نظارة «رويول مون»... دار سينما مثبتة أمام الوجه

تسلّل المستقبل الذي حلمنا به في طفولتنا إلى حياتنا دون أن نلحظ: أجهزة الكومبيوتر المتطوّرة التي تدخل في جيوبنا، واتصالات الفيديو الهاتفية، والتقنيات اللاسلكية المصممة في كلّ شيء... وإكسسوارات الرأس التي يمكنها أن تحملنا إلى أي مكان نريده.
ومن آخر الإكسسوارات الفريدة جهاز «رويول مون Royole Moon»، الذي لا يعمل بتقنية الواقع الافتراضي، بل هو عبارة عن «سينما متحرّكة ثلاثية الأبعاد». ومبدئياً، يمكن القول إنّها دار سينما مثبّتة بالرأس.
- تصميم متميز
تعتبر نظارة «رويول مون» بسعر 850 جنيهاً إسترلينياً (1120 دولاراً)، منتجاً استثنائياً... وهي ثقيلة الوزن، ومصنوعة من معادن ومواد بلاستيكية ذات نوعية جيّدة. وعلى عكس نظارات الواقع الافتراضي، تُثبّت «رويول مون» على رأس المستخدم وكأنها نظارة عادية، بعصبة قابلة للتعديل تلتف حول الرأس.
يتمركز المنظار على العينين، ويمكنكم أن تعدّلوه بالقدر الذي تريدونه حتى تحصلوا على المقاس الصحيح والمناسب. ستشعرون أنّ النظارة ثقيلة على رأسكم، ولكنّكم ستعتادون عليها بسهولة بعد وضعها والتجوّل فيها لبعض الوقت.
فيما يتعلّق بالتكنولوجيا، تأتي «مون» بشاشتين p1080. وسماعات تلغي الضجيج تلقائياً، وسعة تخزين 32 غيغابايت، بلوتوث، ومواصفات «واي فاي»، وبطارية بطاقة 600 ملي أمبير في الساعة، من المفترض أن توفّر خمس ساعات من العمل بعد ساعتين من الشحن. تشير سعة التخزين المدمجة في الإكسسوار إلى أنّكم تستطيعون تحميل كمية بعض من الأفلام وبرامج التلفزيون بشكل مباشر إليها. أمّا منافذ الـ«يو إس بي»، والـ«الواجهة متعددة الوسائط عالية الوضوح»، فتعني أنّه يمكنكم وصل أجهزتكم الأخرى، كمنصات اللعب فيها أيضاً. إنّها حزمة مثيرة جداً للاهتمام، ولكنّ مونها كذلك هو أمر بديهي.
صُممت شاشتا «إتش دي» لمحاكاة تأثير الجلوس على مسافة 20 متراً من شاشة منحنية بمقاس 800 بوصة. تبدو شاشة السينما هذه كبيرة جداً إذا ما رسمت على الورق. ويشير موقع «غزمودو» البريطاني إلى أنه أثناء التطبيق الحقيقي، قد يجد المرء صعوبة في الاندماج بالشكل الكافي لكي يشعر حقيقة أنه ينظر إلى شاشة صغيرة قريبة من وجهه.
ولا يمكن مقارنة هذه الشاشة بشاشة سينما «آيماكس» طبعاً، ولكنّها دون شكّ ستنافس تلفازاً بمقاس 42 بوصة يضعه الناس غالباً في غرفة المعيشة.
- نظارة سينمائية
> تحكّم باللمس. تستمدّ نظارة «رويول مون» قوتها من صندوق «مون»، الذي يأتي على شكل قرص صلب محمول. يحتوي الصندوق على مصدر الطاقة إلى جانب أسلاك الوصل الخارجي، مع وجود شريط ينطلق من النظارة ويتصل بالصندوق بشكل دائم، ما سيمنحكم حرية حركة تامّة في حال كنتم لا تريدون وصل السماعات بمنصة لعب أو جهاز كومبيوتر. يحتوي الصندوق على أزرار تشغيل وإطفاء الوحدة؛ ولأنه صندوق صغير جداً ويضمّ بطارية بقوة 6000 ملي أمبير في الساعة، لا بدّ أن حرارته ترتفع بشكل كبير.
وبسبب هذه الحرارة المرتفعة، لم يتم استخدام الصندوق للتحكّم بأي شيء في السماعات، لذا عليكم أن تتحكّموا بها بواسطة أزرار تعمل بتقنية اللمس موجودة في تصميم غطاء الأذن اليمنى.
وهذه الخاصية هي الجزء الأكثر إزعاجاً في النظارة. فالأزرار العاملة باللمس تتطلب انتباها دقيقا وهي تصعّب تقليب لوائح الخيارات على حساب دقّة التحريك والنقر.
ولذا تجدون صعوبة أثناء طباعتكم لكلمة مرور «الواي فاي». وبما أنّ تقنية اللمس فيها دقيقة، لا شكّ أنّ الأمر سينتهي بكم وأنتم تنقرون على خيارات لا تريدونها أثناء محاولتكم تشغيل وإطفاء السماعات.
