مهجرو الحديدة ينزحون إلى المناطق المحررة هرباً من عبث الحوثي

TT

مهجرو الحديدة ينزحون إلى المناطق المحررة هرباً من عبث الحوثي

نزح ما يقارب 15 ألف أسرة من أبناء تهامة الهاربين من بطش الميليشيا الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران بمحافظة الحديدة إلى المناطق المحررة، وتوزعت ما بين المديريات المحررة، التي من بينها مديرية الخوخة ومحافظة تعز ولحج وعدن وأبين ومأرب وحضرموت.
وكان من بين هذه الأسر من أجبرتهم الميليشيا على ترك منازلهم بعد أن اختارت أن تكون هذه المنازل ثكنات عسكرية ومناطق لتمركز قناصتهم، ولم تكتف هذه العصابة الانقلابية بتهجير أبناء تهامة والسطو على ممتلكاتهم فقط، بل أجبرتهم على النزوح للمناطق الواقعة تحت سيطرتهم كي يتمكنوا من تجنيد أبنائهم والذهاب بهم للقتال في جبهة الساحل الغربي، مستغلين وضعهم الإنساني، ووجودهم في المناطق التي تحت إمرتهم.
وقال وليد القديمي، وكيل أول محافظة الحديدة رئيس لجنة الإغاثة لـ«الشرق الأوسط»، إنه عندما بدأت الميليشيات في تهجير المواطنين من منازلهم أجبرتهم على النزوح لمناطق سيطرتهم، وبسبب المعاملة السيئة ومحاصرة النازحين وإجبار الرجال على العودة للقتال معهم، بدأ أغلب النازحين والمهجرين في النزوح باتجاه المحافظات المحررة حفاظاً على أنفسهم وكرامتهم من عبث الميليشيات.
وذكر القديمي، أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجه محافظ الحديدة باستقبال النازحين، وترتيب كل احتياجاتهم، مشيراً إلى التوجيهات السامية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، للمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتسيير جسر جوي وبحري وبري لإغاثة أبناء الحديدة، التي ساهمت في احتواء جميع النازحين.
ووصلت المساعدات للمناطق المحررة بإشراف قوات الشرعية والسلطة المحلية بمحافظة الحديدة، حيث قامت السلطة المحلية بالحديدة بإنشاء مخيم للنازحين بمنطقة الرباط محافظة لحج، بالتعاون مع مؤسسة الشوكاني، وتجهيزه بالإيواء والإمداد المائي، وعمل عيادة صحية للنازحين، ومخيم آخر بمديرية الخوخة بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي لعدد 900 خيمة.
وكشف القديمي عن عملهم تجهيز مخيم بدعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لاستقبال النازحين والمهجرين الجدد والقادمين من مناطق الصراع بعد أن احتلت منازلهم مجاميع حوثية، الذي سيصله المواد الغذائية من قبل الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان، وكذلك الإيواء من قبل الهيئة الكويتية ودعم مركز الشوكاني للنازحين بالوجبات الغذائية.
وفي الوقت الذي تقوم فيه الميليشيا بعدد من القرى الآهلة بالسكان بزرع شبكات ‏وحقول عشوائية من الألغام، ‏تحسباً لأي تقدم لقوات ‏الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ينعقد صباح اليوم الثلاثاء لقاء موسع تحت شعار «من أجل الحياة... معاً لنزع الألغام الحوثية» للتوعية بمخاطر الألغام في الساحل الغربي وذلك بمديرية الخوخة - محافظة الحديدة.
يشارك في اللقاء عدد من مديري المكاتب التنفيذية وأعضاء المجالس المحلية والمتضررين من الألغام والذخائر غير المتفجرة وعدد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والوجهاء في مديريات الساحل الغربي.
ويهدف اللقاء، الذي ينعقد برعاية المقاومة الوطنية، إلى حشد الطاقات والجهود وتوحيدها لإطلاق حملات توعوية بمخاطر الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي في منازل ومزارع المواطنين في مديريات الساحل الغربي، والتي راح ضحيتها العشرات من المدنيين الأبرياء، ولا تزال تشكل خطراً حقيقياً يهدد حياة آلاف من المواطنين.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.