وفد تجاري سعودي كبير في كردستان لبحث فرص الاستثمار

يترأسه السفير الشمري ويضم 35 من كبار رجال الأعمال في مختلف المجالات

TT

وفد تجاري سعودي كبير في كردستان لبحث فرص الاستثمار

وصل وفد تجاري سعودي كبير إلى أربيل أمس برئاسة السفير السعودي لدى بغداد، عبد العزيز الشمري، وعضوية خمسة وثلاثين من كبار رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين في مختلف المجالات.
وأجرى الوفد، وهو الأكبر من نوعه الذي يزور الإقليم حتى الآن، مباحثات فور وصوله مع رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني والوزراء المعنيين في حكومة الإقليم تناولت سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الإقليم والمملكة العربية السعودية، في مختلف المجالات في مقدمتها قطاع التجارة والإسكان والنفط.
وأكد محافظ أربيل نوزاد هادي في تصريح للصحافيين لدى استقباله أعضاء الوفد التجاري السعودي، أن الوفد يزور الإقليم بشكل رسمي ويضم رئيس الغرف التجارية السعودي، وسيعقد الثلاثاء مؤتمراً موسعاً، مع رجال الأعمال في الإقليم بغية تشكيل هيئة مشتركة للتعاون الاقتصادي بين الطرفين على غرار الهيئة المشتركة القائمة في بغداد بين رجال الأعمال السعوديين والعراقيين.
وأضاف هادي «إن زيارة الوفد السعودي تعتبر بداية في غاية الأهمية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وإقليم كردستان في شتى المجالات».
من جهته، رحب دارا جليل خياط، رئيس غرفة تجارة أربيل، مبينا لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الزيارة تهدف إلى توطيد العلاقات بين رجال الأعمال من الجانبين وستسهم في تحريك عجلة الاقتصاد والاستثمار في المنطقة. وأشار إلى أنه سيكون هناك جدول حافل للوفد الزائر وستكون هناك عدة لقاءات واجتماعات لإيجاد فرص حقيقية وجادة وبناء شراكات تجارية واقتصادية تخدم الطرفين. وقال أيضا إن زيارة الوفد السعودي تهدف أيضا إلى الاتفاق على الاستثمار مستقبلا فيه، وأضاف: «سيكون هناك اجتماع بين رجال الأعمال السعوديين ونظرائهم في إقليم كردستان، بالإضافة إلى غرفة التجارة في الإقليم لغرض تعزيز التعاون وبحث آلية الاستثمار في كردستان على أن يتم فتح مكتب استثمار مشترك مستقبلا».
ويرى خياط أن هذه الزيارة تأتي في وقت مهم للغاية بعد القضاء على خطر تنظيم داعش في العراق والانفتاح الكبير على مختلف دول العالم وقال: «تربطنا بإخوتنا في السعودية روابط كبيرة تاريخية واقتصادية، ونحن نتمنى أن تستثمر هذه العلاقات على المستوى البعيد، ونطمح لأن نرى مختلف المنتجات السعودية هنا في مدن الإقليم، وكما نطمح أيضاً لوجود سعودي تجاري صناعي قوي».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.