المحكمة الإسرائيلية تؤجل القرار النهائي بشأن مصير الخان الأحمر

اقتراحها بنقل سكانه إلى مكان آخر قوبل بالرفض ومواصلة الاحتجاج وحملات التضامن

محتجون يرفعون الأعلام الفلسطينية على امتداد الطريق إلى الخان الأحمر (أ.ف.ب)
محتجون يرفعون الأعلام الفلسطينية على امتداد الطريق إلى الخان الأحمر (أ.ف.ب)
TT

المحكمة الإسرائيلية تؤجل القرار النهائي بشأن مصير الخان الأحمر

محتجون يرفعون الأعلام الفلسطينية على امتداد الطريق إلى الخان الأحمر (أ.ف.ب)
محتجون يرفعون الأعلام الفلسطينية على امتداد الطريق إلى الخان الأحمر (أ.ف.ب)

قررت المحكمة الإسرائيلية العليا، أمس (الأربعاء)، تأجيل البت النهائي في مسألة إخلاء السكان الفلسطينيين من منطقة الخان الأحمر، جنوبي شرق مدينة القدس، بعد أن رفضوا اقتراحها نقلهم إلى مكان آخر. وبناءً عليه، قرر الأهالي مواصلة الاحتجاج على قرار تهجيرهم وهدم مساكنهم.
وكانت المحكمة قد أكدت قرارها السابق من شهر مايو (أيار) الماضي، بتهجير الأهالي من مكان سكناهم، بدعوى أنهم بنوا بيوتهم بلا ترخيص، كما يجب عليهم ذلك حسب القانون الإسرائيلي. وخلال جلسة المحكمة التي استمرت خمس ساعات، انتقد القضاة موقف الحكومة الإسرائيلية التي لا توفر لهم بديلاً إنسانياً مناسباً لسكناهم. ثم عرض القضاة اقتراحاً عليهم: أن يوافقوا على الرحيل من المكان شرط أن توفر لهم الحكومة بديلاً مناسباً. وأكد القضاة تمسكهم بقرارهم السابق بهدم القرية وتهجير سكانها.
ولكن طاقم الدفاع عن أهالي قرية الخان الأحمر، رفض الترحيل وأكد تمسك الجميع بحقهم في أرضهم وبيوتهم ومدرستهم، وقدم الطاقم مخططات تفصيلية تتيح منحهم شرعية الأبنية في الخان الأحمر. وحسب قانون «التخطيط والبناء الأردني» الساري بالضفة الغربية، يسمح بتقديم مخططات تفصيلية وهيكلية لشرعنة المساكن. وأكدوا أن هذه المنطقة هي منطقة محتلة يسري عليها القانون الأردني. لكن حتى بموجب «القوانين الداخلية» التي تستخدمها الإدارة المدنية التابعة لسلطات الاحتلال، يمكن تجميد قرارات الهدم لحين البت بالمخططات التفصيلية.
وكما هو متوقع، رفضت نيابة الاحتلال هذا العرض، وأصرت على تنفيذ قرار المحكمة بإخلاء الفلسطينيين؛ إذ إنها تعد لمشروع استيطاني كبير في المنطقة.
وبناءً عليه، قرر قضاة المحكمة العليا تأجيل البت في التماس أهالي الخان الأحمر، وأمهلوا طاقم الدفاع عنهم والنيابة العامة خمسة أيام لتقديم ادعاءات مكتوبة بشأن الالتماس، وبعدها سيقرر القضاة إصدار قرار نهائي أو عقد جلسة جديدة.
المعروف أن قرية الخان الأحمر تضم نحو 200 مواطن من عرب الجهالين الفلسطينيين، ومدرسة تقدم خدمات التعليم لـ170 طالباً من سكانها وسكان المناطق المجاورة. وتحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدم البيوت والمدرسة لتنفيذ مشروع استيطاني استراتيجي يعرف باسم «E1»، ويرمي إلى الاستيلاء على 12 ألف دونم، تمتد من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، وبالتالي فصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها، وعزل مدينة القدس الشرقية المحتلة عن الضفة، وعرقلة أي إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية العتيدة. وتستقطب هذه المعركة حملة تضامن واسعة في الضفة الغربية؛ إذ يعتصم المئات من المواطنين مع الأهالي في خيامهم، وتستقطب حملة تضامن واسعة في العالم، وخصوصاً في دول الاتحاد الأوروبي. وقد حضر جلسة أمس مندوبون عن سفارات أوروبية عدة وعضوا الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) من «القائمة المشتركة، الدكتور أحمد الطيبي والدكتور يوسف جبارين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.