السعودية تبحث عن «حلول هجومية» في «آسيا»

عودة الهزاع و«المواليد» وبروز أسماء جديدة خيارات متوقعة لاستعادة اللقب الغائب

بيتزي أمام مهمة صعبة في كأس آسيا («الشرق الأوسط»)
بيتزي أمام مهمة صعبة في كأس آسيا («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية تبحث عن «حلول هجومية» في «آسيا»

بيتزي أمام مهمة صعبة في كأس آسيا («الشرق الأوسط»)
بيتزي أمام مهمة صعبة في كأس آسيا («الشرق الأوسط»)

يتقدم المهاجم القادر على ترجمة الفرص لأهداف دوماً قائمة المدربين الذين يتولون مهمة الإشراف على المنتخبات الوطنية وفرق كرة القدم، لما يشكله من إضافة فنية على أرض الملعب وترجيح كفه منتخبه أو فريقه لحصد لقب البطولة المنافس عليها.
وينتظر أن تكون المهمة في أولويات القائمين على الأخضر السعودي قبل المشاركة في منافسات بطولة كأس أمم آسيا 2019 والتي ستسضيفها الإمارات في يناير (كانون الثاني) إلى مطلع فبراير (شباط) المقبلين وسط تطلعات الأخضر لتحقيق اللقب القاري الغائب عن خزائنه منذ 1996 وهي البطولة التي استضافتها ذات الدولة على أراضيها في التسعينات الميلادية.
الأخضر السعودي يقف أمام معضلة ظلت ملازمة له في السنوات الأخيرة وبدأت أكثر جدية في بطولة كأس العالم الأخيرة التي استضافتها روسيا والتي ودعها سريعاً من دور المجموعات وتبدو هذه المعضلة فنية تتعلق بغياب المهاجم الهداف الذي يعتمد عليه المدرب في قائمته الأساسية.
في نهائيات كآس العالم الأخيرة لجأ الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي المدير الفني للمنتخب السعودي إلى خيارات متعددة حيث استهل مشاركته في المونديال بالزج بالمهاجم محمد السهلاوي في مواجهة روسيا التي خسرها الأخضر بخماسية دون رد، قبل أن يعود في المواجهة الثانية أمام منتخب أوروغواي إلى تكتيكه في المباريات الودية بإشراك فهد المولد كمهاجم وهمي وهو الأمر الذي استمر في مباراتي أوروغواي ومصر.
المهاجم الوهمي، تكتيك حديث نسبياً في عالم كرة القدم تقوم مهامه على أخذ أدوار المهاجم الصريح دون الخضوغ للرقابة المطلقة من قبل متوسطي دفاع الفريق المنافس، وهي أحد النماذج التي نجحت في عالم كرة القدم الأوروبية.
الاعتماد على المهاجم الوهمي وإن بدأ في ظاهر أمره تكتيكا حديثا فإنه جاء لنتيجة مشكلة غياب المهاجم الصريح إلا أن نجاحه يحتاج لاعبا من مواصفات خاصة أو ما يعرف باللاعب متعدد الأدوار حيث يتطلب من «شاغل المركز» أن يقوم بمهام المهاجم الهداف وصانع الألعاب لزملائه، إضافة لأهمية امتلاكه للسرعة والقدرة على المراوغة ومخادعة المدافعين والتسديد المباغت من خارج منطقة الجزاء كما يفعل الأرجنتيني ليونيل ميسي مع فريقه برشلونة وهو أحد أبرز من يشغل هذا المركز في عالم كرة القدم.
في السعودية تسند مهام المهاجم الوهمي للاعب «فهد المولد» لكن السؤال المباشر يظل حاضراً بصورة دائمة هل نجح المولد في شغل المركز؟
بصورة مبدئية تبدو الإجابة هي عدم نجاح المولد في هذا المركز لافتقاده لعدد من مقومات ومتطلبات «المهاجم الوهمي» إلا أن ذلك «حكم عام» يحتاج إلى قليلاً من التفصيل، فقد يحتاج المولد لقليل من الوقت للظهور بصورة أفضل بمركزه الجديد خاصة وأن المهمة أسندت له في بطولة كأس العالم وجعلت اللاعب تحت ضغوط كبيرة إضافة إلى ابتعاد اللاعب عن أجواء المباريات لفترة طويلة بسبب بقائه على مقاعد البدلاء أو خارج التشكيلة في مسيرته الاحترافية مع فريق ليفانتي الإسباني.
عقب إسدال الستار على منافسات كأس العالم وبالتحديد المشاركة الخامسة للمنتخب السعودي أعلن اتحاد كرة القدم السعودي عن تجديد عقد الأرجنتيني بيتزي رغبة منه في الاستقرار الفني لقصر المدة الزمنية أمام بطولة آسيا 2019، لكن السؤال الذي يطرح نفسه قبل انطلاق الموسم الجديد «ما هي حلول الأخضر لخط الهجوم قبل بطولة الإمارات القادمة؟»
