نظم «منتدى المستقبل للفكر والإبداع»، الثلاثاء الماضي بمكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع المصري، ندوة حول ديوان «وماذا يفعل الرومانسيون غير ذلك» للشاعر إبراهيم البجلاتي، شارك فيها الشاعر جمال القصاص، والناقد الدكتور يسري عبد الله، والشاعر عاطف عبد العزيز.
وحسب القصاص، فإن البجلاتي يكتب قصيدته «موجهاً فعله الشعري صوب المعرفة كقيمة أولى وأساس لإثارة الخيال، وتذويب الفواصل والعقد السميكة في الزمن والبشر والأشياء». من هنا تصبح هذه الكتابة، كما يضيف القصاص، «بمثابة تمرين على معرفة كل شيء، الماضي والحاضر والمستقبل، الحب والسأم والضجر، الجغرافيا والمكان والزمان، إنها فعل معرفة لا ينتهي»، لافتاً إلى أن «الحلم يتحول بطاقة المعرفة إلى منقذ لها أحياناً من الوقوع في الفتور والتكرار، فاتحاً نوافذ سرية للتأمل وشطح الذات والفانتازيا والنبش في جسد الخرافة والأسطورة، كما أنه يصبح أحياناً مجرد استعارة لمعرفة ناقصة وهشة ومضطربة، تبحث عن نقطة استواء في واقع آخر، يكاد يشارف المجهول والمستحيل».
اللافت إذن في قصائد البجلاتي، حسب ما يرى، أن «الهم بالمعرفة لا يتحرك في جوانب وأطر أحادية، بل يشع ليشمل كل مظاهر الوجود، حيث يحولها إلى فضاء للعب مع الذات ومساءلتها في إطار علاقتها باللغة والأشياء، والتلاقح مع فنون بصرية أخرى كالفن التشكيلي والمسرح والسينما».
من جانبه، قال الناقد الدكتور يسري عبد الله، إن عنوان ديوان البجلاتي الجديد ينفتح على سؤال تعجبي ممتد، وربما سؤال استنكاري أيضاً، ويمتد السؤال من العنوان إلى المختتم الشعري، في المقطع الأخير من الديوان «لماذا لا نلعب لعبة الوداع؟!، حيث يصير الوداع لعبة قابلة للتأويل وللنظر المستمر من جانب طرفيها، أو من جانب الذات المشطورة التي تلوح طيلة الديوان، هذه الذات الشاعرة التي تكشف النصوص عن تصوراتها القلقة التي ترى العالم عابرا، حيث تحيا المقاطع حالة من الحراك فيما بينها تتيحها بنية المقطع التي تعتمد عليها».
وأشار عبد الله إلى أن الرومانسيين يبدون واقفين، في نصوص الديوان، دوماً في منطقة البين بين، وهذا معناه أن ثمة مأزقاً وجودياً يعبر عنه الشاعر جمالياً عبر بلاغة بيانية موغلة في بساطتها، تتصاعد تدريجياً عبر الانتقال من البسيط إلى المركب، حيث تحضر الصورة الفنية بمشتملاتها جميعها.
إن الأسئلة، كما يضيف، «تتواتر في الديوان وتتجه صوب الذات الشاعرة نفسها. ويتناص الشاعر مع كافكا وتدوينات تشارلز سيميك في (المسخ يعشق متاهته)، وولوركا وفلوبير، وينحو صوب التجريب اللغوي وتفعيل بلاغة التقديم والتأخير، والحذف والتكثيف».
وفي قراءته للديوان التي جاءت بعنوان «نقوش... على حائط الفلِّين» تحدث الشاعر عاطف عبد العزيز عن قصائد البجلاتي بوصفها «دعوة إلى التوقف والتأمل، فهو قادم من حقل معرفي وثيق الصلة بهموم الإنسان ومكابداته، دأب على رفد حياتنا الأدبية بأسماء مهمة ومؤثرة».
والذات الشاعرة، حسب رأي عبد العزيز، تبدو «وكأنها تتبرأ من مسؤولية وجودها في هذا العالم، وهذا أمر لا يمكن عده ومضة عابرة برقت في فضاء الديوان بالمصادفة، بل يمكننا القول إنه حس رئيسي وحاكم، فجملة القناعات التي سوف نقابلها عبر النصوص، تكاد تكون متولدة عنه، ويدفعنا إلى الإمعان في ترجيح ذلك، ما جاء صريحاً في مفتتح الديوان، أي في مستهل النص الأول».
7:57 دقيقة
ندوة مصرية حول مجموعة «وماذا يفعل الرومانسيون غير ذلك» للبجلاتي
https://aawsat.com/home/article/1338831/%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%A9-%C2%AB%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D9%81%D8%B9%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%B0%D9%84%D9%83%C2%BB-%D9%84%D9%84%D8%A8%D8%AC%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%8A
ندوة مصرية حول مجموعة «وماذا يفعل الرومانسيون غير ذلك» للبجلاتي
- القاهرة: حمدي عابدين
- القاهرة: حمدي عابدين
ندوة مصرية حول مجموعة «وماذا يفعل الرومانسيون غير ذلك» للبجلاتي
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة