المشهد: نظرة خاطئة

> عندما سئل مدير مهرجان فينيسيا في المؤتمر الصحافي الذي عقد في روما لإعلان برنامج المهرجان الرسمي قبل أيام عن سبب غياب أفلام النساء، أي تلك التي حققتها مخرجات إناث، رد قائلاً إن إدارة المهرجان لم تجد في الأفلام المقدمة إليها والتي كانت من إخراج نساء ما هو جدير بالتقديم وأضاف: «لن نقوم بإدراج أفلام ضعيفة لكي نُظهر أننا نعير المرأة الاهتمام الكافي».
> هذا يأتي على عكس المبدأ الذي يعصف بعدد من المهرجانات الأخرى التي تريد أن تثبت انفتاحها فتختار أفلاماً أنثوية الإخراج للبرهان على فكرة هي ليست من عماد المبادئ التي من أجلها تُقام المهرجانات أو لا تقام.
> ماذا لو لوحظ، على سبيل المثال، غياب أفلام تاريخية أو غياب أفلام أفريقية أو لاتينية؟ ماذا لو أن هذه الأفلام لم تكن متوفرة أو أن المتوفر منها لم يكن بالمستوى المطلوب؟ الأمر ذاته ينطبق على الأفلام عموماً سواء أخرجها الرجل أو أخرجتها المرأة أو الغوريللا شيوباكا الذي يظهر في سلسلة «ستار وورز».
> فكرة أن يكون هناك اشتراك لأفلام نسائية من باب المساواة هي أكثر ضرراً للمرأة من مبدأ أن تكون مساوية للرجل بإبداعها وموهبتها. كذلك هي ليست من الأقليات لكي نطالب المهرجانات بإتاحة الفرصة لها. حتى وإن اعتبرنا أنها «أقلية» فإن صلاحية الفيلم المشترك، بصرف النظر عن مخرجه هو ما يجب أن يُراعى وحده.
> إعلام اليوم يريد اصطياد المواقف ولا يهمه إذا ما جاءت مسابقة مهرجان ما جيدة أو منهارة تحت وطأة الاعتبارات. وهو مبني على استنساخ ملاحظات بات بعض مدراء المهرجانات قلقين بسببها خشية أن يتهموا بأنهم أعداء المرأة.