مقتل أرفع قائد عسكري عراقي بعد «نكسة الموصل».. وتمشيط أمني لحزام بغداد

نعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قائد الفرقة السادسة في الجيش العراقي اللواء الركن نجم السوداني الذي قتل بنيران قناص في منطقة الكرمة بين أبو غريب والفلوجة غرب بغداد.
ويأتي مقتل السوداني بعد نحو ثمانية شهور على مقتل قائد الفرقة السابعة اللواء الركن محمد الكروي في منطقة وداي حوران غرب الرمادي وذلك في الحادي والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) عام 2013 إثر العمليات التي قام بها الجيش العراقي لمطاردة تنظيم «داعش» في الصحراء قبل أن تتحول العمليات العسكرية إلى داخل مدينتي الرمادي والفلوجة بعد رفع خيم الاعتصام بالقوة من قبل الجيش العراقي بأوامر مباشرة من المالكي بوصفه قائدا عاما للقوات المسلحة.
وقال مصدر أمني بأن «قذائف هاون سقطت، على تجمع للنازحين كان يزوره قائد الفرقة السادسة في الجيش العراقي اللواء الركن نجم السوداني، في منطقة السعدان التابعة لقرى زوبع، شرق الفلوجة، مما أسفر عن مقتله في الحال وإصابة عدد من النازحين بجروح متفاوتة». لكن أنباء أخرى لم يجر التأكد من مصداقيتها أشارت إلى أن مقتل السوداني جاء عن طريق الخطأ، إذ كانت إحدى الطائرات تمشط المنطقة بحثا عن مسلحين ينشطون فيها فأطلقت صواريخ بالخطأ أصابت تجمعا للنازحين وهو ما أدى إلى مقتل القائد المذكور بالإضافة إلى عدد من مساعديه وإصابة أعداد أخرى من النازحين بجروح.
في السياق ذاته، أوضح الشيخ حميد الكرطاني، أحد شيوخ قضاء الفلوجة والمناطق المتاخمة لها ومنها الكرمة التي قتل فيها السوداني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المنطقة تعد من المناطق التي تشهد دائما عمليات كر وفر بين القوات العسكرية الحكومية والمسلحين الذين ينتمي بعضهم إلى ثوار العشائر وإلى فصائل أخرى من بينها المجلس العسكري»، مشيرا إلى أنه «في الوقت الذي نستطيع فيه القول: إن عناصر (داعش) موجودة في الفلوجة وهي التي تقيم الحواجز والسيطرات وتشرف على الحياة اليومية للسكان بالزي الذي بات معروفا للناس وهو الزي الأفغاني ذو اللونين الأسود والأخضر فإننا لم نشاهد عناصر منهم في المناطق التي تمتد من الفلوجة شرقا باتجاه مناطق حزام بغداد مثل أبو غريب والتاجي وحتى الرضوانية واليوسفية». وأشار الكرطاني إلى أن «العمليات ازدادت في هذه المناطق بعد أحداث الموصل وتكريت بشكل لافت والأكثر هو زرع أعداد من القناصين في مختلف هذه المناطق علما بأن القناصين ينتمون إلى الطرفين الحكومي والمسلحين حتى أن عددا من المواطنين العزل ذهبوا ضحية لعبة القنص التي بات يتبادلها الطرفان والتي راح ضحيتها قائد الفرقة السادسة».
وقال: إن «المشكلة التي يواجهها أبناء هذه المناطق أن الجيش لم يتمكن من كسبهم لأنه يتبع سياسة خاطئة في التعامل معهم إلى حد تصنيفهم وكأنهم عدو في كثير من الأحيان».
وفي مناطق حزام بغداد أكد القيادي في ائتلاف العراق ورئيس رابطة شيوخ حزام بغداد، إياد الجبوري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المناطق المحيطة ببغداد ازدادت تحصينا خلال الفترة الماضية بعد التهديدات التي مثلها تنظيم (داعش) للعاصمة بغداد وما تمثله من رمزية ومكانة كبيرة كونها العاصمة بالإضافة إلى أن بغداد مدينة مختلطة سكانيا وبالتالي فهي مفتاح استقرار العراق وانهياره». وأضاف الجبوري أن «عمليات التنسيق بيننا وبين قيادة عمليات بغداد نجحت في أكثر من مسار وهو مضاعفة أعداد السيطرات والجهد العسكري المحيط بالعاصمة من خلال المتطوعين تحت إمرة الجيش وكذلك عدم حصول مداهمات واعتقالات إلا باتفاق مسبق مع الرابطة وبحضور ممثلين عنها يضاف إلى ذلك استعداد الأهالي في تلك المناطق بالتعاون من أجل طرد العناصر الغريبة خصوصا بعد أن بدأت ترد أخبار ما يحصل في محافظات الموصل وصلاح الدين من عمليات نزوح وفرض نمط من الحياة مرفوض من قبل الناس وهو الذي أدى إلى تأمين بغداد بشكل ممتاز».
بدوره، أعلن الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن في مؤتمر صحافي أمس أنه «ضمن قاطع قيادة عمليات بغداد تمكنت القوات الأمنية من قتل 60 إرهابيا جنوب العاصمة وشمالها والقبض على 61 إرهابيا وإصابة 17 إرهابيا شمال بغداد». وأضاف أن «القوات الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على شخص هارب من سجن بادوش ببغداد فيما ضبطت 17 حزاما ناسفا ومعالجة منزلين مفخخين ودمرت 9 عجلات وفككت 98 عبوة ناسفة ضبط كدس للعتاد والمواد المتفجرة».
في غضون ذلك، قتل خمسة أشخاص، بينهم اثنان من الشرطة، وأصيب 13 بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حاجز تفتيش في شمال بغداد، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة بأن «خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 13 بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة». وأضاف أن «الهجوم استهدف حاجز تفتيش عند المدخل الشمالي لمنطقة الكاظمية في شمال بغداد».