فابيوس «متشائم» ويشكك في جدوى «جنيف2».. كيري يرجح استئناف مساعدة «الحر»

فابيوس «متشائم» ويشكك في جدوى «جنيف2».. كيري يرجح استئناف مساعدة «الحر»
TT

فابيوس «متشائم» ويشكك في جدوى «جنيف2».. كيري يرجح استئناف مساعدة «الحر»

فابيوس «متشائم» ويشكك في جدوى «جنيف2».. كيري يرجح استئناف مساعدة «الحر»

قال الأمير تركي الفيصل، مدير المخابرات السعودية السابق، إن معارضي الرئيس السوري بشار الأسد يواجهون وضعا صعبا منذ بداية الصراع السوري؛ لأن الولايات المتحدة وبريطانيا رفضتا مساعدتهم. وجاء ذلك بينما عبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن تشاؤمه بشأن الوضع في سوريا كما شكك في نجاح مؤتمر «جنيف2» للسلام المقرر عقده في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل في جنيف.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا علقتا المساعدات غير القتالية لشمال سوريا الخميس الماضي بعد تقارير أفادت بأن الجبهة الإسلامية استولت على مبان تخص المجلس العسكري السوري التابع للجيش السوري الحر على الحدود مع تركيا.
وانتقد الأمير تركي هذا القرار قائلا إن البلدين تركا الجيش السوري الحر المعتدل يدافع عن نفسه. ونقلت وكالة رويترز عن الأمير تركي قوله على هامش مؤتمر السياسة العالمي (وورلد بوليسي كونفرنس) في موناكو أمس: «الأمر الأكثر ضررا هو أنه منذ بداية هذا الصراع ومنذ ظهور الجيش السوري الحر كرد على إفلات الأسد من العقاب لم تتقدم بريطانيا والولايات المتحدة لتقديم المساعدات الضرورية للسماح له بالدفاع عن نفسه وعن الشعب السوري أمام آلة القتل التابعة للأسد». وتابع: «هناك وضع يملك فيه طرف الأسلحة كما هو الحال بالنسبة لنظام الأسد مع دبابات وصواريخ.. والطرف الآخر يصرخ طالبا الحصول على أسلحة دفاعية في مواجهة هذه الأسلحة الفتاكة التي يملكها الأسد».
وقال إن «الجيش السوري لم تهضمه مجموعات معارضة أخرى. الجيش السوري الحر حي وموجود في دمشق وحلب وحماه وحمص ودير الزور.. لكنني أصف سوريا الآن بجرح مفتوح يجذب أسوأ أنواع البكتيريا».
وأحجمت الدول الغربية عن تقديم أسلحة ثقيلة للمعارضة السورية المسلحة مثل راجمات الصواريخ المضادة للدبابات؛ خشية احتمال وصولها إلى جهة خطأ. وقال الأمير تركي إنه يرى أن النجاح في وقف هذا الصراع هو إنهاء نظام الأسد.
وكانت مصادر في المعارضة السورية قالت إن من المقرر أن يعقد قادة من الجبهة الإسلامية التي تمثل اتحادا لست جماعات رئيسية لمقاتلي المعارضة محادثات مع مسؤولين أميركيين في تركيا خلال الأيام المقبلة في انعكاس لمدى التفوق الذي حققه تحالف الجبهة الإسلامية على ألوية الجيش السوري الحر.
وقال أحد مقاتلي المعارضة من الجبهة الإسلامية إنه يتوقع أن تناقش المحادثات ما إذا كانت الولايات المتحدة ستساعد في تسليح الجبهة وتكليفها بمسؤولية الحفاظ على النظام في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بشمال سوريا.
كما عبر الأمير تركي عن أمله أن تكون إيران «جدية» بعد توقيع اتفاق جنيف بين طهران وواشنطن حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، لكنه طالب بإجراءات ثقة. وقال: «إيران تأتي إلينا بابتسامة عريضة. نأمل أن يكونوا جديين أولا وقبل كل شيء أن تسحب إيران مقاتليها من سوريا، وأن تطلب من مقاتلي حزب الله (اللبناني الشيعي حليف طهران) والوحدات الشيعية العراقية الانسحاب» من هذا البلد.
من جانبه، عبر وزير الخارجية الفرنسي عن تشاؤمه بشأن الوضع في سوريا. وقال خلال المؤتمر، الذي ضم مسؤولين سياسيين واقتصاديين: «في سوريا فإنني للأسف متشائم تماما».
وكانت فرنسا من أول الدول الغربية التي تقدم مساعدات عسكرية غير قتالية للجيش السوري الحر رغم أنها كانت أيضا أول دولة غربية تعترف بالائتلاف الوطني السوري بوصفه الممثل الوحيد للشعب السوري.
وقال فابيوس: «نعمل على نجاح محادثات جنيف، ولكن لدينا قدر كبير من الشك في ذلك. إذا لم ينجح مع الأسف فإن هذا سيعني أن هذا البلد الذي يعاني سيستمر في المعاناة بالإضافة إلى جيرانه».
وأحبط فابيوس التوقعات بشأن محادثات جنيف واعترف لأول مرة بأن المعارضة السورية المعتدلة تواجه صعوبة. وقال: «بشار الأسد يقول إنه سيرسل ممثلين لجنيف. ورغم أن للأسد أخطاء كثيرة فإنه ليس أبله.. فلا نستطيع أن نرى سببا يجعله يسلم كل سلطاته. وبالنسبة للمعارضة التي ندعمها فهي تواجه صعوبة كبيرة».
وفي تطور لاحق أمس، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن المساعدة الأميركية غير القاتلة للجيش السوري الحر قد تستأنف «سريعا جدا».
وأضاف كيري في مقابلة مع شبكة «إي بي سي» الأميركية: «لكنني أعتقد أنه من المطلوب توخي الحذر وضمان القيام بهذا العمل بشكل متأن. لا أحد يريد أن يكتفي بإعادة ملء مخزن قد يفرغ مرة أخرى».
وأكد كيري أن الإدارة الأميركية تعتمد على الدبلوماسية لحل النزاع في سوريا، مشيرا إلى التحضيرات لعقد مؤتمر «جنيف 2»، وإلى الإجراءات التي اتخذت لإزالة ترسانة الأسلحة الكيماوية للنظام السوري.
وتابع كيري أنه «لا أحد يريد التورط في الحرب السورية، لأن هذا البلد كما تعلمون غارق في بازار من المواجهات الدينية مع كل أنواع التدخلات».



