابية تجريفها لصالح هوية فارسية تعادي كل ما هو يمني وعروبي، ورهن مستقبل البلد بيد إيران ومشاريعها المأفونة في المنطقة، وفق تعبيره.