بول ماديلي... 7 لاعبين رفيعي المستوى في لاعب واحد

شارك خلال مسيرته مع فريق ليدز في جميع المراكز ما عدا حراسة المرمى

ماديلي في مواجهة بين ليدز يونايتد وولفرهامبتون عام 1973
ماديلي في مواجهة بين ليدز يونايتد وولفرهامبتون عام 1973
TT

بول ماديلي... 7 لاعبين رفيعي المستوى في لاعب واحد

ماديلي في مواجهة بين ليدز يونايتد وولفرهامبتون عام 1973
ماديلي في مواجهة بين ليدز يونايتد وولفرهامبتون عام 1973

تميز بول ماديلي بأنه لاعب شديد التنوع، وذلك خلال مسيرته الكروية التي امتدت 18 عاماً في صفوف نادي ليدز يونايتد، وذلك خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي. وخلال مسيرته، شارك في جميع المراكز بالملعب، ما عدا حراسة المرمى، مما دفع بزميله في الفريق جوني غايلز لوصفه بأنه «7 لاعبين رفيعي المستوى في لاعب واحد». أيضاً، شارك ماديلي، الذي توفي عن 73 عاماً، في 7 مراكز مختلفة مع المنتخب الإنجليزي، رغم أنه اشتهر بوجه عام مدافعا، خصوصاً في السنوات الأخيرة من مسيرته الكروية.
وكان من شأن التنوع الشديد في مهاراته، أن نجح ماديلي في أن يثبت نفسه عنصرا لا استغناء عنه في أفضل الفرق التي شهدها تاريخ ليدز يونايتد وذلك تحت قيادة المدرب دون ريفي. وتحت قيادة ريفي، شارك ماديلي في الفوز ببطولتي دوري ممتاز، وبطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وبطولتي كأس المعارض الأوروبية، وذلك خلال العصر الذهبي لنادي ليدز يونايتد بين عامي 1965 و1975. ونظراً لولائه الشديد للنادي، ظل ماديلي متشبثاً بـ«ليدز يونايتد» حتى عندما بدأ نجمه في الأفول، واعتزل اللعب عام 1980 برصيد 711 مباراة مع ناديه.
في ظل قيادة ريفي، اشتهر فريق ليدز يونايتد بالتميز الجسماني للاعبيه، لكن في الوقت الذي لم يغفل ماديلي قط واجباته في التعامل مع الكرة، فإنه نجح في إضفاء مستوى أرفع من الأداء على فريقه عبر تمريراته الهادئة الدقيقة وقدرته على قراءة المباراة بنجاح. وفي معظم الوقت، تميز ماديلي بالاتزان والهدوء، ونادراً ما ظهر عليه التوتر أو الضيق. وعليه، نجح اللاعب في إضفاء حالة من الهدوء على فريق تميز بشخصيات قوية.
ولد ماديلي بمنطقة بيستون في ليدز، وهو واحد من 3 أبناء لغلاديز وجون ماديلي. وقد ترك مدرسة «باركسايد» للعمل في شركة تأمين أثناء ممارسته اللعب مدافعا في ناد محلي للهواة يدعى فارسلي سلتيك. وفي سن الـ17، انضم إلى ليدز يونايتد الذي كان مشاركاً بدوري الدرجة الثانية، وجاءت مشاركته الأولى مع الفريق الأول بالنادي بعد عامين، تحديداً عام 1964، في مركز «قلب دفاع»، وعلى امتداد العقد التالي، بدأ مسيرة من الإنجازات.
نادراً ما فوت ماديلي فرصة المشاركة في مباراة مع «ليدز يونايتد» الذي أصبح واحداً من أروع الفرق على مستوى أوروبا، ولعب بسلاسة واضحة في مراكز الظهير الأيمن والأيسر و«سنتر هاف» و«ليبرو»، وعلى كلا طرفي وسط الملعب وكذلك الوسط، ولاعب خط وسط مهاجم؛ أو مهاجم إذا لزم الأمر. وشارك مهاجما في نهائي بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة عام 1968 وفاز خلالها ليدز يونايتد أمام آرسنال، ومرة أخرى في نهائي بطولة المعارض الأوروبية عام 1971 الذي انتهى بالفوز أمام يوفنتوس وارتدى خلاله ماديلي القميص رقم 11 خلال مباراتي الذهاب والإياب، وسجل هدفاً قاتلاً في المباراة الأولى.
ورغم أنه شخصية هادئة ومتواضعة، فإن ماديلي حظي بمكانة رفيعة داخل النادي، وكان المسؤولون بمختلف مناصبهم يحرصون على الإنصات له، ويقال إن تدخله كان العنصر الحاسم الذي أنهى وجود برايان كلوف الذي تولى تدريب النادي مدة 44 يوماً فقط عام 1974. وخلال اجتماع طارئ لمناقشة البداية المثيرة للجدل لكلوف في منصبه الجديد، واجهت أطراف كثيرة صعوبة في توصيل فكرتها إلى مدير النادي، سام بولتون، حتى نهض ماديلي ليعلن بوضوح تام أن «ما يحاول اللاعبون قوله، سيد بولتون، إنه ليس شخصا جيدا»، وكانت هذه العبارة كافية لأن تقرر إدارة النادي الاستغناء عن خدمات كلوف.
مع المنتخب الإنجليزي، أبدى ماديلي قدرا مشابها من التصميم والعزيمة الهادئة. وكانت أول مشاركة له مع المنتخب الإنجليزي عام 1971، لكن كان هذا وقتا متأخرا لما كان يمكن أن تصبح عليه الحال. كان ماديلي قد رفض طلب السير «ألف رامزي» بالانضمام إلى الفريق المشارك ببطولة كأس العالم عام 1970 في المكسيك، بديلاً عن زميله بالفريق بول ريني الذي عانى من كسر في ساقه. وقال ماديلي لرامزي إنه يفضل الذهاب في عطلة مع أسرته بعد موسم شاق مع ليدز يونايتد. ومع هذا، وفي إشارة إلى المكانة الرفيعة التي حظي بها ماديلي على صعيد الكرة الإنجليزية، لم يحمل المدرب ضغينة تجاهه بسبب هذا الموقف.
كان ماديلي قد شارك بصورة أساسية في خط الدفاع، بما في ذلك في مركز «سنتر هاف» بجانب بوبي مور. وشارك مع المنتخب في 24 مباراة، وكانت آخر مباراة دولية له أمام هولندا عام 1977. وربما ساوره الندم لاحقاً على عدم المشاركة في بطولة كأس العالم عام 1970، نظراً لأن إنجلترا لم تتأهل لأي بطولة كبرى خلال فترة مشاركته مع المنتخب. خلال موسم 1980 - 1981، أعلن ماديلي اعتزاله اللعب وهو في منتصف الثلاثينات من عمره، وسرعان ما انتقل لمجال الأعمال بالتعاون مع بعض أفراد أسرته. وبالفعل، ازدهرت شركته وبيعت نهاية الأمر مقابل نحو 30 مليون جنيه إسترليني عام 1987. إلا إنه بداية من مطلع تسعينات القرن الماضي، عانى ماديلي من اعتلال صحته بصور متنوعة. وعام 2003، شخص الأطباء إصابته بداء «باركنسون»، وتوفي نتيجة مضاعفات مرتبطة بهذا المرض.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».