قائد «الوحدات» الكردية مستعد للمشاركة في طرد «داعش» من السويداء

قال رئيس «وحدات حماية الشعب» الكردية سبان حمو في حديث إلى «الشرق الأوسط» أمس، إن قواته جاهزة للتوجه إلى السويداء لـ«حماية» أهلها الدروز من تنظيم «داعش»، لافتا إلى عدم وجود «خطة واضحة» في الوقت الراهن لقيام قوات الحكومة السورية بعملية عسكرية في إدلب شمال غربي البلاد.
وتزامن كلام حمو مع إرسال دمشق تعزيزات عسكرية إلى السويداء لشن عملية واسعة ضد «داعش» بعد مفاوضات لنقل عناصر من منطقة وادي اليرموك بين درعا والقنيطرة ضمن اتفاقات تسوية أسفرت عن سيطرة قوات الحكومة على كامل جنوب البلاد وجنوب الغربي واستئناف «القوات الدولية لمراقبة فك الاشتباك» (أندوف) نشاطها في الجولان بين سوريا وإسرائيل.
وقال حمو: «شن داعش هجمات وحشية على أهلنا في السويداء. وجع أهلنا الدروز نفس وجعنا كما حصل مع أهلنا في كوباني (عين العرب) وعفرين (في إشارة إلى هجوم شنته قوات الجيش التركي وفصائل معارضة بداية العام). لا نفرق بين هذه الهجمات والهجمات على أهلنا في السويداء ووحدات الحماية جاهزة لإرسال قوات إلى السويداء لتحريرها من الإرهاب».
وانهارت مفاوضات بين «داعش» ووجهاء السويداء لإطلاق مخطوفين من نساء وأطفال لدى التنظيم ورفض حمود الحناوي أحد شيوخ طائفة الموحدين الدروز في سوريا مطالب «داعش». وقال الشيخ الحناوي لوكالة الأنباء الألمانية: «طلب داعش عبر وسطاء نقل عناصر التنظيم من حوض اليرموك في ريف درعا الغربي إلى منطقة البادية في ريف السويداء الشرقي، وتراجع القوات الحكومية السورية عن قرى بادية السويداء مقابل الإفراج عن 13 امرأة معتقلة من قرى شريحي والشبكي ورامي» في ريف السويداء. وقال: «لا علاقة لنا بمسلحي داعش في منطقة حوض اليرموك، وأمرهم لا يخصنا. نريد إطلاق سراح المعتقلات، وتسليم جثث عناصر تنظيم داعش وعددهم 80 جثة، إضافة إلى عدد من الجرحى مقابل إطلاق سراح المعتقلات».
وأسفرت هجمات وعمليات انتحارية عن مقتل نحو 250 من السويداء نهاية الشهر الماضي، ذلك في أعنف عملية لـ«داعش» منذ سنوات على المنطقة ذات الغالبية الدرزية. ومنذ ذلك، وأهالي السويداء في حالة استنفار وتأهب لمواجهة «داعش» وإبعاده عن الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، تحسباً لهجمات من طرفين: البادية شرق المدينة وحوض اليرموك غربها.
وبعد إرسالها تعزيزات عسكرية إلى محافظة السويداء، تعد دمشق لهجوم في محورين: الأول باتجاه ريف السويداء الشرقي، والآخر باتجاه منطقة اللجاة في ريف السويداء الغربي، شمال مدينة درعا. وإذ أشار حمو إلى تقديم عرض المساعدة في السويداء إلى «الأطراف المعنية»، قال إن «وحدات الحماية» أثبتت أنها ناجحة في قتال تنظيم داعش والإرهابيين، إذ إنها حررت ضمن «قوات سوريا الديمقراطية» ثلث مساحة البلاد من التنظيم.
وكان مسؤولون في «الوحدات» وذراعها السياسي «حزب الاتحاد الديمقراطي» أعلنوا رغبتهم المشاركة في هجوم على إدلب أو شن هجوم على عفرين في حال شنت قوات الحكومة على إدلب. لكن حمو قال: «لا أرى أن هناك خطة واضحة لأي عمل عسكري في إدلب كي نقدم مقترحات»، لافتا إلى أن «العمليات العسكرية مستمرة من الوحدات في عفرين وأن الهجمات ستتصاعد من مرور الوقت».
تزامن كلام حمو مع إعلان «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «الوحدات» الكردية عمودها الفقري، أمس سيطرتها على كامل الحدود السورية - العراقية ضمن عملية «عاصفة الجزيرة» المدعومة من التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة أميركا. وتضم «قوات سوريا الديمقراطية» 50 ألف مقاتل تشكل «الوحدات» أكثر من نصف عددهم.
ونُقل أمس عن مجلس دير الزور العسكري أن «قوات سوريا الديمقراطية» أكملت سيطرتها على كامل صحراء دير الزور شرق البلاد وطردت «داعش» من المنطقة بالكامل بحيث باتت المنطقة من شرق نهر الفرات وصولاً إلى الحدود الإدارية لمحافظة الحسكة تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية». ولا يزال عدد من البلدات شمال مدينة البوكمال، الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة وميلشيات إيرانية، تحت سيطرة «داعش».
وقال مسؤول كردي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» أمس إن الأميركيين أكدوا أكثر من مرة لـ«الوحدات» أنهم باقون شمال شرقي سوريا وأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائهما في هلسنكي ذلك. وأوضح المسؤول: «تبغلنا من الجيش الأميركي أنهم باقون لمنع عودة داعش وحصول فراغ يؤدي إلى التطرف أو أن تملأه إيران. كما اتفقنا مع الجيش الأميركي على خطة العام المقبل 2018 - 2019 التي تتضمن تدريبات عسكرية وتأمين الاستقرار ومحاربة خلايا نائمة تابعة لداعش».
وكان المبعوث الرئاسي الأميركي بريت ماغورك طلب في رسالة خطية من دول التحالف الدولي ضد «داعش» توفير مبلغ 300 مليون دولار أميركي خلال اجتماع عقد في بروكسل منتصف الشهر الماضي. علما أن دولا إقليمية دفعت 150 مليون دولار لدعم الاستقرار ونزع الألغام باعتبار أن الرئيس ترمب لا يزال يراجع قراره تجميد مبلغ 200 مليون كانت مخصصة لـ«دعم الاستقرار».