عن عمر يناهز 66 عاماً توفي الأسبوع الماضي في العاصمة الإيرانية طهران كاميار شابور؛ الابن الوحيد للشاعرة الإيرانية الشهيرة فروغ فرخزاد والكاتب الساخر برويز شابور، والذي ترك انفصال والديه في بداية حياته جرحاً عميقاً في نفسه.
تعددت مواهبه الأدبية والفنية في الشعر والرسم والموسيقى. صدرت له مجموعتان شعريتان بعنوان «عشق تمثال برونزي» و«الأضواء الذهبية المعطّرة»، كما أشرف على إصدار رسائل والدته لأبيه في مؤلف حمل عنوان: «أولى نبضات قلبي العاشق».
وكانت والدته قد خصته بأكثر من قصيدة في دواوينها السابقة. هنا ترجمة لقصيدتي «قصيدة لك» و«شبح الليل»:
- قصيدة لك
من أجلكَ أكتب هذه القصيدة
في غروب صيف ظامئ
في منتصف هذا الطريق المشؤوم
في القبر المندرس لهذا الحزن الأبدي
إنها آخر ترنيمة تجاور مهدك
فلتتعالى هذه الصرخة الوحشية ذات يوم
في أفق شبابك
دع ظلي الحائر ينأى وينفصل عن ظلك
وسنصل معاً ذات يوم
إلى حيث لا أحد بيننا سوى الله
إلى باب مظلم أسندتُ
جبيني المترع بالألم
وبدافع الأمل أخدش بأصابعي
هذا الباب المشرع على الألم
لقد كنت ذلك المفجوع المقترن بالعار
الساخر من الكلام اللاذع
قلت فلأكن صدى كينونتي
لكنني واأسفاه امرأة كنتَ
عندما تقع نظرات عينيك البريئتين على هذا الكتاب
المبعثر الذي لا بداية له
سوف ترى التمرد المتجذر للعصور
مزدهراً في كل صوت وأغنية
هنا النجوم برمتها صامتة
هنا الملائكة كلها باكية
هنا براعم وردة مريم برمتها
أقل قيمة وقدراً من أشواك الصحراء
هنا على قارعة كل طريق
يجلس وحش الكذب والرياء والنفاق
لا أرى في السماء المعتمة
نوراً من صباح اليقظة النير
دع عينيّ تمتلئان مجدداً بحبات الندى
لقد غادرت ذاتي
كي أزيح الستار من على الوجوه الطاهرة للمريميات
تحررت من ساحل السمعة الطيبة
في صدري نجمة الإعصار
يا للأسى... الفسحة الداكنة للسجن
هي فسحة شعلة غضبي
إلى باب مظلم
أسندت جبيني المترع بالألم
وبدافع الأمل أحك أصابعي الرقيقة الباردة
على هذا الباب المشرع
أدرك جيداً مشقة السجال
مع هؤلاء الزاهدين المنافقين
مدينتنا أيها الطفل الحبيب
ستصير عشّاً للشيطان
ذات يوم
حين تقع عينك بحسرة على هذه الأغنية الممتزجة بالألم
ستبحث عني في ثنايا قصائدي
وتخاطب نفسك: لقد كانت أمي
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
- شبح الليل
نمْ يا طفلي الصغير... نمْ
أغمضْ عينيك فقد حلّ الليل
أغمضْ عينيك فهذا الشبح الأسود
جاء مبتسماً ويده ملطخة بالدماء
ضع رأسك في حضني المتعب
أنصت لوقع أقدامه
لقد انكسر جذع شجرة الدردار المسنّة
حين وطئته قدم الشبح
آه... دعني أسدل الستائر
على جميع نوافذ الدار
لئلا يطل علينا من النوافذ بين حين وحين
بعيونه الطافحة بالنار والدم
من لهيب أنفاسه احترق راعي الغنم
في تلك البرية الصامتة
صه... فهذا الشبح الأسود الثمل
يستمع إلى صوتك خلف الباب
أذكر أن طفلاً مشاغباً
آذى أمه المتعبة ذات يوم
فانبثق من الظلمات شبح الليل
واختطف الطفل فجأة
يهتز زجاج النوافذ
كلما جاء الشبح صارخاً
يزمجر بصوته المرعب: أين ذاك الطفل؟
أنصت إنه يخبط الباب بقبضتيه
هيا انصرف أيها المقرف
انصرف فإنني أمقت ملامحك
هيهات أن تخطف ابني مني
وأنا يقظة وهو بين ذراعي
فجأة تبدد صمت البيت
وصرخ شبح الليل: آه
كفي يا امرأة فلستُ خائفاً منك
فثيابك ملوثة بالمعصية... أجل بالمعصية
شبح أنا ولكنكِ أكثر فظاعة مني
أأم أنت وثيابك ملطّخة بالعار
آه... أبعدي رأسه عن حضنك
هيهات أن يهدأ هذا الطفل البريء بين ذراعيك
يخبو الصوت... وفي نيران الألم
ينصهر كما الحديد فؤادي
أنتحبُ: كامي كامي
آه... ارفع رأسك عن حضني