في قائمة المنتخب السعودي منذ فترة زمنية طويلة ظل اسم المهاجم محمد السهلاوي ثابتاً عن غيره من زملائه المهاجمين في كرة القدم السعودية «ناصر الشمراني، ونايف هزازي» اللذين ابتعدا عن الواجهة لأسباب متعددة أو «مهند عسيري» الذي يحضر كلاعب احتياط دون أن يشارك بصورة كبيرة.
وقبل انطلاق الموسم الكروي الجديد في السعودية تبدو هناك متغيرات قد تساهم في سوء حال خيارات المنتخب الهجومية قبل البطولة القارية المرتقبة خاصة قرار رفع عدد اللاعبين الأجانب من 6 إلى ثمانية لاعبين يشارك منهم سبعة بصورة أساسية فيما يظل اللاعب الثامن على مقاعد البدلاء.
وبنظرة سريعة فإن حظوظ مشاركة ثنائي خط هجوم المنتخب السعودي بحسب قائمته الأخيرة تبدو ضبابية، حيث ما زال محمد السهلاوي مهاجم فريق النصر مهدداً بالبقاء كلاعب احتياطي في حال تعاقد إدارة ناديه مع لاعب أجنبي في المركز ذاته في ظل رفع عدد اللاعبين الأجانب، أما «مهند عسيري» لاعب النادي الأهلي فباتت حظوظه بالمشاركة قليلة جداً بعد تعاقد إدارة ناديه مع المهاجم دجانيني تفاريس هداف الدوري المكسيكي ليحضر بجوار السوري عمر السومة هداف الفريق الأخضر في السنوات الأخيرة.
وقبل تعاقد الأهلي مع هداف الدوري المكسيكي كانت مشاركة «مهند عسيري» محدودة في ظل حضور السومة كلاعب أساسي، إلا أن عسيري نجح في إثبات نفسه خلال الدقائق القليلة التي يتحصل عليها للمشاركة مع ناديه الأهلي في المواسم الماضية.
أمام هذه المتغيرات التي صاحبت تراجع مستويات مهاجمي المنتخب السعودي في الأساس تبدو مهمة الأرجنتيني بيتزي صعبة في البحث عن حلول هجومية تساهم في تعزيز صفوف الأخضر وتزيد من حظوظه في المنافسة على لقب البطولة القارية.
حلول المنتخب السعودي الهجومية قبل البطولة القارية تبدو شبه محصورة في ثلاثة خيارات، الأولى منها بعودة المهاجم هزاع الهزاع لاعب فريق الاتفاق للواجهة من جديد عقب تماثله للشفاء من إصابته بالرباط الصليبي التي لحقت به خلال مشاركته مع المنتخب السعودي في بطولة كأس الخليج الماضية التي أقيمت في الكويت وكان حينها الهزاع أحد الأسماء المنتظرة في المونديال.
وما زال الهزاع «26 عاماً» يقضي برنامجه التأهيلي في فرنسا استعداداً لبلوغ مرحلة متقدمة من الجاهزية قبل انطلاق منافسات كرة القدم السعودية في أواخر أغسطس (آب) المقبل.
وتظل جاهزية هزاع الهزاع أحد الأسماء التي يؤمل عليها في الذود عن قميص المنتخب السعودي مرتبطة بتقدمه في العلاج والتأهيل إضافة إلى استعادته السريعة لمستوياته وحساسيته التهديفية على الشباك. أما ثاني خيارات الأرجنتيني بيتزي قبل البطولة القارية فتتعلق باللاعبين المواليد الذين باتوا من ضمن خيارات مدرب الأخضر السعودي بعد قرار السماح لهم بالمشاركة منذ الموسم الماضي وإن باتت مشاركتهم محدودة إلا أن المتوقع أن يشهد الموسم الجديد بروزا كبيرا لهم وفرصة أكبر للمشاركة.
ويبدو المهاجم الشاب هارون كمارا لاعب فريق القادسية أحد الأسماء التي تتجه الأنظار صوبها في الفترة المقبلة خاصة وأن المهاجم ابن العشرين عاما سبق له الوجود في قائمة بيتزي قبل المونديال وتحديداً في معسكر مدينة ماريبا الإسبانية.
ورغم إتاحة الفرصة للمدرب الأرجنتيني بيتزي في ضم اللاعبين المواليد لقائمته فإن قصر الفترة التي قضاها في الإشراف على الأخضر السعودي ساهم في عدم معرفته الكاملة باللاعبين المواليد، وهو الأمر الذي سيتحقق في الفترة المقبلة وستكون الفرصة أكبر أمامه لمشاهدة الجميع من خلال مباريات الدوري السعودي.
أما ثالث الخيارات المتاحة قبل حلول البطولة الآسيوية هي بروز أسماء جديدة مع انطلاق الموسم الكروي الجديد رغم رفع عدد المحترفين الأجانب المشاركين في كل فريق إلى 8 لاعبين، لكن إقامة أكثر من عشر جولات قبل انطلاق البطولة الآسيوية كفيلة بالتعرف على وجوه جديدة والاستفادة من خدماتها في المعترك الآسيوي الجديد.


