شكوى مورينيو المستمرة تهدم استقرار مانشستر يونايتد

تصريحات المدرب البرتغالي الانهزامية تضعف معنويات اللاعبين خصوصاً الصغار منهم

هكذا بدأ مورينيو يتعامل مع لاعبيه
هكذا بدأ مورينيو يتعامل مع لاعبيه
TT

شكوى مورينيو المستمرة تهدم استقرار مانشستر يونايتد

هكذا بدأ مورينيو يتعامل مع لاعبيه
هكذا بدأ مورينيو يتعامل مع لاعبيه

قد تكون التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها المدير الفني لنادي مانشستر يونايتد، جوزيه مورينيو، عقب خسارة فريقه بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد أمام ليفربول في إطار مباريات كأس الأبطال الودية الدولية هي بداية النهاية بين مورينيو ومانشستر يونايتد. وحتى بالنسبة لمورينيو الذي دائما ما يُعلن عن كل شيء في المؤتمرات الصحافية، كانت تصريحاته الأخيرة غير عادية بالمرة، حيث اعترف بأنه سلم نائب الرئيس التنفيذي لمانشستر يونايتد، إد وودوارد، قائمة تضم أسماء خمسة لاعبين من أجل التعاقد مع اثنين منهم، لكنه لم يعد متأكدا مما إذا كان النادي سيتعاقد مع لاعب واحد فقط من هذه القائمة قبل انتهاء فترة الانتقالات الصيفية الحالية غدا.
وأعلن مورينيو أنه لو كان مشجعا لما دفع يورو واحدا من أجل مشاهدة مباراة مانشستر يونايتد أمام ليفربول، رغم أن هذه المباراة تقام بين أشرس متنافسين في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، وتقام ضمن بطولة ودية تدر أموالا طائلة على الأندية التي تشارك بها! وأدلى مورينيو بهذه التصريحات بعد المباراة التي شهدت حضور أعداد غفيرة من الجمهور بلغت 101.254 مشجعا في ملعب جامعة ميشيغان، بعدما لعب مانشستر يونايتد ثلاث مباريات ضمن منافسات البطولة في ملاعب نصفها خاوية أمام كلوب أميركا المكسيكي وسان خوسيه إيرثكويكس الأميركي وميلان الإيطالي. فهل رأت عائلة غليزر الأميركية مالكة النادي أن المدير الفني لمانشستر يونايتد كان يحذر جمهور الفريق من حضور المباراة الأخيرة للفريق أمام ريال مدريد التي أقيمت في ميامي يوم الأربعاء الماضي؟
ولم ينته الأمر عند هذا الحد، لكن كيف يلعب نجم مانشستر يونايتد ألكسيس سانشيز وهو «سعيد للغاية باللاعبين من حوله»، في الوقت الذي يشكك فيه المدير الفني البرتغالي البالغ من العمر 55 عاما في قدرات وإمكانات اللاعبين الشباب الذين يفترض أنه يعمل على تطويرهم وتحسين مستواهم لكي يقودوا النادي في المستقبل؟ وبعد ذلك، وجه مورينيو الانتقادات لقائد الفريق أنطونيو فالنسيا لعدم جاهزيته من الناحية البدنية، كما فتح النار على النجم الفرنسي الشاب أنتوني مارسيال الذي لم يعد للفريق سريعا بعد ولادة طفله، فضلا عن توجيه الانتقادات لحكم المباراة ومساعديه واتهامهم بأنهم «حكام بيسبول» اكتشفوا فجأة أنهم حكام كرة قدم!
كما لم يتوقف مورينيو عن الشكوى المستمرة بسبب بدء معسكر الإعداد للموسم الجديد محروما من 13 لاعبا بسبب حصولهم على عطلات بعد المشاركة في نهائيات كأس العالم. ويجب الإشارة هنا إلى أن الموسم الثالث غالبا ما كان نقطة تحول كبيرة لمورينيو مع الفرق التي تولى تدريبها من قبل، ففي الفترتين اللتين تولى خلالهما قيادة نادي تشيلسي (بين عامي 2004 و2007 ثم بين عامي 2013 و2016)، ثم مع نادي ريال مدريد خلال الفترة بين عامي 2010 و2013، كان الموسم الثالث هو الموسم الذي تتبعثر فيه جميع أوراق المدير الفني البرتغالي ويواجه فيه العديد من المشاكل التي قد تجبره على الرحيل في نهاية المطاف. وفي نفس الوقت، لم يتعاقد النادي في فترة الانتقالات الصيفية الحالية سوى مع اللاعب البرازيلي فريد والظهير البرتغالي ديوغو دالوت البالغ من العمر 19 عاما والذي لا يمتلك خبرات كبيرة تمكنه من تقديم الدعم اللازم للفريق.
ربما يكون مورينيو قد نجح في قيادة مانشستر يونايتد لاحتلال المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، وهو أفضل مركز للفريق منذ موسم 2012-2013 الذي حصل الفريق فيه على اللقب، لكن يجب الإشارة إلى أنه جاء في المركز الثاني متخلفا عن مانشستر سيتي صاحب الصدارة بـ19 نقطة كاملة. وفي الحقيقة، لم يكن مانشستر يونايتد منافسا قويا على لقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، وبالتالي يتعين على مورينيو في موسم 2018-2019 أن يعمل جاهدا على تقليص الفجوة الهائلة بين فريقه وبين مانشستر سيتي حتى يكون قادرا على المنافسة على اللقب.
