وزير بريطاني يُرجّح سيناريو «بريكست دون اتفاق»

رجح وزير التجارة البريطاني، ليام فوكس، أن تغادر لندن الاتحاد الأوروبي دون اتفاق بسبب «تعنت» بروكسل، وفق ما نقلت عنه صحيفة «صنداي تايمز» أمس.
وقال الوزير في حكومة تيريزا ماي إن احتمال الانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق بات الآن أكبر، مُلقيا باللوم على كبير مفاوضي التكتل ميشال بارنييه. وقال في مقابلة مع «صنداي تايمز»: «أعتقد أن تعنت المفوضية (الأوروبية) يدفعنا نحو عدم التوصل إلى اتفاق». وأضاف أنه إذا قرر الاتحاد الأوروبي عدم منح الأولوية «لمصلحة الأوروبيين الاقتصادية، فإن بريكست سيكون بيروقراطيا وليس بريكست للشعب، وبالتالي لن تكون هناك سوى نتيجة واحدة».
وأفاد أن بارنييه رفض خطة رئيسة الوزراء البريطانية ماي الأخيرة التي وافقت عليها حكومتها، بحجة أنهم لم يقدموا على مثل هذا الشيء من قبل. وتسببت هذه الخطة في موجة استقالات من الحكومة، كان أبرزها استقالة وزير «بريكست» ديفيد ديفس ووزير الخارجية بوريس جونسون.
وألقى فوكس بالكرة في ملعب الاتحاد الأوروبي، وقال: إن عليه أن «يظهر لنا أن بمقدوره اقتراح ما يمكن أن يكون مقبولا بالنسبة إلينا».
والتقت ماي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة لمناقشة خطتها بشأن «بريكست»، التي أدت إلى انقسامات في حكومتها وفشلت حتى الآن في الحصول على موافقة الاتحاد الأوروبي، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. ولدى رئيسة الوزراء بضعة أشهر فقط للتوصل إلى اتفاق بشأن الخروج المرتقب لبريطانيا من التكتل، في 29 مارس (آذار) 2019. وينبغي التوصل إليه قبيل قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في منتصف أكتوبر (تشرين الأول).
واستقبل ماكرون ماي في مقره الصيفي على الريفييرا الفرنسية، وهي الضيف الأول رفيع المستوى الذي يستقبله الرئيس الشاب في المقر الصيفي للرؤساء الفرنسيين في بريغانسون جنوب شرقي فرنسا، حيث سيمضي أسبوعين.
وبدأ اللقاء مساء الجمعة باجتماع عمل بين المسؤولين، قبل أن تنضم إليهما السيدة الأولى بريجيت ماكرون وزوج رئيسة الوزراء فيليب ماي على عشاء «ودي» في المقر المطل على البحر المتوسط.
ومن المتوقع أن تشرح ماي لماكرون «موقف لندن في المفاوضات حول (بريكست)، وحول مستقبل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي»، بحسب ما أورد الإليزيه. وأضافت الرئاسة الفرنسية أن اللقاء لن يسفر عن إعلان «لأن باريس لا تريد أن تحل محل العملية التي يقودها ميشال بارنييه» المفوض الأوروبي لـ«بريكست» مع لندن.
وجددت وزيرة الشؤون الأوروبية في فرنسا، ناتالي لوازو، التأكيد على «دعم فرنسا الكامل لبارنييه» و«عمله اللافت»، وذلك في بيان نشر الجمعة غداة لقائها مع وزير «بريكست» البريطاني دومينيك راب.
من جانبه، أوضح بارنييه في مقال نشرته صحيفة «لوفيغارو» الخميس: «إننا متفقون على 80 في المائة من اتفاق الانسحاب»، مضيفا: «لكن لا يزال يتعين علينا التوصل إلى اتفاق حول نقاط مهمة»، مشيرا إلى مسألة الحدود الشائكة بين إيرلندا الشمالية المعنية بـ«بريكست» وجمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي.
ويحمل سيناريو الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق كثيراً من المخاوف، خاصة بين رجال الأعمال في بريطانيا. وقد أعرب جيريمي هانت، وزير الخارجية البريطاني، الأسبوع الماضي عن «قلقه» إزاء «مخاطر فعلية بتنفيذ (بريكست) دون اتفاق». فيما حذّر حاكم المصرف المركزي البريطاني، مارك كارني، الجمعة من «مخاطر عالية» و«غير مرغوب بها» بعدم التوصل إلى اتفاق حول «بريكست».
وتمثل فرنسا بالنسبة إلى المملكة المتحدة إحدى العقبات الأساسية أمام تليين موقف الاتحاد الأوروبي في المفاوضات، وهو ما تنفيه باريس. وشدد الإليزيه على أن «عدم التوصل إلى اتفاق حول (بريكست) ليس أمرا نتمناه كشركاء».