زيلينسكي يرى أن فصلاً جديداً يبدأ لأوروبا والعالم بعد 11 يوماً فقط مع تنصيب ترمب

فولوديمير زيلينسكي في اجتماع «مجموعة الاتصال» (أ.ب)
فولوديمير زيلينسكي في اجتماع «مجموعة الاتصال» (أ.ب)
TT

زيلينسكي يرى أن فصلاً جديداً يبدأ لأوروبا والعالم بعد 11 يوماً فقط مع تنصيب ترمب

فولوديمير زيلينسكي في اجتماع «مجموعة الاتصال» (أ.ب)
فولوديمير زيلينسكي في اجتماع «مجموعة الاتصال» (أ.ب)

عدَّ الرئيس الأوكراني أنه من الواضح أن فصلاً جديداً يبدأ لأوروبا والعالم بأسره بعد 11 يوماً فقط من الآن، أي 20 يناير (كانون الثاني) الحالي يوم تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، قائلاً: «هو الوقت الذي يتعين علينا فيه التعاون بشكل أكبر»، و«الاعتماد على بعضنا بعضاً بشكل أكبر، وتحقيق نتائج أعظم معاً... أرى هذا وقتاً للفرص».

الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك (أ.ب)

وقال فولوديمير زيلينسكي إن النشر المحتمل لقوات الدول الشريكة في أوكرانيا «هو من أفضل الأدوات» لإجبار روسيا على السلام، مطالباً في كلمة خلال اجتماع الخميس في ألمانيا لـ«مجموعة الاتصال» التي تضم أبرز حلفاء كييف في قاعدة رامشتاين العسكرية في ألمانيا: «دعونا نكن أكثر عملية في تحقيق ذلك».

وعدّ زيلينسكي أن انتشار قوات غربية في أوكرانيا سيساعد «في إرغام روسيا على السلام»، ورأى أيضاً أن أوروبا تدخل «فصلاً جديداً» من التعاون وستتاح لها «فرص جديدة» مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في وقت لاحق من هذا الشهر، في حين أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الخميس، حزمة مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار خلال الاجتماع.

زيلينسكي مع وزير الدفاع الألماني (أ.ب)

ولم يحدد زيلينسكي ما إذا كان يتحدث عن إرسال الغرب قوات قتالية أو قوات حفظ سلام جزءاً من أي تسوية لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات.

ومنذ أسابيع، تكثر التكهنات حول شروط مفاوضات سلام في المستقبل، إذ إن دونالد ترمب وعد بوضع حد للحرب «في غضون 24 ساعة» من دون أن يحدد كيفية القيام بذلك. إلا أن الرئيس الأميركي المنتخب عاد وعدل من توقعاته لإنهاء الحرب قائلاً إنه يأمل أن يتم ذلك خلال ستة أشهر من تنصيبه رئيسا في 20 يناير الحالي.

وفي ظل هذه الأوضاع، تكبَّدت أوكرانيا ضربة جديدة، الاثنين، مع تصريحات صادرة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا الأوكرانيين «إلى مناقشات واقعية حول المسائل المتعلقة بالأراضي» لإيجاد تسوية للنزاع، محذراً من عدم وجود «حل سريع وسهل». حتى بولندا الداعم الكبير لكييف، فتحت الباب على لسان وزير خارجيتها أمام احتمال حصول تنازلات عن أراضٍ «بمبادرة من أوكرانيا».

وتطالب موسكو أن تتخلى كييف عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئياً. فضلاً عن القرم التي ضمتها في 2014، وأن تعزف عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وهي شروط يعدّها زيلينسكي غير مقبولة.

وما زالت تسيطر روسيا على نحو 20 في المائة من الأراضي الأوكرانية حتى الآن في حين سرعت تقدمها في شرقها في الأشهر الأخيرة.

