بعد الانعطاف الكبير في السياسة الاجتماعية للحكومة الإسبانية الجديدة التي يرأسها الاشتراكي بيدرو سانتشيز، والتي كانت آخر علاماتها فتح المرافئ لاستقبال اللاجئين الذين رفضت إيطاليا إنزالهم على أراضيها، كشفت وزارة الصحة الإسبانية عن مشروع مرسوم سيحال إلى مجلس الوزراء لبتّه هذا الأسبوع، يقضي بتقديم الخدمات الاجتماعية والعناية الصحية المجانية للمهاجرين منذ اللحظة الأولى لدخولهم الأراضي الإسبانية، وبغضّ النظر عمّا إذا كانوا يستوفون الشروط اللازمة للإقامة القانونية. وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أمس (الثلاثاء) بأن إسبانيا حلت محل إيطاليا لتصبح البوابة الرئيسية التي يدخل منها المهاجرون القادمون عبر البحر إلى الاتحاد الأوروبي. وقالت المنظمة الأممية، في إحاطة إعلامية، إنه منذ بداية العام وحتى 15 يوليو (تموز) الحالي، وصل 18016 مهاجراً إلى الشواطئ الإسبانية، مقارنة بـ16566 إلى إيطاليا و14678 إلى اليونان.
وخلال الأسابيع الأخيرة ومع رفض إيطاليا ودول أوروبية أخرى استقبال المهاجرين تضاعف عدد اللاجئين بنحو 3 مرات مقابل الفترة نفسها من عام 2017، بينما تراجعت بأكثر من 80 في المائة في إيطاليا، وارتفعت بأكثر من 50 في المائة في اليونان. وأوضحت المنظمة أن عدد المهاجرين الواصلين إلى إسبانيا ارتفع خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين، حيث يصل في المتوسط 220 مهاجراً يومياً، مقابل 54 يومياً في الأشهر الخمسة الأولى من 2018.
ويأتي هذا المرسوم ليلغي مرسوماً سابقاً أصدرته حكومة ماريانو راخوي اليمينية عام 2012، حُرِم بموجبه المهاجرون المقيمون بصورة غير شرعية من الخدمات الصحية لنظام الضمان الاجتماعي الإسباني. ويلحظ المرسوم الجديد، بالإضافة إلى حقوق المهاجرين في العناية الصحية، حق الحصول على الأدوية اللازمة للعلاج بكلفة لا تزيد على 40 في المائة من سعرها. وأفادت وزارة الصحة بأن المرسوم سيُعمّم على الإدارات الإقليمية للمباشرة في تنفيذه فور صدوره في الجريدة الرسمية، لكنها أوضحت أنه يتضمّن ضوابط تحول دون «السياحة الصحيّة»، في إشارة إلى الوضع الذي ساد سنوات عندما كان الأجانب يأتون إلى إسبانيا للعلاج الطبي المجاني مستغلّين التسهيلات التي كان يوفّرها النظام الصحي. ومن هذه الضوابط حصر العناية الصحية بالأشخاص الذين لا يتمتعون بتغطية أنظمة الضمان الاجتماعي في بلدان الاتحاد الأوروبي، أو في بلدان العبور أو المنشأ. وتُقدِّر مصادر رسمية أن التكلفة الإجمالية لنظام تقديم خدمات العناية الصحية للأجانب في إسبانيا، تناهز 100 مليون دولار سنوياً.
وتزامن التراجع في أعداد المهاجرين الواصلين إلى إيطاليا مع أداء الحكومة اليمينية اليمين الدستورية، في 1 يونيو (حزيران)، التي تقود حملة شرسة ضد استقبال المهاجرين. وقد منع وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني سفن الإغاثة التي تقوم بإنقاذ مهاجرين من البحر من تفريغ ركابها في الموانئ الإيطالية، كما دعا إلى إعادة كل من يتم إنقاذه من البحر إلى ليبيا.
7:57 دقيقة
إسبانيا تحل محل إيطاليا في استقبال المهاجرين
https://aawsat.com/home/article/1334891/%D8%A5%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D9%84-%D9%85%D8%AD%D9%84-%D8%A5%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%86
إسبانيا تحل محل إيطاليا في استقبال المهاجرين
تلغي قوانين سابقة تحرمهم من الخدمات الاجتماعية والصحية المجانية
- مدريد: شوقي الريّس
- مدريد: شوقي الريّس
إسبانيا تحل محل إيطاليا في استقبال المهاجرين
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة