وفاة الرئيس الجورجي السابق شيفارنادزه عن 86 عاما

أحد مهندسي إنهاء الحرب الباردة

وفاة الرئيس الجورجي السابق شيفارنادزه عن 86 عاما
TT

وفاة الرئيس الجورجي السابق شيفارنادزه عن 86 عاما

وفاة الرئيس الجورجي السابق شيفارنادزه عن 86 عاما

توفي أمس الرئيس الجورجي السابق إدوارد شيفارنادزه، أحد مهندسي إنهاء الحرب الباردة إلى جانب الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، عن عمر 86 عاما، بحسب ما أعلنت صديقة العائلة مارينا دافيتاشفيلي لوكالة الصحافة الفرنسية.
وصرحت: «توفي شيفارنادزه ظهر أمس»، مضيفة أنه «كان مريضا منذ فترة طويلة».
وكان شيفارنادزه وزيرا لخارجية الاتحاد السوفياتي في أثناء رئاسة غورباتشوف، وانتخب رئيسا لجورجيا المستقلة عام 1995 واستقال عام 2003 أثناء «ثورة الورد» تاركا وراءه بلدا تضاعف فقره وشارف على الفوضى. وصرح غورباتشوف لإذاعة «صدى موسكو»: «كان رجلا شديد الكفاءة، موهوبا، ومنفتحا جدا للعمل مع الشعب، مع جميع طبقات المجتمع».
وتابع أنه كان «الممثل المثالي لجورجيا»، مضيفا: «كان يمكن مخاطبته مباشرة، عملنا جيدا معا».
من جهته قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «التعازي الحارة للعائلة والأقارب وللشعب الجورجي بكامله».
ولد إدوارد شيفارنادزه في 25 يناير (كانون الثاني) 1928 في قرية ماماتي الجورجية، واعتبر بطلا في الغرب لدوره الأساسي في إنهاء الحرب الباردة قبل أن تغضب عليه جورجيا.
في عام 1985 استدعاه غورباتشيف الذي كان يطلق البيريسترويكا، إلى موسكو وعينه وزيرا للخارجية. طوال خمس سنوات كان أحد المهندسين الرئيسيين لحركة نزع السلاح، ونسج علاقات صداقة متينة في الغرب ولا سيما في ألمانيا.
لكن في 2003 وبعد توليه رئاسة جورجيا المستقلة، اضطر إلى التخلي عن السلطة في أثناء «ثورة الورد».
وخلفه آنذاك ميخائيل ساكاشفيلي الموالي للغرب في 2004 وظل رئيسا للبلاد حتى 2013.
وتدهورت صورة شيفارنادزه بعد عشر سنوات أمضاها رئيسا لهذه الجمهورية الصغيرة جنوب القوقاز التي عانت من أزمة اقتصادية خانقة وسط تفشي الفساد. وسمحت له استقالته عام 2003 بالاحتفاظ ببعض التقدير لدى الرأي العام.
وعبر ميخائيل جورباتشوف آخر رئيس سوفياتي عن أسفه لوفاة «صديق» ووصفه بأنه كان «شخصا فذا وموهوبا» فعل الكثير لهدم سور برلين وإنهاء سباق التسلح النووي.
وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه «لأسرته ولشعب جورجيا». وفي تصريحات لـ«رويترز» قالت مارينا دافيتاشفيلي مساعدة شيفارنادزه الشخصية إنه توفي بعد صراع طويل مع المرض. ولم تفصح عن المزيد من التفاصيل.
وقالت وكالة إنترفاكس الروسية إنه توفي الساعة 12 ظهر أمس بالتوقيت المحلي.
تولى شيفارنادزه رئاسة جورجيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وأحل فيها قدرا من الاستقرار بعد فترة من الفوضى تخللتها تظاهرات مسلحة.
وأطاحت الثورة الوردية عام 2003 بشيفارنادزه عن السلطة. وقد لزم منزله في سنواته الأخيرة وكان نادرا ما يخرج منه.