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الخميس، حزمة مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا. وأوضح أوستن أن الحزمة تتضمن «صواريخ إضافية لسلاح الجو الأوكراني ومزيداً من الذخائر، وذخائر أرض - جو وعتاداً آخر لدعم طائرات (إف - 16) الأوكرانية». وشدد على أن «القتال في أوكرانيا يعنينا جميعاً».

فولوديمير زيلينسكي مع لويد أوستن (أ.ب)

في ظل إدارة جو بايدن، شكلت الولايات المتحدة الداعم الأكبر لكييف في تصديها للغزو الروسي موفرة مساعدة عسكرية تزيد قيمتها عن 65 مليار دولار منذ فبراير (شباط) 2022. وتلي واشنطن في هذا المجال، ألمانيا الداعم الثاني لكييف مع 28 مليار يورو. لكن ذلك، لم يكن كافياً لكي تحسم أوكرانيا الوضع الميداني بل هي تواجه صعوبة في صد الجيش الروسي الأكثر عدداً، لا سيما في الجزء الشرقي من البلاد.

وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الخميس، أن الاتحاد الأوروبي «مستعد» لقيادة جهود الدعم العسكري لأوكرانيا «في حال لا تريد الولايات المتحدة القيام بذلك». وشددت كالاس كذلك قبل اجتماع المجموعة على أنها «على ثقة» بأن واشنطن «ستواصل دعمها لأوكرانيا». وأضافت: «مهما كانت هوية رئيس الولايات المتحدة ليس من مصلحة أميركا أن تكون روسيا القوة العظمى الأكبر في العالم». وتابعت كالاس: «الاتحاد الأوروبي مستعد أيضاً لتولي هذه القيادة إذا لم تكن الولايات المتحدة مستعدة للقيام بذلك».

وفي حديثها للصحافيين، كما نقلت عنها وكالات عدّة، قالت إنه في هذه المرحلة «لا ينبغي لنا حقاً التكهن» بشأن الدعم الأميركي المستقبلي، لافتة إلى أن الولايات المتحدة لديها مصالح كبيرة في أوروبا. وأصرت كالاس: «أنا متأكدة من أنه (عندما) تتولى القيادة منصبها، فإنها تستطيع أيضاً رؤية الصورة الأكبر».

كما استغل زيلينسكي اللقاء «لحث» حلفاء أوكرانيا على مساعدة كييف في بناء «ترسانة من الطائرات المسيّرة» لاستخدامها ضد القوات الروسية على الخطوط الأمامية وخارجها. وشدد على أن «الطائرات المسيّرة هي أمر غير بالفعل طبيعة الحرب (...) المسيّرات تردع العدو، تبقيه على مسافة».

جاءت هذا التصريحات بعد إعلان الجيش الأوكراني الأربعاء أنه ضرب ليلاً مخزن وقود في روسيا يقع على بعد 500 كيلومتر من الحدود بين البلدين، قال إن سلاح الجو يستخدمه لقصف أوكرانيا.

كما وصف زيلينسكي هجوم قواته على منطقة كورسك الغربية في روسيا بأنه أحد «أكبر انتصارات أوكرانيا، ليس فقط في العام الماضي، لكن طوال الحرب».

وأعلنت موسكو نهاية الأسبوع أنها صدت هجوماً أوكرانياً جديداً في منطقة كورسك الروسية الحدودية، حيث تسيطر القوات الأوكرانية على مئات الكيلومترات المربّعة منذ الهجوم الذي شنّته في أغسطس (آب) 2024. ولم يعلق زيلينسكي على ذلك.

أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق «تلغرام»، الخميس، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 46 من أصل 70 طائرة مسيَّرة معادية أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة الماضية.

أعلن إيفان فيديروف، حاكم مدينة زابوريجيا الأوكرانية، الخميس، أن 113 شخصاً على الأقل أصيبوا في هجوم روسي بالقنابل الانزلاقية على المدينة الواقعة بجنوب أوكرانيا. وأضاف فيديروف عبر تطبيق «تلغرام» أن 59 شخصاً يعالَجون في المستشفى بعد الهجوم الذي وقع عصر الأربعاء، وخلف 13 قتيلاً.

وبحسب السلطات الأوكرانية، نفذ الهجوم باستخدام قنبلتين تزنان 500 كيلوغرام واستهدف موقعاً صناعياً. وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو دماراً عند مصنع «موتور سيش» لمحركات الطائرات الذي ينتج أيضا مسيَّرات للجيش الأوكراني.

وقالت السلطات إن أضراراً لحقت بأربعة مبانٍ إدارية ونحو 30 سيارة إلى جانب ترام. وتقع المدينة على مسافة 30 كيلومتراً فقط من خط الجبهة بين القوات الروسية والأوكرانية.

وتسقط المقاتلات الروسية القنابل الانزلاقية على الأراضي التي تسيطر عليها روسيا على مسافة آمنة من الدفاعات الجوية الأوكرانية ثم يتم توجيهها لهدفها. والأهداف ليس لديها تقريباً أي دفاع ضدها.