مخاوف من عقوبات على روسيا قد ترسل الروبل إلى الهاوية

مخاوف من عقوبات ضد الدين العام الروسي قد ترسل الروبل إلى الهاوية (رويترز)
مخاوف من عقوبات ضد الدين العام الروسي قد ترسل الروبل إلى الهاوية (رويترز)
TT

مخاوف من عقوبات على روسيا قد ترسل الروبل إلى الهاوية

مخاوف من عقوبات ضد الدين العام الروسي قد ترسل الروبل إلى الهاوية (رويترز)
مخاوف من عقوبات ضد الدين العام الروسي قد ترسل الروبل إلى الهاوية (رويترز)

على الرغم من ظهور مؤشرات يبدو معها وكأن الاقتصاد الروسي تجاوز مرحلة الأزمة وبدأ «يستعيد عافيته»، وربما ينتقل إلى النمو، فإنه يبقى رهينة العوامل الجيوسياسية، وتعقيدات العلاقات الأميركية - الروسية بصورة خاصة.
وبعد الانطباعات الإيجابية التي خلفتها القمة المتكاملة الأولى، التي لم تكن مجرد «لقاء على هامش» فعاليات ما، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في هلسنكي منتصف الشهر الماضي، وحالة الارتياح التي خلفتها تلك القمة في السوق الروسية، تجددت أمس التحذيرات من خطورة عقوبات أميركية جديدة ضد قطاعات محددة غاية في الحساسية من الاقتصاد الروسي، قد ترسل الروبل مجدداً نحو الهاوية، وتكون تداعياتها أكثر إيلاماً من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على كبار رجال الأعمال الروس في أبريل (نيسان) الماضي، وتسببت لهم في خسائر زادت على 16 مليار دولار خلال يوم واحد.
وحذرت مجموعة «سيتي غروب» الائتمانية من تعرض الروبل الروسي لضربة موجعة جداً، وخسائر كبيرة بحال قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات ضد سندات الدين الروسي العام. وقالت المجموعة في تقرير، أمس، إن سعر صرف الروبل الروسي قد يتراجع نحو 15 في المائة، أي حتى مستوى 72 إلى 73 روبلاً أمام الدولار، إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضد الدين العام الروسي.
وأشار خبراء إلى أن مثل هذا التطور ممكن بحال تم اعتماد «السيناريو الأسوأ» للعقوبات، أي فرض حظر يمنع الشركات والمؤسسات والمستثمرين الأجانب من شراء سندات الدين الفيدرالي الروسي، أو الاحتفاظ بها. أما إذا اقتصرت العقوبات على الإصدار الجديد من السندات فقط، فإن خسائر الروبل ستكون أقل، وسيفقد من قيمته نحو 5 في المائة فقط.
ونقلت «بلومبيرغ» عن خبراء من ممثلية «سيتي غروب» في موسكو، ساهموا في صياغة التقرير، تحذيرهم من أنه «على الرغم من أن أعضاء الكونغرس الأميركي في عطلة حالياً، ويستبعد أن يتمكنوا من فرض عقوبات جديدة، فإن المخاطر تبقى قائمة بأن تقر الولايات المتحدة مثل تلك القيود (على السندات الفيدرالية الروسية) في وقت لاحق».
وأوضح الخبراء، أن «هرب رؤوس الأموال على خلفية فرض مثل تلك القيود، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى إضعاف الروبل». وإذ لم توضح المجموعة الأسباب التي دفعتها إلى الاعتقاد بتوجه الولايات المتحدة نحو فرض عقوبات جديدة ضد روسيا، فإن المواقف التي أكد عليها ترمب مؤخراً تشير إلى عزم البيت الأبيض مواصلة الضغط على الكرملين عبر الاقتصاد.
وعقب محادثاته نهاية الشهر الماضي مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، الذي عبّر عن رفضه تمديد العقوبات تلقائياً ضد روسيا، أكد ترمب أن العقوبات الأميركية ضد روسيا ستبقى دون أي تغيير.
الحديث عن احتمال استهداف العقوبات الأميركية مجالاً غاية في الحساسية بالنسبة لروسيا، مثل سندات الدين الفيدرالي العام، ليس بالأمر الجديد؛ إذ اقترح مشرعون أميركيون مطلع العام الحالي فرض عقوبات على الإصدار الجديد من سندات الدين العام الروسية؛ إلا أن وزارة الخزانة الأميركية رفضت حينها الاقتراح، وحذّرت من أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تداعيات سلبية تتجاوز روسيا وتطال سوق المال العالمية.
وكررت الوزارة موقفها هذا في مطلع أبريل الماضي، وأكد الوزير ستيفين منوتشين في أعقاب جلسة في الكونغرس تمسكه بما جاء في التقرير مطلع العام حول عدم توسيع العقوبات الأميركية لتشمل سندات الدين العام الروسي.
وحسب تقرير عن وزارة الخزانة الأميركية، فإن سوق سندات الدين العام الروسية، وهي واحدة من أضخم أسواق الدول الناشئة، تجذب المستثمرين الأجانب. وحسب معطيات نهاية الربع الثالث من عام 2017، فإن إجمالي سندات الدين العام الفيدرالي الروسي بلغت قيمتها 160 مليار دولار، تزيد حصة المستثمرين الأجانب فيها عن الثلث. ويتوقع أن تزيد قيمة السندات الفيدرالية الروسية خلال العام الجاري. وبموجب قانون الميزانية، يحق لوزارة المالية الروسية إصدار سندات دين عام خلال 2018، بالعملة الوطنية، بما لا يزيد على 1.485 تريليون روبل، وبالعملة الأجنبية ما لا يزيد على 7 مليارات دولار أميركي.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».