مقالات ذات صلة

«أخضر المبارزة» يحقق برونزية كأس العالم

رياضة سعودية من المنتظر أن يدخل المنتخب السعودي تحت 20 عاماً ضمن المراكز الـ15 الأولى في التصنيف الدولي (الشرق الأوسط)

«أخضر المبارزة» يحقق برونزية كأس العالم

حقق المنتخب السعودي للمبارزة، الميدالية البرونزية في بطولة كأس العالم لسلاح الإبيه تحت 20 عاماً، التي اختتمت اليوم الأحد بمدينة لاغـوس النيجيرية.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية جاء استبعاد اتحاد البولو لعدم استيفائه المعايير المطلوبة للحصول على دعم التقييم الفني (اتحاد البولو)

الأولمبية السعودية: حرمان اتحاد البولو من دعم الاستراتيجية

أعلنت اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية عن نتائج التقييم الفني الثالث لعام 2024م، الخاص باستراتيجية دعم وتطوير الاتحادات الرياضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية غاري أونيل (أ.ب)

وولفرهامبتون يستهدف مدرب الشباب

يعمل نادي وولفرهامبتون الإنجليزي على التوصل إلى اتفاق لتعيين مدرب نادي الشباب السعودي فيتور بيريرا مدرباً جديداً للفريق بعد رحيل غاري أونيل.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية يواصل مهرجان الملك عبد العزيز للإبل ترسيخ مكانته كأكبر تجمع ثقافي وتراثي يعكس هوية المملكة (نادي الإبل)

مهرجان الإبل: 800 فردية تتنافس على لقب «بيرق الموحد» لفئة المجاهيم

شهد الشوط قبل الأخير لمسابقة بيرق الموحد فئة المجاهيم، اليوم، تنافساً محتدماً بين 800 فردية زج بها 10 مشاركين. تأهلت منها 400 فردية.

«الشرق الأوسط» (الصياهد (الرياض))
رياضة سعودية غوستافو مارون (حساب قناة قوت)

كيف تعمل كشافة القادسية لكرة القدم؟

قام جوستافو مارون، الكشاف البرازيلي الذي يعمل مع نادي القادسية، خلال لقاء مع قناة «قوت GOAT» البرازيلية، بشرح نظام عمل الكشافة في النادي.

نواف العقيّل (الرياض)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.