قمة روسية ـ تركية ـ فرنسية ـ ألمانية حول سوريا في سبتمبر

وسط مخاوف أنقرة من احتمالات هجوم النظام على إدلب

جنود أتراك فوق عرباتهم المدرعة في دوريات قرب منبج شمال سوريا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
جنود أتراك فوق عرباتهم المدرعة في دوريات قرب منبج شمال سوريا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

قمة روسية ـ تركية ـ فرنسية ـ ألمانية حول سوريا في سبتمبر

جنود أتراك فوق عرباتهم المدرعة في دوريات قرب منبج شمال سوريا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
جنود أتراك فوق عرباتهم المدرعة في دوريات قرب منبج شمال سوريا الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن رؤساء كل من تركيا وروسيا وفرنسا والمستشارة الألمانية، سيعقدون اجتماعا في إسطنبول في السابع من سبتمبر (أيلول) لبحث الملف السوري.
وقال إردوغان إن إسطنبول ستستضيف قمة تركية روسية ألمانية فرنسية في 7 سبتمبر لنناقش ما يمكننا القيام به. مضيفا: «في هذا الاجتماع الرباعي سنناقش مشكلات المنطقة وجدول أعمال القمة الثلاثية لتركيا وروسيا وإيران بشأن سوريا».
ونقلت وسائل الإعلام التركية أمس الأحد عن إردوغان، قوله في تصريحات للصحافيين الذين رافقوه إلى جوهانسبرغ لحضور قمة «بريكس»، إن تركيا ستستمر بالطبع في إقامة علاقات مع روسيا خارج القمة الرباعية، مشيراً إلى أنه بعد القمم الثلاثية لتركيا وروسيا وإيران في سوتشي وأنقرة، سيعقد اجتماع في طهران.
والتقى إردوغان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس الماضي، على هامش قمة بريكس، التي تضم في عضويتها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وقد شارك فيها إردوغان كون بلاده الرئيس الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي، وتم بحث الملف السوري بجميع تفاصيله.
واستبق إردوغان لقاءه بوتين، بالقول، إنه سيتناول معه المستجدات الشائكة في محافظة درعا جنوب سوريا، وملف إدلب في الشمال، مشيراً إلى إمكانية وقوع أحداث طارئة وغير متوقعة في هاتين المحافظتين، وأضاف: «نريد أن يكون الشعب السوري محمياً من الهجمات، خاصة تلك التي تنفذها بعض (المنظمات الشرسة)، وسنعمل على تأمين الحماية من خلال التباحث حول هذه القضايا».
ولفت إلى الأوضاع في منطقة تل رفعت ومنبج، قائلا إن التطورات فيهما لا تسير في الاتجاه المطلوب.
من جانبه، أعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، أن التسوية في سوريا كانت من أهم ملفات لقاء إردوغان وبوتين.
حضر اللقاء وزيرا الدفاع والخارجية التركيان خلوصي أكار ومولود جاويش أوغلو ورئيس المخابرات هاكان فيدان، وجاء الاجتماع وسط قلق في أنقرة من تهديدات النظام في إدلب والقلق من التقارب الروسي الميركي حول سوريا، عقب لقاء بوتين مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ومع تزايد التكهنات باحتمال قرب بدء هجوم كبير للنظام السوري على محافظة إدلب مع قرب إنهاء عملياته العسكرية في جنوبي سوريا، ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية أن الجيش السوري أنهى استعداداته لبدء هجوم بري واسع من محاور عدة لتأمين كامل ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لريف جسر الشغور غرب إدلب، وهي الخطوة الأخيرة التي ستمهد للهجوم على مدينة إدلب.
وتصاعدت مخاوف تركيا من حدوث هجوم عسكري روسي سوري مشترك على إدلب قد يؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة وموجة نزوح جديدة ضخمة من جانب 3 ملايين مدني، ولذلك حذر إردوغان في اتصال هاتفي مع بوتين الأسبوع قبل الماضي من انهيار مسار آستانة، وقال المتحدث باسم الخارجية التركية، إن تركيا «لا تريد أبدا أن يتكرر في محافظة إدلب السيناريو الذي شهدته الغوطة الشرقية وشمال حمص ويشهده حاليا جنوب غربي سوريا».
وفي هذا السياق، ترددت أنباء عن تقديم تركيا طروحات متعددة إلى روسيا من أجل التوصل إلى حل يضمن تجنيب إدلب أي هجوم عسكري وإنهاء وجود التنظيمات الإرهابية في المدينة، وقالت مصادر روسية وسورية كما أكدت مصادر قريبة من الحكومة التركية، إن أنقرة قدمت خطة تحمل اسم «ورقة بيضاء حول إدلب» تتضمن إعادة التيار الكهربائي والمياه وعودة المرافق الحياتية والخدمية وفتح طريق حلب دمشق وإزالة السواتر والحواجز من منطقة دارة عزة نحو حلب الجديدة، كما تستضيف تركيا اجتماعات موسعة لإقناع جميع الفصائل العسكرية في إدلب بتسليمها الأسلحة الثقيلة، على أن تضمن روسيا عدم هجوم النظام وأن تبقى هذه المناطق تحت إدارة تركية في الفترة المقبلة.
وبدأ الجيش التركي خلال الأيام الأخيرة إقامة جدران إسمنتية عازلة في بعض مناطق إدلب شمال سوريا، لتحصين نقاط المراقبة التي أقامها في منطقة خفض التصعيد في المدينة.
على صعيد آخر، سيرت القوات التركية والأميركية الدورية المستقلة الـ21 على طول الخط الفاصل بين منطقة عملية «درع الفرات» ومدينة «منبج»، شمالي سوريا.
وقال بيان أصدرته رئاسة الأركان التركية إن عناصر من القوات التركية ونظيرتها الأميركية سيرت الدورية في المنطقة المذكورة أول من أمس.
وبدأ الجيشان تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية «درع الفرات» بريف حلب الشمالي، ومنبج في 18 يونيو (حزيران) الماضي في إطار خريطة الطريق التي توصلت إليها أنقرة وواشنطن في الرابع من الشهر نفسه والتي تتضمن إخراج مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية من المدينة وإدارتها بشكل مشترك حتى تشكيل إدارة محلية من سكانها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.