> ممارسة الألعاب على «رويول مون». بعد إتقان استخدام لوحة المفاتيح التي تعمل بتقنية اللمس، ستتمكنّون من تصفّح لوائح خيارات «رويول مون» التي تعمل بنظام تشغيل آندرويد، بسهولة تامة.
ستصلون بسرعة ووضوح إلى التطبيقات التي حملتموها عليها، غير أنّ وجود تطبيقات كـ«يوتيوب» في نظام السماعات الداخلي يعني أنّ عرض المحتوى سيكون سهلاً بدوره. إلا أن أفضل تجربة مع «مون» تكون عندما يتم وصلها مباشرة بالـ«إكس بوكس وان».
يتضمّن تصميم النظارة منفذاً للواجهة متعددة الوسائط عالية الوضوح (HDMI)، في حين يتضمّن الصندوق ومايكرو HDMI إلى محوّل HDMI. وبالنتيجة، ستتمكنون ببساطة من وصل سلك HDMI بمنصّة الألعاب ثمّ وصله بصندوق «مون»، ليبدأ المحتوى بالظهور فوراً على شاشة النظارة.
يستمتع المستخدم جداً بألعاب «إكس بوكس وان» على شاشة محاكاة كبيرة، ويجد أنّها أسهل طريقة لعرض المحتوى. فقد تبيّن أن الوصول إلى جميع التطبيقات المحمّلة على «إكس بوكس»، كـ«نتفليكس»، وآي - بلاير، «آل 4 إيت أل» (All 4 et al)، عبر جهاز تحكّم الإكس بوكس كان أسهل بكثير من محاولة التحكّم بنظام تشغيل النظارة عبر أزرار اللمس الموجودة في غطاء الأذن، وجعل تجربتي أكثر مرحاً.
> نوعية الصورة. تعتبر نوعية الصورة التي تقدّمها نظارة «مون» ممتازة. وتُستخدم شاشتا p1080 في «رويول مون» لعرض المحتوى بشكل فردي أمام عينيكم، حتى تتمكنّوا من رؤية صورة «إتش دي» حقيقية وشديدة الوضوح. أو على الأقلّ، ستشعرون أنّها كذلك في حال كانت عيناكم تتمتّع بصحّة جيّدة، خاصة أن «رويول مون» ليست مصممة للارتداء مع نظارات طبية.
هل أصبح المستقبل بمتناول أيدينا؟ لا شكّ بذلك... لأنّ «رويول مون» تبدو حقّاً وكأنّها من الاختراعات المستقبلية المتقدّمة.
ولكنّ حصر المستخدم بالمحتوى الرقمي الخاص به يعتبر تقصيراً كبيراً في ظلّ هذا التطوّر. لهذا السبب، يجب أن يأتي علينا يوم نتمكّن فيه من الدفع مقابل عرض الإصدارات السينمائية الجديدة على نظارات السينما الخاصة... ومن المرجّح أن تؤسس خدمة كهذه لسوق مزدهرة في هذا المجال.
من ناحية أخرى، يعتمد الأمر أيضاً على الطريقة التي تفضّلون عبرها الاستمتاع بالأفلام والعروض؛ أي أنّ التجربة الفردية التي تفرضها «رويول مون» ليست دائماً مناسبة ومغرية.
يلفت تسويق النظارة الجديدة إلى أنّها من الإكسسوارات التي يمكنكم حملها خلال أسفاركم، للاستمتاع بتجربة سينمائية خلال الرحلة مثلاً. ويمكن القول إنّ «رويول مون» تصلح لذلك فعلاً، لأنها قابلة للطي، ما يجعلها سهلة التجهيز، بالإضافة إلى أنّ خدمة بطاريتها التي تدوم لخمس ساعات ستكون أكثر من كافية.
نظارة «رويول مون» أداة تقنية جميلة جداً.
> مقابل 850 يورو، ستكلّفكم «رويول مون» الكثير من المال.
> خدمة البطارية لخمس ساعات تعني أنّه يمكنكم مشاهدة فيلمين دون الحاجة إلى الشحن بينهما.
> شاشة جميلة وحادّة من المفترض أن تحاكي شاشة سينما منحنية بمقاس 800 بوصة.
> قد يكون من الصعب الاستمتاع بها في حال كنتم ترتدون النظارات (أو قد يستحيل عليكم التركيز بشكل كامل إن كنتم تعانون من مشاكل في الرؤية).
> سهلة الوصل بالأجهزة الإلكترونية أو منصات الألعاب عبر منافذ HDMI ويو إس بي.
> الأزرار التي تعمل بتقنية اللمس في غطاء الأذن اليسرى مريعة، وتأتي النظارة دون جهاز تحكّم خارجي.
> مريحة جداً ولكنّها ثقيلة الوزن.
> نوعية جيّدة ومتينة.
> قابلة للطي وللتخزين المريح.