الغموض يلف مقتل أسقف مصري داخل أحد الأديرة

TT

الغموض يلف مقتل أسقف مصري داخل أحد الأديرة

خيم الغموض على ملابسات وفاة الأسقف المصري، إبيفانيوس، والذي تم العثور عليه ميتاً داخل أحد الأديرة في ساعة مبكرة من صباح أمس، وفي حين تحدثت تقارير معتبرة عن العثور على جثمان الرجل (64 عاماً) «مهشم الرأس»، التزمت الكنيسة الأرثوذكسية بانتظار نتائج التحقيقات التي بدأتها الجهات الأمنية والقضائية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة، الأب بولس حليم، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القضية في سلطة جهات التحقيقات، وخارجة عن الكنيسة أو الدير حالياً»، وأضاف في تصريح مقتضب: «سننتظر التحقيق، ولا بد من التأكد (من الملابسات) قبل الحديث».
وإبيفانيوس، تم ترسميه من قبل الكنيسة في عام 2013 كأسقف ورئيس دير الأنبا أبو مقار بوادي النطرون بمحافظة البحيرة (100 كيلومتر شمال غربي القاهرة).
وفي بيانها الرسمي، بشأن الحادث قالت الكنيسة، إن «الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس مقاريوس بوادي النطرون عثر عليه ميتاً داخل ديره»، واستكملت: «إنه نظراً إلى أن غموضاً أحاط بظروف وملابسات رحيله، تم استدعاء الجهات الرسمية وهي تجري تحقيقاتها بشأن هذا الأمر»
ولم تحدد الكنيسة، موعداً لإجراءات الجنازة ومراسم تشييع الأسقف، وقالت إنها ستعلنها لاحقاً.
ونقلت تقارير صحافية مصرية مختلفة عن مصادر كنسية، أنه تم العثور على جثمان إبيفانيوس «مهشم الرأس».
ونعى بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني، الأسقف إبيفانيوس، وقال إن حياته «اتسمت بالوداعة والتواضع والتجرد والنسك، مع العلم الغزير الذي أثمر تعاليم ودراسات مميزة في فروع العلوم الكنسية المختلفة».
وكذلك تقدم الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، بتعازيه في وفاة إبيفانيوس، إذ إنه كان عضواً بمجلس إدارة «مركز الدراسات القبطية» بالمكتبة، وكذلك كان عضواً باللجنة الفنية لمشروع «إعادة إحياء كتب التراث».
وأضاف الفقي أن «الراحل قدم نموذجاً للعالم المتواضع والراهب الزاهد، الذي يشارك بدأب واجتهاد في خدمة الوطن والثقافة».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.