عباس: موقفنا من المصالحة معروف... وسننقله إلى مصر

قال إن قانون القومية الإسرائيلي جزء من صفقة القرن وسيواجهه من رام الله حتى الأمم المتحدة

تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء في مستهل اجتماع اللجنة التنفيذية (أ.ف.ب)
تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء في مستهل اجتماع اللجنة التنفيذية (أ.ف.ب)
TT

عباس: موقفنا من المصالحة معروف... وسننقله إلى مصر

تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء في مستهل اجتماع اللجنة التنفيذية (أ.ف.ب)
تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء في مستهل اجتماع اللجنة التنفيذية (أ.ف.ب)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن وفدا فلسطينيا سيصل إلى مصر اليوم، حاملاً موقفاً واضحاً بخصوص المصالحة الفلسطينية، في إشارة إلى الرد المرتقب على الاقتراحات المصرية الأخيرة بشأن المصالحة الداخلية.
وأضاف عباس في مستهل اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أمس، أن «الأشقاء المصريين أرسلوا لنا موضوعا أو فكرة عن موضوع المصالحة، وغداً (اليوم) سيذهب وفد يحمل موقفاً فلسطينياً واضحا بخصوص المصالحة الوطنية». وتابع أن «الوفد الفلسطيني لا يحمل رداً على أحد، لأنه عندما نتحدث في هذا الموضوع، فإننا نتحدث عن الموقف الفلسطيني الذي اتخذناه في 12 أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، وهو الموقف الذي نحن ثابتون عليه».
ويشير عباس إلى اتفاق المصالحة الذي جرى في القاهرة بين حركتي «فتح» و«حماس» والذي تضمن بنودا مختلفة أهمها تسليم قطاع غزة لحكومة التوافق الفلسطينية. وكانت مصر سلمت «فتح» و«حماس» قبل نحو أسبوعين ورقة مقترحات جديدة لدفع عجلة المصالحة.
وتستند الأفكار المصرية إلى اتفاق المصالحة الأخير، وذلك عبر تطبيقه بالتدرج، أي عبر مراحل مرفوقة بجدول زمني (68 يوما) لكن مع تغييرات تقوم على اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تتولى شؤون الضفة والقطاع، وتعمل على إجراء انتخابات عامة جديدة، والاتفاق على حلول واضحة مسبقاً وملزمة لمشكلة الجباية المالية وموظفي حكومة «حماس» السابقة.
وتطالب الورقة بوقف أي إجراءات ضد قطاع غزة، والبدء بتوظيف كوادر حركة حماس المدنيين (نحو 20 ألفاً) بعد عودة الوزراء إلى وزارتهم وتسلمها بالكامل، كما تطالب الورقة بإعادة رواتب موظفي السلطة كاملة ودفع السلطة للموازنات التشغيلية للوزارات والمؤسسات الحكومية. لكن لم تشمل الاقتراحات حلولاً واضحة لمسائل أخرى، مثل كيفية السيطرة على الأجهزة الأمنية، ومصير العسكريين التابعين لـ«حماس»، والمؤسسة القضائية، والسلاح.
ويوجد في الورقة اقتراح بخصم رواتب موظفي «حماس» الأمنيين من أموال الجباية التي ستتلقاها السلطة. وفيما وافقت حركة «حماس» فورا على الورقة المصرية، تحفظت «فتح» عليها.
ونشرت «الشرق الأوسط» موقف حركة «فتح» الذي تمسك قبل أي شيء بتمكين حكومة التوافق، وسيطرة حقيقية وليست شكلية في قطاع غزة وتشمل المعابر والأجهزة الأمنية والقضاء وسلطة الأراضي إضافة إلى الجباية المالية.
ومبدئياً، رفضت فتح ربط قضية موظفي السلطة والإجراءات التي اتخذها الرئيس ضد غزة بالمصالحة باعتبار أن ذلك قرار يعود للرئيس ويخص موظفي السلطة، وليس لأي جهة علاقة به ولا يجوز أن يكون اشتراطاً، كما أنها رفضت اقتطاع أي مبالغ من الجباية المالية لصالح موظفي حماس العسكريين، وأكدت على أن تمكين الحكومة أولا وتسلمها كل شيء، هو الذي سيفتح الباب لتشكيل حكومة وحدة وطنية وليس قبل ذلك، كما أكدت على أن ملف منظمة التحرير يناقش بعد إنهاء الانقسام وليس أثناء ذلك.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» بأن حديث الرئيس عباس يختصر الموقف الثابت للحركة بضرورة تطبيق اتفاق المصالحة الذي وقع العام الماضي ومختصره هو تمكين حكومة الوحدة. وأضافت المصادر «الرسالة المختصرة، هي كل شيء أو لا شيء».
ويعد التحرك المصري الجديد أهم تقدم يحدث على المصالحة منذ توقف قبل أشهر طويلة، بعد خلافات حول الجباية المالية، والسيطرة على المعابر والأمن والقضاء، والموظفين ومصير أراض حكومية. واتهمت «حماس» أمس حركة «فتح» بأنها تراوح مكانها.
وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، بأن حركة «فتح»، ما زالت تراوح مكانها في التعامل مع ملف المصالحة وتحاول كسب الوقت. ولم تأخذ المصالحة الفلسطينية الحيز الأكبر على طاولة اللجنة التنفيذية أمس، باعتبار أن الموقف منها واضح ومفهوم. لكن ركز الاجتماع أكثر على قانون القومية اليهودي المثير للجدل.

