إطلاق حملة أممية لتعزيز المصالحة بين الأفرقاء الليبيين

42 % زيادة بعمليات إنقاذ المهاجرين قبالة السواحل

TT

إطلاق حملة أممية لتعزيز المصالحة بين الأفرقاء الليبيين

في حين أطلقت نائبة الممثل الخاص بالشؤون السياسية في ليبيا ستيفاني ويليامز، حملة لتعزيز المصالحة بين الأفرقاء الليبيين، أظهرت إحصاءات أعلنتها «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون للاجئين» زيادة معدلات إنقاذ المهاجرين قبالة السواحل الليبية بنسبة 42.7 في المائة خلال العام الحالي مقارنة بعام 2017.
ودعت ويليامز التي أعلنت أمس بدء حملة «الصلح خير»، إلى مساندة من قبل وسائل الإعلام للعب «دور حيوي في الحد من التحريض والانقسام، وتعزيز الهوية الوطنية والقيم الديمقراطية، ونشر ثقافة المصالحة، والتفاهم واحترام التنوع للنساء والشباب والأقليات والفئات المهمشة».
وأعرب المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا سلطان حاجيف، عن أمله في أن تصل الحملة إلى نسبة كبيرة من الليبيين، وقال: «ليبيا بحاجة للسلام، وبناء السلام سيحتاج شجاعة، والشعب الليبي شجاع للغاية».
وتمثل مسألة إقرار المصالحة بين الليبيين اهتماماً كبيراً في أجندة عمل البعثة الأممية، خصوصاً في ظل رهن دولة مثل إيطالياً إجراء الانتخابات في البلاد بإتمام المصالحة.
إلى ذلك بحث وزير الشؤون الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، ووزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لوديان «تطورات الأوضاع في ليبيا، ومدى التقدم المسجل في المسار السياسي، الهادف إلى تهيئة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية التي اتفقت مختلف الأطراف الليبية خلال اجتماع باريس المنعقد في مايو (أيار) الماضي على إجرائها قبل نهاية السنة الحالية».
وبحسب وزارة الخارجية التونسية، فقد دعا الجهيناوي إلى استمرار العمل لتجاوز «حالة الجمود التي يعرفها المسار السياسي حالياً، ويساعد على التعجيل بالتوصل إلى حل سياسي ليبي تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة».
على صعيد آخر، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون للاجئين إن «عدد المهاجرين الذي ينقذهم خفر السواحل الليبي قبالة سواحل ليبيا شهد زيادة بنسبة 42.7 خلال العام الحالي مقارنة بالعام 2017».
وأشارت إلى أن خفر السواحل «انتشل جثث 100 مهاجر كانوا في طريقهم إلى أوروبا خلال العام الحالي، مقارنة بنحو 400 خلال الفترة نفسها العام الماضي، فيما اعترضت القوات نفسها أو أنقذت 12633 مهاجراً في البحر المتوسط قبالة السواحل الليبية منذ بداية 2018 وحتى أواخر يوليو (تموز) الماضي».
وأفادت المنظمة بأن «الجنسيات الأكثر حضوراً بين من يتم إنقاذهم خلال عمليات الهجرة، تعود لأشخاص من نيجيريا والسودان وإريتريا ومالي وكوت ديفوار وغينيا والصومال والسنغال وغانا والكاميرون».
وفيما بدا تحدياً مباشراً، أعلنت إدارة البحث والإنقاذ بسفينة الإنقاذ «أكواريوس»، أن السفينة ستنفذ مهام الإنقاذ «دون المثول لأوامر خفر السواحل الليبي، ولن تعيد أشخاصاً إلى ليبيا».
وقال نيك رومانيوك لشبكة «يورو نيوز» الإخبارية، إنهم ملتزمون بالقانون البحري الدولي، وسيتولون «إنقاذ السفن التي نعتقد أنها في محنة، خصوصاً مع وجود احتمال شديد لوفاة بعض الركاب».
وأكد رومانيوك أن عمليات الإنقاذ في «أكورايوس» لن تتولى «إعادة مهاجرين إلى ليبيا لأنها مكان غير آمن».
ويأتي الجدل المصاحب لعمليات الإنقاذ للمهاجرين، مواكباً لبدء مجلس النواب الإيطالي، أمس، التصويت على «المرسوم الحكومي الخاص بمنح زوارق دوريات بحرية إلى ليبيا للتحكم في تدفقات المهاجرين أمام سواحلها، وذلك بعد أن حظي بموافقة مجلس الشيوخ في وقت سابق وبأغلبية كبيرة».
محلياً، قالت الهيئة العامة للكهرباء والطاقات المتجددة في الحكومة المؤقتة الليبية، إن «أوضاع الشبكة في المنطقة الشرقية غير مستقرة، ومن المتوقع أن تصل ساعات تخفيف الأحمال على المناطق الشرقية إلى 3: 4 ساعات، بسبب العجز المتوقع في الطاقة الكهربائية».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.