زيارة رئيسة تايوان لأميركا تنذر بغضب صيني

TT

زيارة رئيسة تايوان لأميركا تنذر بغضب صيني

أعلنت الحكومة التايوانية، أمس، أن الرئيسة تساي اينغ وين ستمرّ بالولايات المتحدة الشهر المقبل أثناء جولة خارجية تشمل باراغواي وبيليز، في خطوة من شأنها إثارة غضب الصين.
وشهدت تايوان تراجع موقعها الدبلوماسي مع قرار جمهورية الدومينيكان، تلتها بوركينا فاسو، إقامة علاقات مع بكين. ولم تعد تعترف بالجزيرة إلا 18 دولة في العالم، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وستمرّ تساي بلوس أنجليس وهيوستن في إطار جولة ستشمل باراغواي وبيليز، مقررة من 12 إلى 20 أغسطس (آب).
ولدى سؤاله عما إذا كانت تساي تنوي لقاء مسؤولين أميركيين أثناء توقفها في الأراضي الأميركية، أجاب نائب وزير خارجية تايوان جوزي ليو: «من المفترض أن يتمّ تأكيد التفاصيل». ولا تعطي تايوان بشكل عام تفاصيل كثيرة بشكل مسبق حول مسارات زيارات الرئيسة، خوفا من قدرة الصين على إلحاق الضرر بهذه الجولات الدبلوماسية.
والعام الماضي، مرّت تساي بهاواي وغوام أثناء جولة في ثلاث دول مطلة على المحيط الهادي. واحتجت بكين بشدة لدى واشنطن، داعية «الولايات المتحدة إلى احترام مبدأ الصين الموحدة».
وفي حين أن تايوان هي بحكم الأمر الواقع مستقلة، وتخضع لحكم منفصل عن الصين القارية منذ 1949، تطالب الصين بسيادتها وتمنع شركاءها من إقامة علاقات دبلوماسية مع الجزيرة، تحت شعار «مبدأ الصين الموحدة». ولم تستبعد الصين استعادة الجزيرة بالقوة في حال أُعلِن استقلالها رسميا.
ومنذ وصول تساي اينغ وين إلى الحكم في 2016، قطعت الحكومة الشيوعية علاقاتها الرسمية بالرئيسة التايوانية التي يدعم حزبها «الحزب الديمقراطي التقدمي» تقليديا الاستقلال.
وبالموازاة مع ذلك، كثّفت الصين ضغطها العسكري والدبلوماسي. ويجري الجيش الصيني مناورات عسكرية على مقربة من تايوان. وتمكنت بكين من إقناع شركات أجنبية كبيرة بالإشارة على مواقعها الإلكترونية إلى أن الجزيرة جزء من الأراضي الصينية.



الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.