زلزال عنيف يضرب منطقة الهيمالايا... ويخلِّف 95 قتيلاً (صور)

TT

زلزال عنيف يضرب منطقة الهيمالايا... ويخلِّف 95 قتيلاً (صور)

تجمع النيباليون خارج منازلهم بعد زلزال بقوة 7.1 درجة ضرب كاتماندو (د.ب.أ)
تجمع النيباليون خارج منازلهم بعد زلزال بقوة 7.1 درجة ضرب كاتماندو (د.ب.أ)

أعلنت السلطات المحلية أنّ 95 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم، بينما أصيب 130 من جرّاء زلزال ضرب اليوم (الثلاثاء) منطقة نائية في جبال الهيمالايا بإقليم التبت، وشعر به سكّان كاتماندو، عاصمة نيبال المجاورة.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» الرسمية إنّ «مراسلاً في مكتب الزلازل بمنطقة التبت الذاتية الحُكم علم بأنَّ أناساً لقوا مصرعهم في 3 بلدات، هي بلدة تشانغسو وبلدة كولو وبلدة كوغو، بمقاطعة دينغري». وكان سكَّان العاصمة النيبالية كاتماندو قد شعروا، فجر اليوم (الثلاثاء)، بهزَّات أرضية قوية إثر زلزال عنيف بقوة 7.1 درجة، ضرب منطقة نائية في جبال الهيمالايا قرب جبل إيفرست، حسبما أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» و«هيئة المسح الجيولوجي» الأميركية.

صورة تظهر صخوراً على طريق بالقرب من الطريق السريع الوطني شيجاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وقالت «هيئة المسح الجيولوجي» الأميركية، إنّ مركز الزلزال يقع على بُعد 93 كيلومتراً من لوبوش، المدينة النيبالية الواقعة على الحدود الجبلية مع التبت في الصين، بينما أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن كثيراً من المباني اهتزَّت في كاتماندو الواقعة على بُعد أكثر من 200 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي.

نيباليون خرجوا من منازلهم بعد تعرضهم لزلزال ويقفون وسط مواد البناء في كاتماندو (أ.ب)

وكان تلفزيون الصين المركزي قد ذكر أن زلزالاً قوته 6.9 درجة هز مدينة شيجاتسي في التبت اليوم (الثلاثاء). وقال مركز شبكات الزلازل الصيني في إشعار منفصل، إن الزلزال وقع في الساعة (01:05 بتوقيت غرينتش) وكان على عمق 10 كيلومترات.

وشعر السكان بتأثير الزلزال في منطقة شيجاتسي التي يقطنها 800 ألف شخص. وتدير المنطقة مدينة شيجاتسي، المقر التقليدي لبانشين لاما، أحد أهم الشخصيات البوذية في التبت. وأفادت قرى في تينجري بوقوع اهتزازات قوية أثناء الزلزال، أعقبتها عشرات الهزات الارتدادية التي بلغت قوتها 4.4 درجة.

آثار الدمار في أحد المنازل كما ظهرت في فيديو في التبت (أ.ف.ب)

ويمكن رؤية واجهات متاجر منهارة في مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر آثار الزلزال في بلدة لهاتسي، مع تناثر الحطام على الطريق.

صورة ملتقطة من مقطع فيديو يظهر حطاماً على طريق في مدينة شيجاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وتمكنت وكالة «رويترز» للأنباء من تأكيد الموقع من المباني القريبة والنوافذ وتخطيط الطرق واللافتات التي تتطابق مع صور الأقمار الاصطناعية وصور الشوارع. وذكرت «شينخوا» أن هناك 3 بلدات و27 قرية تقع على بعد 20 كيلومتراً من مركز الزلزال، ويبلغ إجمالي عدد سكانها نحو 6900 نسمة. وأضافت أن مسؤولي الحكومة المحلية يتواصلون مع البلدات القريبة لتقييم تأثير الزلزال والتحقق من الخسائر.

حطام على طريق في مدينة شيجاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

كما شعر بالزلزال سكان العاصمة النيبالية كاتماندو على بعد نحو 400 كيلومتر؛ حيث فر السكان من منازلهم. وهز الزلزال أيضاً تيمفو عاصمة بوتان وولاية بيهار شمال الهند التي تقع على الحدود مع نيبال.

جانب من الحطام على طريق في مدينة شيجاتسي في التبت بالصين بعد أن ضرب زلزال المنطقة (أ.ف.ب)

وقال مسؤولون في الهند إنه لم ترد حتى الآن تقارير عن وقوع أضرار أو خسائر في الممتلكات.

منازل متضررة بعد زلزال في قرية في شيجاتسي في منطقة التبت (رويترز)

وتتعرض الأجزاء الجنوبية الغربية من الصين ونيبال وشمال الهند لزلازل متكررة، ناجمة عن اصطدام الصفيحتين التكتونيتين الهندية والأوراسية. فقد تسبب زلزال قوي في مقتل نحو 70 ألف شخص بمقاطعة سيتشوان الصينية في 2008، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وفي 2015، هز زلزال قوته 7.8 درجة منطقة قريبة من كاتماندو، ما أودى بحياة نحو 9 آلاف شخص، وتسبب في إصابة آلاف في أسوأ زلزال تشهده نيبال.