قانون القومية
ووصف عباس القانون الإسرائيلي بأنه إلغاء لحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. وقال بأنه «يلغي كل ما هو غير يهودي مع الأسف في الأراضي الفلسطينية، وهذا أمر لا يمكن أن نقبل به وسنتوقف عنده طويلا حتى نتخذ الإجراءات المناسبة لمواجهته من هنا إلى الأمم المتحدة».
وأصدرت اللجنة التنفيذية للمنظمة بيانا قالت فيه بأن تحقيق المُصالحة الوطنية يتم من خلال تحمل حكومة الوفاق مسؤولياتها وصلاحياتها كاملة غير منقوصة في قطاع غزة، والاحتكام لإرادة الشعب عبر إجراء انتخابات عامة.
وتوقفت اللجنة التنفيذية مطولا أمام قانون القومية العنصري الذي أقرته الكنيست الإسرائيلية يوم 19-7-2018. واعتبرته «نقطة ارتكاز لصفقة القرن وجزءا لا يتجزأ منها، لجهة تدمير المشروع الوطني الفلسطيني وإلغاء حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967».
ودعت اللجنة التنفيذية المجتمع الدولي «لمساءلة ومحاسبة دولة إسرائيل لإقرار هذا القانون العنصري الذي رسخ نظام الأبارتايد ضد أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية ويحصر حق تقرير مصير لليهود فقط، ويستخدم الإملاءات وفرض الحقائق الاحتلالية بضم القدس الشرقية المحتلة واعتبارها جزءا لا يتجزأ من القدس (عاصمة دولة إسرائيل) كما جاء أيضا في قانون القومية العنصري، ويشرعن الاستيطان الاستعماري، والتطهير العرقي ومصادرة الأراضي وهدم البيوت»، مؤكدا أن قرار سلطة الاحتلال (إسرائيل) بهدم التجمع السكاني البدوي في قرية الخان الأحمر، مرحلة من مراحل البدء في تنفيذ الضم القسري لأراضي دولة فلسطين المحتلة، وللبدء في المشروع الاستيطاني الاستعماري المعروف باسم إي وان (E1)».
وقالت اللجنة بأنها استمعت للجنة تنفيذ قرارات المجلس الوطني الفلسطيني وأقرت تقريرا ووافقت على تقديمه رسميا للمجلس المركزي الفلسطيني في جلسته المزمع عقدها في الجزء الأول من شهر أغسطس (آب) المقبل، وبما يشمل إنهاء الانقسام ومظاهره كافة، ومواجهة وإفشال ما يسمى بصفقة القرن، وتحديد العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية مع إسرائيل، إضافة إلى باقي قرارات المجلس الوطني.
وقررت اللجنة التنفيذية تشكيل لجنة لتفعيل دوائر ومؤسسات منظمة التحرير، واستقلاليتها وإلغاء كل ما يتعارض مع القوانين والأنظمة واللوائح المعمول بها.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».