6 دول أوروبية «تتقاسم» عشرات المهاجرين العالقين

تراجع كبير للوافدين إلى أوروبا عبر النيجر وليبيا

6 دول أوروبية «تتقاسم» عشرات المهاجرين العالقين
TT

6 دول أوروبية «تتقاسم» عشرات المهاجرين العالقين

6 دول أوروبية «تتقاسم» عشرات المهاجرين العالقين

بعد أيام من الانتظار، نزل جميع المهاجرين الـ450 الذين كانوا على متن سفينتين عسكريتين في المياه الإيطالية، منذ الأحد، كما أعلن رئيس بلدية مدينة بوتسالو الصقلية التي استضافتهم أمس.
وقال روبرتو أماتوما، في تصريح نشرته وكالة «آي جي آي» للأنباء، إن «الرحلة الرهيبة للمهاجرين الذين كانوا موجودين منذ أيام على متن السفينتين قد انتهت خلال الليل بعد نزولهم». وقد اتّخذت الحكومة الإيطالية قرارها بعد تعهد خمس دول من الاتحاد الأوروبي، هي فرنسا وإسبانيا والبرتغال ومالطا وألمانيا بأن يأخذ كل منها 50 مهاجراً على عاتقها.
وعلقت رئاسة مجلس الوزراء بارتياح: «اليوم وللمرة الأولى، يمكننا أن نقول إن المهاجرين قد نزلوا في أوروبا». وتشكو إيطاليا منذ سنوات من عدم تضامن الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي في إدارة مشكلة الهجرة، معتبرة أنه تم التخلي عنها عند تدفق مئات آلاف المهاجرين إلى شواطئها. وأضافت رئاسة مجلس الوزراء أن «المهاجرين سيحصلون على كل المساعدة الضرورية في انتظار توزيعهم في الدول الأوروبية الأخرى»، التي وافقت على استقبالهم.
وقد شوهد زورق خشبي يقل 450 مهاجراً انطلقوا من ليبيا، فجر الجمعة في المياه الدولية، في منطقة التدخل المالطية. وخلال تبادل البرقيات والرسائل والاتصالات الهاتفية بين سلطات البلدين، حاولت روما الجمعة تحميل مالطا مسؤولية هؤلاء المهاجرين. وردت مالطا مؤكدة أن الزورق كان أقرب إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، من أرض بلادها، مشيرة إلى أن المهاجرين لم يريدوا مساعدة من مالطا بل كانوا يرغبون في متابعة رحلتهم إلى إيطاليا. ومنذ صباح السبت، بقيت السفينتان العسكريتان اللتان نقل إليهما المهاجرون قريبتين من السواحل الصقلية في انتظار حل نهائي.
على صعيد متصل، أعلن رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني، أمس، أن تدفق المهاجرين الذين يعبرون النيجر نحو ليبيا وأوروبا تراجع بنسبة «أكثر من 95 في المائة» بين 2016 و2017.
وقال تاجاني، في بيان، عشية زيارة تستمر يومين إلى النيجر المجاورة للحدود الليبية، إنه «من خلال تقديم دعم مالي وشراكة صلبة، أتاح الاتحاد الأوروبي للنيجر أن يخفض أكثر من 95 في المائة تدفقات الهجرة نحو ليبيا والاتحاد الأوروبي». وأضاف أنه «في 2016 اجتاز 330 ألف شخص النيجر متوجهين إلى الاتحاد الأوروبي عبر ليبيا. وفي 2017 كانوا أقل من 18 ألفاً، وفي 2018 نحو 10 آلاف». واعتبر تاجاني أن على الاتحاد الأوروبي «الاستمرار في دعم» النيجر، أحد أفقر بلدان العالم، «من خلال تقديم كل المساعدة الضرورية». وأشاد أيضاً بـ«العمل الممتاز للنيجر» من أجل «استقبال عشرات آلاف المهاجرين» الذين أجلتهم من ليبيا المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين والمنظمة الدولية للهجرات، واستضافة «1700 لاجئ وطالب لجوء يعتبرون من الضعفاء جداً في ليبيا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2017».
وأعرب رئيس البرلمان الأوروبي عن الأسف لقلة استعداد الأوروبيين لاستضافة طالبي اللجوء. وقال إنه «ليس مقبولاً ألا تستضيف بعض الدول في الاتحاد الأوروبي سوى عشرات من أصل 1700 لاجئ عادوا من ليبيا والنيجر».
ومنذ يوليو (تموز) أكد الرئيس النيجيري محمدو يوسوفو أن «الشرط الوحيد» الذي تضعه بلاده «للاستمرار» في أن تكون نقطة عبور لطالبي اللجوء، هو «ألا يبقوا فترة طويلة في النيجر». واعتبر أن مبلغ الـ1.8 مليار يورو الذي أمنه الاتحاد الأوروبي لمكافحة الهجرات غير الشرعية «ليس كافياً».
وأكّد تاجاني أن مبلغاً إضافياً من 500 مليون يورو قد يؤمن أواخر يونيو (حزيران) لصالح هذا الصندوق من أجل أفريقيا. ويقول الاتحاد الأوروبي إن نحو 90 في المائة من مهاجري أفريقيا الغربية يعبرون النيجر في طريقهم نحو ليبيا وأوروبا.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (رويترز)

شولتس: اللاجئون السوريون «المندمجون» مرحَّب بهم في ألمانيا

أكّد المستشار الألماني، الجمعة، أن اللاجئين السوريين «المندمجين» في ألمانيا «مرحَّب بهم»، في حين يطالب المحافظون واليمين المتطرف بإعادتهم إلى بلدهم.

«الشرق الأوسط» (برلين)
المشرق العربي مدخل مخيم اليرموك الشمالي من شارع اليرموك الرئيسي (الشرق الأوسط)

فلسطينيو «اليرموك» يشاركون السوريين فرحة «إسقاط الديكتاتورية»

انتصار الثورة السورية والإطاحة بنظام بشار الأسد أعادا لمخيم اليرموك رمزيته وخصوصيته

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي سوريون مقيمون في تركيا ينتظرون لدخول سوريا عند بوابة معبر جيلفي غوزو الحدودي في الريحانية في 12 ديسمبر 2024 بعد الإطاحة بنظام الأسد (أ.ف.ب)

أطفال عائدون إلى سوريا الجديدة بعد سنوات لجوء في تركيا

تعود كثير من العائلات السورية اللاجئة في تركيا إلى الديار بعد سقوط الأسد، ويعود أطفال إلى وطنهم، منهم من سيدخل سوريا للمرة الأولى.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (د.ب.أ)

المستشار الألماني لا يرغب في إعادة اللاجئين السوريين المندمجين جيداً

حتى عقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن عدم رغبته في إعادة أي لاجئ سوري مندمج بشكل جيد في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.