وفي هذا السياق، يمكن النظر إلى تصريحات مورينيو الأخيرة لوسائل الإعلام على أنها محاولة لحث وودوارد على التعاقد على الأقل مع مدافع ومهاجم من بين الأسماء التي رشحها له. لكن هناك فارق كبير بين الموسم الثالث لمورينيو مع تشيلسي وريال مدريد في السابق والموسم الثالث له مع مانشستر يونايتد هذه المرة، لأن المدير الفني البرتغالي كان قد دخل الموسم الثالث مع تشيلسي وريال مدريد وهو حامل لقب بطولة الدوري ويسعى للبناء على ذلك، لكنه يدخل الموسم الثالث مع مانشستر يونايتد وهو يواجه صعوبات كبيرة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى رحيله عن «أولد ترافورد»، ما لم يبدأ الفريق الموسم الجديد بشكل قوي ويستمر في تحقيق نتائج إيجابية.
وجاءت تصريحات مورينيو في ميشيغان بعد تصريحات انهزامية أخرى في وقت سابق قال فيها إن مانشستر يونايتد سيعاني لكي يحقق الفوز على ليستر سيتي وبرايتون في أول مباراتين للفريق في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي الممتاز نظرا لأن اللاعبين لم يشاركوا في فترة الإعداد لوقت كاف. لكنه لم يشر في نفس الوقت إلى أن ليستر سيتي سوف يدخل هذه المباراة محروما من أبرز نجومه وهو الجزائري رياض محرز الذي انتقل إلى نادي مانشستر سيتي.
ولعل الشيء المثير للسخرية هو أن مورينيو يتمتع بقدر أكبر من الاستقلالية في مانشستر يونايتد مقارنة بما كان عليه في تشيلسي أو ريال مدريد. صحيح أن وودوارد لن ينجح في التعاقد مع كل اللاعبين الذين يريد مورينيو الحصول على خدماتهم – مثل إيفان بيريزيتش من إنترميلان وويليان من تشيلسي بسبب المطالب المالية الكبيرة لأنديتهما ووصول كل منهما إلى عامه التاسع والعشرين - لكن الشيء المؤكد هو أن مورينيو لن يكون مضطرا لمقاومة الضغوط فيما يتعلق بالتعاقد مع لاعبين لم يطلبهم وفُرضوا عليه، كما كان الحال في تشيلسي وريال مدريد، والدليل على ذلك أن نادي تشيلسي قد تعاقد مع أندريه شيفتشينكو ومايكل بالاك دون إرادته.
وفي ريال مدريد، الذي يعمل رئيس النادي فيه وكأنه مدير للكرة في حقيقة الأمر، أثيرت بعض القضايا المماثلة، حيث كان مورينيو قد وقع على عقد جديد مع ريال مدريد لمدة أربع سنوات ونصف في صيف عام 2012 بعد قيادة النادي للحصول على لقب الدوري الإسباني الممتاز، لكن الموسم الثاني كان هو «الأسوأ» للمدير الفني البرتغالي خلال مسيرته التدريبية، على حد قوله، بعدما دخل في خلافات مع نجمي الفريق إيكر كاسياس وكريستيانو رونالدو. وبحلول شهر مايو (أيار) 2013، خسر ريال مدريد اللقب لصالح برشلونة بفارق 15 نقطة كاملة، وخرج من الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، كما هُزم أمام أتلتيكو مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا.
وانتهت فترة ولايته الثانية في تشيلسي بنفس الطريقة، فبعدما اتفق مورينيو على تمديد عقده لمدة أربع سنوات جديدة في السابع من أغسطس (آب) 2015، دخل في خلافات حادة مع طبيبة الفريق، إيفا كارنيرو، بعد نزولها لأرض الملعب لعلاج لاعب الفريق إيدن هازارد في المباراة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز أمام سوانزي سيتي. ورغم أن مورينيو وتشيلسي قد توصلا إلى تسوية مع كارنيرو في وقت لاحق بشأن ادعاء الفصل التعسفي لطبيبة الفريق، أقيل مورينيو من منصبه في ديسمبر (كانون الأول) من ذلك العام، وهو ما مهد الطريق نحو توليه قيادة مانشستر يونايتد قبل عامين من الآن.
ومنذ ذلك الحين، أبرم نادي مانشستر يونايتد عشر صفقات قوية، مقارنة بـ13 لاعبا انتقلوا إلى صفوف مانشستر سيتي منذ قدوم المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا لقيادة الفريق، وهو ما يعني أن مورينيو قد يكون محقا في انتقاداته لسياسة النادي فيما يتعلق بالصفقات الجديدة. ومع ذلك، كانت الصفقة القياسية في تاريخ مانشستر سيتي هي التعاقد مع رياض محرز مقابل 60 مليون جنيه إسترليني، لكن مانشستر يونايتد تجاوز هذا المبلغ المالي في صفقتي روميلو لوكاكو (75 مليون جنيه إسترليني) وبول بوغبا (89.3 مليون جنيه إسترليني). ورغم أن مجلس إدارة مانشستر يونايتد يقدم الدعم لمورينيو بشكل مستمر، فلم يتوقف المدير الفني البرتغالي عن توجيه الانتقادات لمجلس إدارة النادي في المؤتمرات الصحافية.
ويرى كثيرون أنه لو كان غوارديولا هو المدير الفني لمانشستر يونايتد لحقق نتائج أفضل بكثير من تلك التي حققها مورينيو ولم يكن ليحتل المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق 19 نقطة كاملة عن المتصدر! وهناك مخاوف من تراجع نتائج مانشستر يونايتد مع بداية الموسم الجديد ومن أن يتحول المدير الفني «الاستثنائي» إلى المدير الفني «العاجز» فيما يتعلق بقدرته على الوصول إلى القمة.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.