زوار الحريري ينقلون عنه تفاؤله بقرب ولادة الحكومة

الرئيس الحريري مجتمعاً مع وفد الهيئات الاقتصادية أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس الحريري مجتمعاً مع وفد الهيئات الاقتصادية أمس (دالاتي ونهرا)
TT

زوار الحريري ينقلون عنه تفاؤله بقرب ولادة الحكومة

الرئيس الحريري مجتمعاً مع وفد الهيئات الاقتصادية أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس الحريري مجتمعاً مع وفد الهيئات الاقتصادية أمس (دالاتي ونهرا)

اقتصرت الأجواء الإيجابية بشأن تأليف الحكومة على التصريحات التي تُنقل عن المسؤولين اللبنانيين، وكان آخرها ما نقله رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير عن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، أنه متفائل بأن ولادة الحكومة ستكون قريبة جداً، وهو الجو نفسه الذي نقله عن رئيس البرلمان نبيه بري، أول من أمس.
وقال شقير بعد اجتماع عقده وفد مصغر من الهيئات الاقتصادية برئاسته مع الحريري: «لقاؤنا مع دولة الرئيس كان ممتعاً، وقد ساده تفاؤل كبير للغاية. وكما كنت أتحدث مع الزملاء، فإننا سنُمضي عطلة نهاية أسبوع ونحن في غاية الراحة، فالرئيس الحريري متفائل بأن ولادة الحكومة ستكون قريبة جداً، وهذا التفاؤل ينعكس علينا جميعاً كقطاع خاص ورجال أعمال ومستثمرين». وأكد: «إننا مؤمنون بهذا البلد ومتفائلون به، وكل ما نطالب به كهيئات اقتصادية وقطاع خاص هو أن تتألف حكومة في أسرع وقت ممكن، لكي نتمكن من السير في كل المشاريع التي بدأتها الحكومة، وأولها مؤتمر سيدر».
وتمنى شقير أن يُترجم التفاؤل الذي سمعناه بالأمس من الرئيس نبيه بري والتفاؤل الكبير من قبل الرئيس الحريري بولادة حكومة في الأسبوع المقبل.
وخلافاً للتفاؤل السائد، لم تعكس الحركة السياسية خلال الأسبوع الماضي أي مؤشر على تذليل العقد العالقة في وجه تشكيل الحكومة، والمتمثلة في العقدة المسيحية، وعقدة النواب الدروز، فضلاً عن تمثيل سُنة «8 آذار» في الحكومة.
واعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب ماريو عون أن «على الجميع التكاتف من أجل تشكيل الحكومة في أسرع وقت لأن البلد لا يحتمل إضاعة الوقت». وقال في حديث إذاعي إن «سقوط تفاهم معراب السياسي يعيد الأمور إلى أحجامها الطبيعية، فيكون بالتالي لكتلة القوات ثلاثة وزراء ولكتلة التيار ستة»، مشيراً إلى أنّ «أي زيادة من حصة القوات يجب أن تكون على حساب حصة الرئيس المكلّف».
لكنّ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني، رأى أن «العقدة الأساسية في التشكيل هي الصراع على الصلاحيات بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وليس إعطاء وزارة معينة لفريق معين». وشدد على «الدور الأساسي للرئيس المكلف الذي يجب أن يلعبه». وقال: «ما نراه اليوم أن هناك طرفاً يريد الوصول إلى الحكومة بفريق كبير وهذا يضرب الجوهر والصلاحيات».
وأشار حاصباني في حديث إذاعي إلى أن «الإسراع في التشكيل متوقف على منسوب الحكمة لدى الفرقاء. ما زلنا في القشور الأساسية وموضوع الاتفاق على الأحجام وتوزيع الحقائب يلعب دوراً مهماً في تشكيل الحكومة». وقال: «تخطينا مسألة الأحجام، فالانتخابات أظهرت الحجم الواسع لـ(القوات اللبنانية) والشعب أعطى وكالة لنوابها ولحزبهم كشريك حقيقي في ترسيخ نجاح (العهد). أما إنجازات وزراء (القوات) فكانت واضحة خلال سنة ونصف السنة».
وفي ظل العقبات التي تواجه تشكيل الحكومة، يواصل «حزب الله» دعواته لتشكيل حكومة استناداً إلى نتائج الانتخابات النيابية، وهو ما عبّر عنه نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، قائلاً: «علينا أن نشكل الحكومة مستفيدين من نتائج الانتخابات النيابية كمعيار عادل، وأن نسهل التأليف بالمرونة المناسبة لأن الحكومة ليست قطعة جبن يتقاسمها البعض على حساب الوطن».
ورغم المراوحة في عملية التأليف، أكد «تيار المستقبل» أن الرئيس المكلف يبذل جهداً كبيراً لتشكيل الحكومة، إذ قال عضو كتلة «المستقبل» النائب نزيه نجم، أن «الرئيس سعد الحريري لا يترك فرصة إلا ويستغلها من أجل تشكيل الحكومة واستكمال مسيرة النهوض الاقتصادي في البلد».
بدوره، لفت عضو كتلة «المستقبل» النيابية النائب طارق المرعبي إلى «أن الرئيس سعد الحريري ما زال يدوّر الزوايا مع مختلف الفرقاء للوصول إلى تأليف حكومة جامعة متماسكة قوية تواجه الأزمات وتعمل على حلها وتطلق ورش الإنماء في المناطق». وقال: «على الفرقاء أن يلاقوا الحريري بما يقدمه من مرونة وتعاطٍ مع الجميع بروح إيجابية وإطلاق عجلة التأليف والتخلي عن الشروط والطلبات التعجيزية»، مشدداً على «أن البلد بحاجة إلى تلاقٍ وحوار دائم بين الجميع».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».